لقاء قداسة البطريرك كيريل مع أعضاء لجنة الحوار بين الكنيستين الروسيّة والقبطيّة
دائرة الاّتصالات في قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة 09/19/2022
في العشرين من أيلول الجاري، في قاعة المجلس الكنسيّ الأعلى في كاتدرائيّة المسيح المخلّص في موسكو، تمّ اللقاء بين قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا وأعضاء لجنة الحوار بين الكنيسة الروسيّة والكنيسة القبطيّة التي تعقد اجتماعها في هذه الأيّام في روسيا.
من بين المشاركين من طرف الكنيسة الروسيّة كان صاحب السيادة المتروبوليت ليونيد الإكسارخوس البطريركيّ في أفريقيا، والرئيس المشارك للجنة الأسقف جناديوس، وأمين اللجنة ومدير سكرتاريّة العلاقات بين المسيحيّين الأب ستيفان (إغومنوف)، وسيرغي الفيروف موظَّف سكرتاريّة العلاقات بين المسيحيّين.
ومن طرف الكنيسة القبطيّة شارك في الاجتماع عبر الفيديو رئيس اللجنة المشارك المتروبوليت سيرابيون مطران لوس أنجلوس. وحضر اللقاء: سيادة المطران كيريل سكرتير اللجنة ونائب أبرشيّة لوس أنجلوس وعميد معهد لاهوت القدّيسين أثناسيوس وكيرلّس الأسكندريّين، وممثّل الكنيسة القبطيّة في روسيا الأب داود (أنطوني)، المستشار البطريركيّ الدكتور أنطون ميلاد، رئيسة الدائرة البطريركيّة لتنفيذ المشاريع الكنسيّة بربارة سليمان، أمين عام معهد الدراسات القبطيّة الدكتور إسحق إبراهيم اجبان.
رحّب قداسة البطريرك كيريل بالوفد القبطيّ، قائلًا: "نعتزّ بالعلاقات الودّيّة الطيّبة التي تربط كنيستينا على مدى سنوت عديدة، والصداقة العميقة التي تعود إلى قرون ماضية بين شعبي مصر وروسيا. نعيش اليوم تاريخًا خاصًّا يميّز العلاقات الدوليّة، والتي، في كثير من الأحيان، يتمّ انتهاكها وخرقها لتصبح أكثر توتراً وتفاقمًا بسبب النزاعات. ولكن نشكر الربّ على استمرار العلاقات بين كنيستينا وبلدينا روسيا ومصر، ونسأل الله أن تبقى، دائمًا، جيّدة ومستمرّة".
وشدّد قداسة البطريرك على أنّ تطوّر العلاقات مع الكنائس الأفريقيّة أصبح في السنوات الأخيرة أحد أولويّات الأنشطة الخارجيّة لبطريركيّة موسكو. كما أشار إلى أنّه في كانون الأوّل لعام 2021، وبقرار من المجمع المقدّس للكنيسة الأرثوذكسّية الروسيّة، أنشئت إكسارخوسيّة بطريركيّة موسكو في أفريقيا، ممّا خلق دفعًا قويًّا إضافيًّا لتطوير التعاون مع الكنيسة القبطيّة في القارّة الأفريقيّة.
ثمّ شكر قداسة البطريرك كيريل ممثّلي الكنيسة القبطيّة على مساعدتهم في رعاية المواطنين الروس في القاهرة والغردقة، ولا سيما في تقديم كنائس لاستخدامها في الخِدم الكنسيّة في العاصمة المصريّة، فقال: "أعلم أن مجتمع الكنيسة القبطيّة في موسكو يشكو من حاجة مماثلة. لذلك، قرّرت نقل مبنى في منطقة "ياكيمانكا" في موسكو، في مركزها التاريخيّ للاستخدام المجّانيّ للرعيّة القبطيّة.
وأشاد بالتطوّر الثنائيّ للعلاقات بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة القبطيّة، مشيرًا إلى العمل الناجح للجنة الحوار الثنائيّ التي تمّ تأسيسها منذ ثمانية سنوات، كما نوّه إلى العديد من مبادراتها الرائعة في مختلف المجالات.
وأشار، بشكل خاصّ، إلى مشروع الزيارات المتبادلة السنويّة للوفود الرهبانيّة التي تضمّ رؤساء ورئيسات أكبر أديار كنيستنا ما جعلنا نلاحظ تأثير هذه الرحلات على العديد من الروس الأرثوذكس وتعرّفهم على حياة المسيحيّين في مصر، وكيف يتمّ الكشف عن نموّ التعاطف مع المسيحيّة المصريّة من خلال التواصل مع ممثّلي كنيستكم المقدّسة. ونحن مستعدّون، أيضًا، لمواصلة استقبال مجموعات الحجّ من الكنيسة القبطيّة الذين يرغبون في زيارة روسيا.
