المتروبوليت هيلاريون: "بطريرك القسطنطينية يطالب بامتيازات خاصّة مشابهة للامتيازات البابويّة"
عُقد مؤتمر في كنيسة المخلّص بتاريخ 16 - 17 أيلول 2021، تدور جلساته حول الأولوية والمجمعية في الكنيسة الأرثوذكسيّة. تحدّث المشاركون بشكل خاصّ عن عواقب أعمال بطريرك القسطنطينية برثلماوس المنتهكة للنظام المجمعي للكنيسة الأرثوذكسيّة وقوانينها.
خلال برنامج "الكنيسة والعالم" التلفزيوني على قناة "روسيا 24" أجاب سيادة المتروبوليت هيلاريون متروبوليت فولوكولامسك ورئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو، على مجموعة أسئلة ومنها جاء السؤال التالي: "التخبط في الكنيسة الأرثوذكسية والعالم الأرثوذكسي هل سوف يسبب نفور المؤمنين منها؟" أجاب سيادته: "أنا كليّ ثقة أنّ المؤمن الأرثوذكسي الحقيقي لن يبتعد عن كنيسته أبدًا. أما الشخص الذي لديه إيمان سطحي فذلك سيبتعد عن الكنيسة، وأيضاً سوف يبتعد الشخص الذي لا يعرف كيف يرى حقيقة الوجود الإلهي في الكنيسة وضمن الواقع البشري، ولا يشعر أن الكنيسة هي مكان حضور الله وهو من يقودها".
ذكر سيادته أيضاً أنّ الكنيسة تتكوّن من المؤمنين الذين يشاركونها حياتهم بأفراحها وأتراحها، والإكليروس الذي من واجبه حمل خطايا المؤمنين وضعفاتهم وتقديمها لله. وأضاف: "بعض الأحيان النفس البشرية الضعيفة تتأثر بالسياسة ويسمونها "السياسة الكنسيّة" أو تتأثر بالانتماء الجغرافي أو القومي الكنسيّ، فتأخذ بعض الكنائس المحليّة في صنع التحيزات والتحزبات، ويبدأ هذا الشخص أو ذاك في الاستيلاء على سلطات ليست من حقه".
نواجه في السنين الأخيرة ادعاءات بطريرك القسطنطينية بامتلاكه امتيازات خاصّة في الكنيسة الأرثوذكسيّة قريبة من امتيازات بابا روما في الكنيسة الكاثوليكيّة. ولكن كما نعلم، هناك نظام باباوي لقيادة الكنيسة حسب التقليد الكاثوليكي الغربي، وهو أن يقود شخص واحد الكنيسة بأكملها، يُنظر إليه على أنه نائب المسيح الملك، هذه القيادة لم تحدث أبدًا في تقليدنا الأرثوذكسي. الكنيسة الأرثوذكسيّة هي عائلة تتألف من مجموعة من الكنائس الأرثوذكسيّة المحليّة، ورؤساء هذه الكنائس متساوون مع بعضهم البعض، حتى لو كان هناك ترتيب معين بينهم (أولية شرفية) عندما يخدمون القداس الإلهي معًا.
أشار سيادته بأنه حسب الترتيب الثابت، حتى القرن الحادي عشر، كان الأول هو أسقف روما، والثاني أسقف القسطنطينية، ثم رؤساء الكنائس المحليّة الأخرى. بعد حدوث انقطاع الشركة بين الكاثوليك والأرثوذكس في عام 1054، انتقلت الأولية في عائلة الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة بشكل طبيعي إلى بطريرك القسطنطينية. ومع ذلك، كانت وما زالت هذه الأوليّة هي أولية شرفيّة، وليست أوليّة في السلطة.
قال المطران هيلاريون: "بدأ بطريرك القسطنطينية باتخاذ قرارات تدل على أوليته في السلطة، عندما أعلن أنّه يستطيع التدخل في شؤون أي كنيسة محليّة، وتغيير حدود الكنائس، وكذلك بإلغاء الاتفاقيات التي تمت قبل 300 عام، حتى لو لم توافق عليها الكنائس الأرثوذكسية المحليّة". وهذا بالضبط ما تمت مناقشته في مؤتمر" الأرثوذكسية العالمية: الأولوية في إطار التعليم الأرثوذكسي".
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة