قداسة البطريرك كيريل يستقبل سفير مملكة البحرين لدى روسيا الاتّحاديّة
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو،23/03/09
في التاسع من آذار الجاري، في الدار البطريركيّة بدير القدّيس الأمير الروسيّ دانيال في موسكو، استقبل قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل سعادة السفير أحمد عبدالرحمن الساعاتيّ، سفير مملكة البحرين لدى روسيا الاتّحاديّة.
من طرف الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، شارك في اللقاء رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك.
وكان من بين مشاركين في اللقاء، أيضًا، مساعد رئيس الاتّحاد الروسيّ السيّد ليفيتين، ورئيس لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي؛ بالإضافة إلى نائب رئيس الجمعيّة الروسيّة للكيميائيّين السيّد يورييف، ورئيس الرابطة الروسيّة لمنتجي الأسمدة السيّد يورييف.
رافق السفير أحمد عبدالرحمن الساعاتيّ الأمين العامّ لجمعيّة الأعمال والصداقة البحرينيّة الأوروبيّة الآسيويّة السيّدة غالي مونستيريوفا ومستشار سفارة البحرين السيّد حسام سلّوم الدين.
رحّب قداسته بضيفه الكريم، مشيراً إلى طبيعة العلاقات الودّيّة بين روسيا ومملكة البحرين والمتطلّبات الحاليّة للمزيد من تطوير التعاون في المستقبل.
وشدّد قداسته على اهتمام البحرين الكبير لتطوير الحوار بين الأديان المختلفة والعلاقات الطيّبة بينها، قائلا: "بالنسبة لسكّان روسيا، فإنّ موضوع العلاقات بين الأديان مهمّ للغاية، إذ يعيش معًا على أراضي الدولة الروسيّة ممثّلو ديانات مختلفة. تضمن الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيةّ التفاعل السلميّ بين الجماعات الدينيّة، وتُظهر الاحترام للجميع الذين يبادلونها إيّاه بطريقة مماثلة". وأضاف: "تربطنا علاقات تجاريّة جيّدة جدًّا مع معظمهم؛ وبذلك، تمّ إنشاء منصّة خاصّة للحوار بين الأديان المتعدّدة في روسيا".
وبدوره، شكر السيّد أحمد عبدالرحمن الساعاتيّ قداسة البطريرك كيريل، ونقل له أحرّ تحيّات جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قائلا: "يشكّل مبدأ الحرّيّة الدينيّة في مملكة البحرين أساس السياسة المستدامة التي ينتهجها جلالة ملك حمد شخصيًّا، وبعامّة، ملوك البحرين منذ عدّة قرون". وأشار إلى أنّه قبل بضع سنوات، وبمبادرة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تمّ تأسيس المركز الدوليّ للتعايش السلميّ الذي يحمل اسمه. والغرض الأساس لإنشاء هذا المركز هو نشر قيّم السلام والتعايش السلميّ بين ممثّلي الديانات المختلفة.
هذا، وقد نقل سعادة السفير لقداسته دعوة جلالة الملك لزيارة مملكة البحرين، قائلا: "أطلب من قداستكم أن تتقبّلوا من جلالة الملك أطيب التمنيات بوفور الصحّة والسعادة والعمر المديد لصالح السلام وازدهار روسيا وبلاد العالم أجمع".
كما وخصّ السيّد أحمد عبدالرحمن الساعاتيّ بالذكر إمكانيّات الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في حفظ السلام وحلّ النزاعات التي تهزّ العالم، اليوم، ومن بينها، بشكل خاصّ، الوضع الحاليّ في أوكرانيا، مشيرًا إلى أنّ جلالة ملك البحرين أبدى استعداده "للمساهمة في تحقيق السلام من خلال المفاوضات وعبر اتّصالاته الشخصيّة أو الاتّصالات مع الهياكل التي يمكن أن تساهم في ذلك".
ردًّا على ذلك، طلب قداسة البطريرك كيريل أن ينقل السيّد أحمد عبدالرحمن الساعاتيّ لجلالته فائق التقدير والاحترام.
وأشار قداسة البطريرك كيريل في كلمته إلى أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة تهتمّ غاية الاهتمام بتطوير العلاقات مع العالم الإسلاميّ، فقال في هذا الصدد: "كما تعلمون، لدينا جالية مسلمة كبيرة. نشكر الله أنّه لا يوجد أيّ نوع من الصراعات الخطيرة بين الأرثوذكس والمسلمين على أراضي روسيا". وأشار إلى أنّه في تاريخ الإمبراطوريّة الروسيّة، خدم ممثّلون بارزون مسلمون لدى ممثّلي السلطة، وحصلوا على مراتب عاليّة وجوائز مختلفة. لا يزال تطوير العلاقات بين الأعراق والأديان المختلفة من أوّل اهتمامات السياسة الداخليّة في روسيا.
هذا وأضاف قداسته: "تعتبر الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة تعزيز العلاقات مع المجتمع الإسلاميّ جزءًا مهمًّا من أنشطتها اليوميّة"، مشيرًا إلى دور المسلمين الروس في تطوير العلاقات مع الكنيسة الأرثوذكسيّة.
وقال في الختام: "إنّ السلام والتعاون بين الأديان والعلاقات الأخويّة بين الأرثوذكس والمسلمين في روسيا يساهمان في استقرار الوضع الداخليّ للدولة الروسيّة".
ثمّ دار الحديث، بعد ذلك، حول المواضيع الأخرى ذات الاهتمام المشترك عن التعاون بين الأديان.
الصور من موقع بطريركيّة موسكو وسائر روسيا