رئيس قسم العلاقات الخارجيّة في بطريركيّة موسكو يشارك في مؤتمر القمّة الدوليّ للبحث في مسائل الحرّيّة الدينيّة
بتاريخ الرابع عشر من تمّوز، وببركة قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، شارك سيادة المتروبوليت هيلاريون متروبوليت فولوكولامسك ورئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو في مؤتمر القمّة الدوليّ للبحث في مسائل الحرّيّة الدينيّة المنعقد في واشنطن (الولايات المتّحدة).
حضرت هذا المؤتمر شخصيّات سياسيّة ومدنيّة ودينيّة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ممثلو الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة والكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس الشرقيّة القديمة ومختلف الطوائف البروتستانتيّة.
رحّب رئيس مؤسّسة حقوق الإنسان المسيحيّة "The Open Doors USA " السيّد دافيد كاري بسيادة المتروبوليت هيلاريون، وأشار إلى مساهماته الجزيلة كرئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في مجال حماية حقوق المسيحيّين في جميع أنحاء العالم.
شكر المطران هيلاريون، بدوره، منظّمي المؤتمر وإدارة مؤسّسة " The Open Doors USA " على الدعوة، وقال: "تُنتَهَك، اليوم، في العديد من البلدان الحرّيّة الدينيّة. ويُقتَل في بعض مناطق العالم المسيحيّون ويُطردون من منازلهم ويتمّ تدنيس كنائسهم ومقدّساتهم ما يجعل هذا الوضع مصدر قلق بالغ بالنسبة لنا جميعاً.
وتطرّق المطران هيلاريون إلى وضع المسيحيّين في الشرق الأوسط، فقال: "نلاحظ، اليوم، الانخفاض السريع في عدد السكّان المسيحيّين في بلدان الشرق الأوسط الذين عاشوا والمسلمين معًا خلال قرون طويلة، كما هو، الآن، في لبنان. أمّا في سوريا، ففي المناطق التي احتلّها المتطرّفون، فقد تعرّض فيها المسيحيّون لأشدّ الاضطهادات. وكما تعلمون بأنّ الحوادث عينها تجري في العراق، حيث انخفض عدد المسيحيّين خلال السنوات الثمانية عشرة الماضيّة من مليون ونصف إلى أقلّ من مائة وخمسين ألفًا. أمّا في ليبيا، فاختفى المسيحيّون بشكل كامل.
وأشار سيادته إلى أنّ وضعًا مشابهًا نموذجيًّا لتلك البلدان في الشرق الأوسط نراه، في الوقت الحاضر، في بعض الدول حيث اختلّ التوازن فيها بين المجتمعات الدينيّة القائم منذ قرون طويلة، وأطاحت قوّات خارجيّة بالنظام القائم لإحلال الديمقراطيّة. ولكن الحقيقة تقول أن لا نظام ديمقراطيًّا، حتّى الآن، في العراق ولا في ليبيا. هذا الوضع صعب جدّاً بالنسبة إلى المسيحيّين، لأنّهم أصبحوا الضحايا الأُوَل للكوارث السياسيّة التي نظّمتها القوّات الخارجيّة.
إضافةً إلى هذا، شدّد المطران هيلاريون على أنّ مركز اضطهاد المسيحيّين يتحوّل، تدريجيّاً، إلى بعض الدول الأفريقيّة، وعلى وجه الخصوص في نيجيريا وإثيوبيا، حيث يُقتل المسيحيّون وتدنَّس كنائسهم. وتابع سيادته: "أودّ أن أعبّر عن أملي العميق في أنّ المؤسّسات الدينيّة ومؤسّسات حقوق الإنسان الممثَّلة هنا اليوم تتمكّن من تشكيل لجنة تعاون موحّدة لتوفير الحماية والمساعدة للمسيحيّين المضطَهدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
من أهمّ المواضيع التي تحدّث عنها المطران هيلاريون في كلمته كان الوضع الحقيقيّ في أوكرانيا، حيث ألغت مؤسّستان دينيّتان تُعتبران "روم الأرثوذكس" وهما "الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة" و"الكنيسة الأرثوذكسيّة في أوكرانيا". وأخبر المطران هيلاريون عن أنّ الرئيس الأوكرانيّ السابق بيتر بوروشينكو حاول أن يوحّد هاتين المؤسّستين في مؤسّسة واحدة، ولكن كان هذا مستحيلاً لأسباب قانونيّة وكنسيّة داخليّة. ومع ذلك، فالكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة هي المؤسّسة المسيحيّة الكبرى في أوكرانيا. ورغم ترابطها القانونيّ والروحيّ مع الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، فهي مؤسّسة مستقلّة إداريًّا وماليًّا. وأمّا الآن، فلقد حُرمت هذه الكنيسة فعليًّا من حقوقها، كما تمّ، على وجه الخصوص، الاستيلاء على كنائسها بالقوّة ونقلها إلى إدارة أخرى. فلقد استولي بعنف، حتّى يومنا هذا، على أكثر من خمسمائة كنيسة أو إعادة تسجيلها قسريًّا وبشكل غير قانونيّ. هذا، وتُرغَم بعض الرعايا في مناطق مختلفة على الصلاة في الشوارع تلسعهم لفحات البرد، وأحيانًا تحت ذرّات الثلج في درجة حراريّة تصل إلى ما تحت الصفر، بينما تظلّ الكنائس التي تنتمي إليها مقفلة أو مفتوحة. تلجأ هذه الرعايا إلى المحاكم التي تصدر القرارات لصالحها، ولكنّها لا تُنفَّذ.
تحدّث المطران هيلاريون، بشكل خاصّ، عن القوانين التي سُنَّت في عهد الرئيس الأوكرانيّ السابق بوروشينكو: "صدر قانون يقضي بإعادة تسمية الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة بالكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في أوكرانيا، وكأنها منظَّمة أجنبيّة تمثّل الاتّحاد الروسيّ، بينما تشمل الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، وهي أكبر طائفة في أوكرانيا، ملايين المؤمنين وأكثر من اثنتي عشر ألف رعيّة وأكثر من مائتي وخمسين ديرًا. كما تضمّ أكبر الأديرة الرهبانيّة، مثل لافرا كييف. تتكوّن هذه الكنيسة من الأوكرانيّين الأصليّين: فأسقفها وجميع إكليرسها وأبناؤها وُلدوا في أوكرانيا ويحملون الجنسيّة الأوكرانيّة. إنّهم وطنيّون مخلصون لبلدهم".
وفي نهاية كلمته دعا رئيس قسم العلاقات الخارجيّة في بطريركيّة موسكو إلى تشكيل لجنة تعاون مشتركة للدفاع عن حقوق المؤمنين في جميع دول العالم التي تنتهك فيها هذه الحقوق.
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة