قداسة البطريرك كيريل يستقبل وفد مشفى الحصن البطريركيّ

دائرة الاّتصالات في قسم العلاقات الكنسيّة الخارجية 11/06/ 2022

في الحادي عشرمن حزيران  2022، التقى قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا ووفد مشفى الحصن البطريركيّ الموصول من سوريا في قاعة الاجتماع في كاتدرائيّة المسيح المخلّص في موسكو. 

شارك في الاجتماع من طرف الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو سيادة المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك وموظّف سكرتارية العلاقات الأرثوذكسيّة الشمّاس سيرغي موناحوف.

وضمّ الوفد السوريّ مدير مشفى الحصن البطريركيّ خالد يازجي، ومدير صيدليّة المشفى السيّد فداء وديع، ومدير العمليّات والدعم الفنّيّ يامن زريبي، وجرّاح العظام قاصر فنيار، والجرّاح العامّ ميخائل يوسف، وجرّاح التجميل ندر معسو، وجرّاح الأعصاب وائل عابد، طبيب النساء والتوليد إبراهيم أمطانيوس، رئيس قسم العمليّات عدنان عسّاف، ورئيس وحدة العناية المركّزة عيسى نعمي.

كما شارك في اللقاء أيضاً ممثِّل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا سيادة المتروبوليت نيفن (صيقلي) والمدير التنفيذيّ لصندوق حفظ التراث والثقافة المسيحيّة السيّد أيغور سكوبينكو.

توجّه قداسة البطريرك كيريل بكلمة إلى جميع الحاضرين، قال فيها: "نسعد، دائما، عندما يزورنا ممثّلو بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في موسكو، لأنّ العلاقات التاريخيّة الخاصّة بين كنيستينا قد تطوّرت، وهي علاقات تضامن وصداقة أخويّة، ومساعدة متبادلة، ونحن نقدر هذه العلاقة حقّ التقدير.

شدّد رئيس الكنيسة الروسيّة على توافق الآراء بينه وبين غبطة البطريرك يوحنّا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق حول المواضيع المدرَجة في جدول الأعمال الرئيسيّ للحوار بين الكنائس الأرثوذكسيّة. ولاحظ قداسته أنّ هذا الحوار يجري في سياق خارجيّ صعب، لأنّ الوضع السياسيّ الصعب في العالم يترك بصماته. كما تطرّق الحديث إلى بعض الأمور الأخرى كالعلاقات بين الكنائس الأرثوذكسيّة بخاصّة والطوائف المسيحيّة بعامّة. أشكر الله على أنّ هذا النوع من المشاكل لا تخصّ علاقتنا مع الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة. أنا دائم الاتّصال مع غبطة بطريرككم، وقد تلقّيت منذ وقت قريب رسالة أخويّة منه.

وقد ذّكر في هذا اللقاء التلميح إلى أنّه في العام 2021، واستجابة لطلب غبطة البطريرك يوحنّا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الموجّه إلى قداسة البطريرك كيريل، وبدعم الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بشكل عامّ، تمّ تجهيز مشفى الحصن البطريركيّ بأجهزة طبيّة متطوّرة. وقال قداسته في هذا الصدد: "نفهم مدى أهمّيّة توصيل هذه الأجهزة إلى المشفى، وقد بذلنا كلّ الجهد الممكن لتنفيذ هذا المشروع".

وبرأيه، إنّ الاتّصالات الجارية بين رؤساء الكنيستين مع الإكليروس وبمشاركة العلمانيين في كلا الكنيستين، "تعتبر اليوم مهمّة بشكل خاصّ وذات قيمة خاصّة. لأنّه، للأسف، نرى كيف أنّ العلاقات بين المسيحيّين في الشرق والغرب تتمجّد رغم التأثير السياسي غير المؤاتي الذي نلاحظه اليوم. 

