قداسة البطريرك كيريل يرسل رسالة دعم إلى رئيس الكنيسة الأثيوبيّة
أرسل قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل رسالة إلى بطريرك وكاثوليكوس أثيوبيا أبونا ماتيّاس، أعرب فيها عن دعمه بما يتعلق بالأحداث المأساويّة المرتبطة بمحاولات مجموعة المنشقّين إحداث انقسام في الكنيسة الأثيوبيّة. جاء في الرسالة:
قداسة أبونا متيّاس بطريرك وكاثوليكوس أثيوبيا
صاحب القداسة، الأخ المحبوب في الربّ
إبّان التجارب المحزنة التي حلّت بالكنيسة الأثيوبيّة، مرّة أخرى، أحيّيكم بحرارة وأعرب لكم عن تعاطفي الصادق. ببالغ الحزن سمعت أخباراً تتعلّق بمصائب المسيحيّين الأثيوبيّين الذين في الظروف الصعبة الحاليّة، يقاومون الانقسام ويسعون جاهدين للبقاء مخلصين لكنيستهم الأمّ.
منذ العصور القديمة، صادفت أتباع المسيح تجارب عديدة وشديدة من الشقاقات والعثرات (رومية 16:17) يزرعها عدوّ الجنس البشريّ. لذلك، دعا القدّيس بولس الرسول أن: "لاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافاً للتعليم الذي تعلّمتموه وأعرضوا عنهم. لأنّ مثل هؤلاء لا يخدمون ربّنا يسوع المسيح بل بطونهم، وبالكلام الطيّب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السّلماء. (رومية 16:16-18).
ومن التجربة الخاصّة التي تعرّضت لها الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، تدرك ما تسبّب خطيئة الانشقاق من الجروح ومدى صعوبتها. في هذا الوقت العصيب، أعرب عن الدعم الأخويّ لقداستكم وللأساقفة والكهنة والعلمانيّين الموكلين إلى رعايتكم.
أرفع صلاتي ليقوّيكم الربّ في أداء خدمتكم البطريركيّة الشاقّة ويمنحكم الصحّة الجسديّة، وينعم على أبنائكم الروحيّين بكلّ الرخاء، ويثبّتهم في الإيمان ووحدة الروح.
مع المحبّة بالمسيح،
+ كيريل،
بطريرك موسكو وسائر روسيا
***
وفي صيف هذا العام، عارضت مجموعة من المنشقّين إدارة الكنيسة الأثيوبيّة القانونيّة، وحاولت تشكيل "سلطتها الكنسيّة" الخاصّة بها. ولتحقيق هذا الهدف، نفّذ المنشقّون، خلال الأسابيع الماضيّة، عدداً من "الرسامات الأسقفيّة والكهنوتيّة" المناهضة للقانون، وحاولوا الاستيلاء على رعايا الكنيسة الأثيوبيّة بالقوّة والعنف.
تعارض أغلبيّة المسيحيّين الأثيوبيّين بشدّة تصرّفات هؤلاء المنشقّين. ببركة البطريرك أبونا متيّاس، ترفع في جميع رعايا الكنيسة الأثيوبيّة صلاة خاصّة من أجل السلام في البلاد ومن أجل وحدة الكنيسة. كما أرسل مجمع الكنيسة الأثيوبيّة رسائل إلى رؤساء أكبر الطوائف المسيحيّة في العالم يطلب فيها الدعم.
لم تظلّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة أبداً غير مباليّة بمصائب الشعب المسيحيّ في أثيوبيا، وفي الأوقات الصعبة رفعت صوتها دفاعاً عن إخوتها في الإيمان بالمسيح الذين يعانون. هذا، وقد ردّت بطريركيّة موسكو على الهجمات الواسعة النطاق على جرت في العامي 2019-2020على الكنائس والكهنة ومؤمني الكنيسة الأثيوبيّة، وعلى محاولات انقسام الكنيسة في عدد من مناطق وسط وجنوب أثيوبيا في أوائل العام 2023.
تدخل الكنيسة الأثيوبيّة في عائلة الكنائس الشرقيّة القديمة، وهي ليست، فقط، أكبر كنائس التقليد ما قبل المجمع الخلقيدونيّ، ولكنّها، أيضاً، واحدة من أكبر المؤسّسات المسيحيّة في العالم حيث يتجاوز عدد مؤمنيها 60 مليون شخصاً.
تعود العلاقات بين شعبي روسيا وأثيوبيا إلى قرون عديدة. بدأت الاتّصالات المنتظمة بين الكنيستين في نهايّة القرن التاسع عشر، وتطوّرت، بشكل خاصّ، في منتصف القرن العشرين؛ ويرجع الفضل في ذلك، إلى حدّ كبير، إلى جهود رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، المثلّث الرحمات المتروبوليت نيقوديموس متروبوليت لينينغراد ونوفغورود. واليوم، تستمرّ هذه الاتّصالات في التطوّر بشكل مكثّف، بما في ذلك في إطار أنشطة لجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة الأثيوبيّة التي تأسّست في العام 2018.
05.05.2024
31.03.2024