المتروبوليت أنطونيوس يشارك في مؤتمر كنيسة المشرق الآشوريّة المختصّ بالمجمع المسكونيّ الأوّل




دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو28 /09/2025
في الثامن والعشرين من أيلول، شارك المطران أنطونيوس متروبوليت فولوكولامسك، رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة، في الجلسة العامّة للمؤتمر الدوّلي لكنيسة المشرق الآشوريّة، المُكرّس للاحتفال بالذكرى 1700 لمجمع نيقية، والذي عُقد في الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل (إقليم كردستان العراق).
ترأس المؤتمر رئيس كنيسة المشرق الآشوريّة، قداسة البطريرك مار آوا الثالث، وكان المطران مار إيليّا إسحاق، أسقف بغداد مسؤولاً على اللجنة التنظيميّة للمؤتمر.
شارك في المؤتمر كل من: متروبوليت بغداد والكويت غطاس (الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة)، المطران بشار وردة راعي أبرشيّة أربيل للكنيسة الكلدانيّة الكاثوليكيّة، المطران نيقوديموس داود شرف راعي أبرشيّة الموصل وكركوك وكردستان للكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة، المطران نثنائيل نزار سمعان رئيس أساقفة أديابين مسؤول على رعايا الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة في المنطقة الكرديّة، بالإضافة إلى مطارنة كنيسة المشرق الآشوريّة والطوائف المسيحيّة الأخرى في العراق، القسّ تشارلز لوانغا سونا، القائم بأعمال السفارة البابويّة في بغداد، القسّ هياسنت ديستيفيل موظّف الدائرة البابويّة لتعزيز الوحدة المسيحيّة، وعلماء الكنيسة، وعلماء الكتاب المقدّس، والمؤرّخين، واللّاهوتيين من جميع أنحاء العالم.
بكلمته، رحّب المطران أنطونيوس من فولوكولامسك بالمشاركين في المؤتمر نيابةً عن قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا. وأشار سيادته إلى أنّه "قبل أكثر من عشرين عامًا، زار رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، الذي كان آنذاك رئيسًا لقسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، دولة العراق، بما في ذلك جزؤه الشمالي. وقد ترك تعرّفه على هذه الأرض المقّدسة أثرًا عميقًا في ذكريات قداسته"
كما وأشار سيادته إلى أنّ حدود بلاد ما بين النهرين القديمة هي أرض "تحفظ ذكرى أجداد وأنبياء العهد القديم الذين عاشوا هنا، وكذلك الرسل القدّيسين الذين بشّروا بالإنجيل في فجر العصر المسيحيّ، بمن فيهم الرسل توما وتداوس ومريم، الذين نذكّرهم كمنيري الشرق. حافظت الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة على علاقات أخويّة وثيقة مع الطوائف المسيحيّة التقليديّة في الشرق الأوسط. يربطنا تراث دينيّ وثقافيّ، ونلتزم بتقاليد رسوليّة واحدة".
كما أشار المطران أنطونيوس إلى أنّ، "لدى المجمع المسكونيّ الأوّل الذي عُقد في نيقية ونحن نحتفل بذكراه اليوم، أهمّيّة خاصّة لنا جميعًا. ويظلّ هذا الحدث نقطة انطلاق لتوحيد العالم المسيحيّ بأسره، وتشكيل أهمّ المواقف العقائديّة المسيحيّة واللّاهوت بشكل عام. ولا تزال خبرة المجمع في التفسير الصحيح للمصطلحات اللّاهوتيّة الأساسيّة، ونهجه في حلّ النزاعات بروح البحث الصادق والتعاوني عن حلول صحيحة، ذات أهمّيّة بالغة. وأخيرًا، قدّم المشاركون في هذا المجمع مثالًا رائعًا للوحدة المسيحيّة، مستلهمين من كلمات القدّيس بولس الرسول، الذي علّم أنّ "هناك إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ" (أفسس 4: 6).
كما أكّد المطران أنطونيوس أنّه "في الآونة الأخيرة، افتقرنا جميعًا بشدّة إلى هذه الوحدة. عانى المسيحيّون معاناة شديدة، ويعود ذلك جزئيًّا إلى انقسامهم. وقد انعكس هذا ببلاغة في مصير المسيحيّين في الشرق الأوسط. وينطبق هذا أيضًا على الماضي القريب جدًّا، الذي نشهده جميعًا. ففي السنوات الأخيرة، دمّر الإرهابيّون العديد من الكنائس والأديرة ومدنًا بأكملها. وشُرّد مئات الآلاف من الناس وطُردوا من ديارهم، واستشهد عشرات الآلاف من الناس. ولا تزال العديد من الأماكن المقدّسة والآثار التاريخيّة مدمّرة ومدنّسة".
وكما ذكّرنا المطران أنطونيوس، "إنّ الحقيقة الأسمى تشهد باستمرار أن اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ (غلاطية 6:7). والنهضة الجديدة في الإيمان والحياة المسيحيّة، بما في ذلك هنا في المناطق الشمالية من العراق، دليل قاطع على ذلك"، بل، العالم المعاصر يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ (يوحنّا 12:35) ويواجهنا بتحديّات مشتركة. لا يمكن لكنائسنا تجاهلها، مُدركةً مسؤوليّتها تجاه مستقبل ليس، فقط، رعاياها، بل الحضارة الإنسانيّة بشكل عامّ. يساورنا قلق بالغ إزاء النمو السريع للظواهر الدنيويّة في المجتمع المعاصر، بما في ذلك رفض التقاليد الأخلاقّية. ومن الأمور المُلحّة جدًّا اليوم الدفاع المشترك عن الفهم المسيحيّ للأخلاق والعائلة وحماية البيئة، والعديد من القيم الأخرى الثابتة التي وهبها الله. ولا يُمكن مواجهة هذه التحديّات بالشكل الصحيح دون التوكّل على الله، لأنّ الكتاب المقدّس يشهد بأن "ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ" (أمثال 30:11).
في ختام كلمته، أعرب المطران أنطونيوس عن قناعته بأنّ "بحث إرث المجمع المسكونيّ الأوّل والمشاركين فيه، آباء الكنيسة القدّيسين، يمكن أن تُسهم في فهم سليم لأسباب العديد من مآسي الماضيّ وتجنّب تكرارها في المستقبل".
وأعرب المطران أنطونيوس عن أمله في أن يُحقّق المؤتمر هذا الهدف، سائلّا من الله المعونة ومتمنيًا العمل المثمّر للمشاركين فيه.