وأشار البطريرك كيريل إلى أهميّة التطوّر الشامل للعلاقات بين الكنيستين الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة والروسيّة، لا يقتصر، فقط، على مستوى الإدارة الكنسيّة، ولكن، أيضًا، يستند على مشاركة المؤمنين. وفي هذا الصدد، أعرب قداسته عن سروره لرؤية وفد مشفى الحصن وهو في حوار مع الأطبّاء الأرثوذكس الروس. وفي العاشر من حزيران لهذا العام وخلال وجودهم في روسيا زار الأطباء السوريّون مشفى القدّيس ألكسي، وهو أكبر مؤسّسة طبيّة تابعة للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة. وتابع قداسته: "من جهتي، سأبذل قصارى جهدي لتعزيز هذا الحوار، ولزيادة تطوير العلاقات بين الكنيستين الروسيّة والأنطاكيّة. أتمنّى لكم كلّ نجاح وليزوّدكم الربّ بمعونته في سائر أعمالكم الطبيّة.

وبدوره، شكر مدير مشفى الحصن البطريركيّ السيّد خالد يازجي قداسة البطريرك كيريل على فرصة هذا اللقاء والتحدّث الشخصيّ معه. وأعرب عن تقديره للجهود التي تبذلها الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسية ورئيسها لمساعدة المسيحيّين في سوريا، كما عبّر عن امتنانه لرئيس روسيا فلاديمير بوتين ووزارة الدفاع في الاتّحاد الروسيّ.

وقال يازجي: " لدى الشعب السوريّ مشاعر عميقة تجاه الكنيسة الروسيّة والشعب الروسيّ. نتمنّى للشعب الروسيّ الازدهار.

ثمّ أضاف البطريرك كيريل: "إنّنا نقدر، اليوم، وفي فترة هذه الظروف السياسية الصعبة، بشكل خاصّ، الحفاظ على علاقات جيّدة مع كافّة الدول والشعوب الأخرى. أوّلاً، أودّ أن أؤكّد، مرّة أخرى، على حقيقة واقعة وهي أنّنا نحافظ (شعباً ودولة) مع الشعب العربيّ، بعامّة، ومع الشعب السوريّ، بخاصّة على علاقات جيّدة نشأت منذ عقود عديدة وحتّى قرون عديدة. ليحفظ الله هذه العلاقات الجيدة".

وخلال الحديث، أشار الدكتور خالد يازجي، أيضًا، على وجه التحديد إلى المساعدة الكبيرة التي قدّمتها روسيا لسوريا في محاربة الإرهاب.

ثمّ أعرب قداسة البطريرك كيريل عن سعادته بزيارة وفد مشفى الحصن مستشفى القدّيس ألكسي البطريركيّ في موسكو. كما قال البطريرك الروسيّ إنّ مشفى القدّيس ألكسي يلعب دورًا مهمّاً، حيث يقدّم المساعدة المجّانيّة للمحتاجين من جميع مناطق روسيا.

وتابع قداسته: "عندما خطرت لي فكرة إنشاء مشفى كنسيّ في موسكو، تداولت الفكرة مع الموظَّفين، لكن للأسف، تلقّيت ردّ فعل متحفظًا. قالوا لي إنّ الطبّ عمل مكلف، إذا تريدون أن يكون لديكم مستشفى عالي الجودة، عليكم بالتفكير في معدّات جيدة، وهي مكلفة جدّاً ". طبعاً فكّرت جيّداً في الأمر، ثمّ قرّرت تنفيذ خطّتي. نحن الروس لدينا قول مثالي: "من يمشي سيقود الطريق". هذا يعني أنّه لا يمكن التغلّب على صعوبات الطريق إلّا عندما يسير الشخص. وأشكر الله أنّني تمكّنت من تنفيذ هذا المشروع الخيريّ، الذي أصبح مهمّاً جدّاً للكنيسة الروسيّة ".

في نهاية اللقاء، تمنّى البطريرك الروسيّ لمدير مشفى الحسن البطريركيّ السيّد يازجي وأعضاء الوفد السوريّ أن يؤازرهم الله بمعونته العلويّة، ولتكن بركة الربّ لسائر سوريا ولشعبها البطل.

ثمّ، وتذكارا لهذ اللقاء قدّم البطريرك كيريل الهدايا التذكاريّة للمشاركين في الاجتماع.