تكريس كنيسة بشارة السيّدة في جلّ الديب لإقامة الخدم الكنسيّة للجاليّة الروسيّة بلبنان
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، 10/03/2024
في العاشر من آذار 2024، شارك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك، استمراراً لزيارته إلى لبنان، في الاحتفالات بمناسبة تكريس كنيسة بشارة السيّدة العذراء مريم في جلّ الديب المقدَّمة من قبل متروبوليت جبل لبنان سلوان إلى استخدام المؤمنين الأرثوذكس الناطقين بالروسيّة في لبنان في تتميم الخدم الكنسيّة.
ترأس المتروبوليت أنطونيوس صلاة التكريس، وبعد ذلك ترأس القدّاس الإلهيّ بمشاركة كلٍّ من سيادة متروبوليت جبيل والبترون وتوابعهما سلوان، وممثّل بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا سيادة المتروبوليت نيفن أسقف فيليبوبوليس.
كما وشاركهم الآباء: الأرشمندريت سيرافيم (شيمياتوفسكي) ممثّل كنيسة تشيكيا وسلوفاكيا لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا، بالإضافة إلى نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو الأب إيغور (ياكيمتشوك)، وبعض كهنة بطريركيّتي أنطاكيّة وموسكو.
حضر القدّاس الذي تمّ بالعربيّة والسلافيّة الكنسيّة كلٌّ من سعادة السفير ألكسندر روداكوف سفير الاتّحاد الروسيّ لدى الجمهوريّة اللبنانيّة، وممثّل وزارة الخارجيّة اللبنانيّة رودريك الخوري، والمدير التنفيذيّ لصندق دعم التراث والثقافة المسيحيّة السيّد إيغور سكوبينكو، بالإضافة إلى شخصيّات عامّة وسياسيّة لبنانيّة والعديد من المواطنين الروس.
وفي نهاية القدّاس الإلهيّ، رحّب المتروبوليت سلوان بجميع الحاضرين قائلا: "تجمع الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة المؤمنين من بلدان مختلفة والمنتمين إلى جنسيّات مختلفة. ولكنّنا جميعاً واحد، كلّنا موحَّدون في المسيح، نتناول من الكأس الواحد.
وأكّد سيادته بأنّ إعادة بناء كنيسة بشارة السيّدة في جلّ الديب تمت بفضل جهود قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل الذي تكفّل شخصيّاً بكافّة الاهتمامات لترميمها. وقال أيضاً: "وقد ساهم المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك، رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، والمتروبوليت نيفن مطران شهبا، وهو الجسر الذي يربط بين الكنيستين، في إتمام هذا العمل، ولتكريسها بفرح عظيم اجتمعنا، اليوم، هنا جميعاً".
وفي ردّه، نقل المتروبوليت أنطونيوس بركات وتهاني قداسة البطريرك كيريل للحاضرين، الذي ببركته يتواجد وفد الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة الآن في لبنان.
وقال المطران أنطونيوس: "لقد شاركنا، اليوم، في احتفال عظيم، إذ أتيحت لنا الفرصة للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ في هذه الكنيسة المكرَّسة حديثاً، والتي بفضلكم، سيّدنا سلوان العزيز، سيتمكّن أبناؤكم الروس الساكنون هنا في هذه المنطقة أن يصلّوا معاً بلغتهم الأمّ.
وشدّد المتروبوليت أنطونيوس على أنّه من المهمّ جدّاً لأي مؤمن متواجد بعيداً عن وطنه أن تتاح له الفرصة ليأتي إلى الكنيسة ويتحدّث مع الكاهن ويشارك في الأسرار المقدّسة والخدم الكنسيّة. لقد خدمتم نفسكم في الخارج لسنوات عديدة، وتعرفون الظروف الصعبة التي يتعيّن بها أحيانًا إقامة الخدم الإلهيّة. نعم، في بعض الأحيان نصلّي في الكنائس المهيبة والجميلة، ولكن في كثير من الأحيان الأخرى يتعيّن على كهنتنا وأبناء الرعيّة استئجار أماكن غير مناسبة تماماً للخدمة وإحضار جميع الأدوات الّلازمة وأخذها مباشرة بعد انتهاء الصلاة. واليوم في بيروت، وبفضل جهودكم، سيّدنا، لدى الجاليّة الروسيّة الفرصة لتشعر في هذه الكنيسة وكأنّها في بيتها، والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة تقدر مساهمتكم هذه بامتنان كبير.
كما أعرب المتروبوليت أنطونيوس عن امتنانه الخاصّ لوفد صندوق دعم التراث والثقافة المسيحيّة الموجود في الكنيسة، والذي استجاب بجاهزيّة كبيرة لطلب قداسة البطريرك كيريل وقام بدور فعّال في ترميم هذه الكنيسة.
وتذكاراً لهذه المناسبة، قدّم المتروبوليت أنطونيوس لأبناء كنيسة البشارة الأنطاكيّة أيقونة بشارة السيّدة العذراء مريم، ولمتروبوليت سلوان إنغولبيون السيّدة.
ثمّ أقيم حفل استقبال، حيث تحدّث المتقدّم بين أبناء رعيّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في لبنان والصحفيّ ورئيس مكتب "إيتار تاس" التمثيليّ في لبنان دميتري زيلينين.
وحسب أقواله، يجب أن تصبح الكنيسة المرممّة مركزاً روحيّاً للمجتمع الكنسيّ الناطق بالروسيّة وفال: "سيتمكّن هنا الأطفال من العائلات اللبنانيّة الروسيّة من دراسة اللغة الروسيّة في مدرسة الأحد، واكتساب معرفة تاريخ وجغرافيا وأدب الروسيّ الغنيّ والفن".
وقد أضاف زيلينين: "نعلم أنّ هناك الكثير من الأشخاص في لبنان الذين لديهم موقف دافئ وودود تجاه روسيا. ونحن ممتنّون لهم بصدق على هذه المشاعر، ولكن التعبير عن التعاطف شيء، وبذل جهود ملحوظة لتعزيز الروابط بين شعبينا وكنيستينا شيء آخر. فقد وضع سيّدنا سلوان بيده مشروعاً لترميم مبنى الكنيسة، واستكمل هذا الأمر بمساعدة ربّنا ومساهمة السفارة الروسيّة في بيروت وقسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في موسكو".
وفي نفس اليوم زار المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك مدينة زحلة، حيث أقام مع المتروبوليت أنطونيوس مطران زحلة وبعلبك، ومتروبوليت سلوان مطران جبل لبنان، ومتروبوليت نيفن مطران شهبا صلاة تكريس الماء في كنيسة هي قيد الإنشاء تكريماً لأيقونة والدة الإله "الفرح غير المتوقَّع" التي يتمّ بناؤها برعاية المتروبوليت نيفن ابن مدينة زحلة.
بعد ذلك دعا المطران نيفن المطارنة ومرافقيهم إلى وجبة غداء، حضرها أيضاً سعادة سفير روسيا الاتّحاديّة لدى الجمهوريّة اللبنانيّة ألكسندر روداكوف، ونائب رئيس مجلس النوّاب في البرلمان اللبنانيّ إيلي الفرزلي، وعضو مجلس النوّاب اللبنانيّ جورج حاصباني، والأمين العامّ للمجلس الأرثوذكسيّ (لقاء أرثوذكسيّ) السيّد أبو فاضل، والقنصل الفخريّ لروسيا الاتّحاديّة في لبنان جان جاك الصرّاف، ومستشار رئيس مجلس الوزراء لبنان النّحاس.