وقال: "في السنوات الأخيرة، قامت فرق التصوير الروسيّة بعدّة رحلات إلى مصر لإنشاء مشاريع تلفزيونيّة وثائقيّة عن المقدّسات المسيحيّة وحياة الكنيسة القبطيّة، لا سيّما عن شهدائها الجدد. والحقيقة أنّ الكثير من مؤمنينا يودّون الاطّلاع عليها، وهذا يشكّل عاملًا مهمًّا يساهم في تعزيز التعاطف والثقة وحتّى المحبّة بين مؤمني كنيستينا. من جانبنا، نحن على استعداد تامّ لقبول مجموعات مماثلة من مصر يمكن أن تخرج أفلامًا وثائقيّة حول حياة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة".
وأثنى قداسته بشكل إيجابيّ على تبادل الخبرات بين المتخصّصين الكنسيّين العاملين في المجال الاجتماعيّ، وكذلك على تطوير التفاعل بين الكنيستين في مجال التعاون الأكاديميّ. حاليًا، يتمّ تنفيذ العديد من المبادرات من خلال تبادل الطلّاب والمعلّمين، والمشاركة المتبادلة في المؤتمرات والاتّصالات على مستوى مجموعات المكتبات، ومدارس الترتيل ورسم الأيقونات.
وأضاف في هذا الصدد: "معاهدنا اللّاهوتية على استعداد لاستمرار قبول طلّاب من الكنيسة القبطيّة. ونعلم أنّ عددًا كبيرًا نسبيًّا من الطلّاب المصريّين يتابعون دراساتهم في الجامعات الحكوميّة في روسيا، ومن بينهم أبناء من الكنيسة القبطيّة، الذين يدرسون في أفضل الجامعات في بلدنا. هذا، ويبلغ مجموع الذين يتلّقون العلم، اليوم، حوالي سبعة مئة شابّ مسيحيّ مصريّ في مختلف الجامعات الروسيّة. ومن البديهي القول بإنّ كلّ طالب قبطيّ يصل إلى روسيا بقصد الدراسة يحتاج إلى رعاية الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والاهتمام به. لذلك، أمرت رعاة الأبرشيّات الروسيّة المحلّيّة بدعوتهم إلى لقاءات أنشطة الشباب والاشتراك فيها. وقد تمّ تنظيم عدد كبير من هذه اللقاءات خلال العام الماضي في مختلف أبرشيّات الكنيسة الروسيّة.
وأكّد قداسته، بشكل خاصّ، على ضرورة استئناف عمل اللجنة المختلطة للحوار الّلاهوتيّ بين الكنيسة الأرثوذكسيّة والكنائس الشرقيّة القديمة، وكذلك على مواصلة المشاورات اللّاهوتيّة الثنائيّة بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة القبطّية.
وطلب البطريرك كيريل نقل أحرّ تحيّاته إلى قداسة البطريرك القبطيّ تواضروس الثاني، الذي يحتفل هذا العام بعيد ميلاده السبعين والذكرى العاشرة لانتخابه بطريركًا للكرازة المرقسيّة.
ثمّ ختم قائلًا: "أعتقد أنّ اجتماعنا القادم يمكن أن يجعل الحركة العامّة تجاه بعضنا البعض أكثر فعاليّة في إطار حوار ثنائيّ".
وأعرب المطران سرابيون متروبوليت لوس أنجلوس، بدوره، عن امتنانه لقداسة البطريرك كيريل على الاستقبال الحارّ، ونقل له تحيّات قداسة البطريرك القبطيّ تواضروس الثاني وأطيب تمنيّاته، وقال: "نودّ أن نعبّر عن دعمنا للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، ولكم يا صاحب القداسة، ولجميع كهنة وأساقفة كنيستكم المقدسة فيما يتعلّق بالوضع الحاليّ الصعب المليء بالتحدّيات. نأمل أن تحلّ الأزمة الأوكرانيّة بأفضل طريقة ممكنة. كما نصلّي من أجل سلام عادل يراعي مصالح جميع الأطراف. نصلّي من أجل راحة نفوس جميع الراقدين وشفاء الجرحى".
وأضاف المطران سرابيون: "يعتبر تفاعلنا في مجال رعاية المسيحيّين الناطقين بالروسيّة في مصر والأقباط في روسيا جزءًا مهمًا من التعاون الثنائيّ. نحن ممتنّون لاهتمامكم بالمسيحيّين المصريّين في روسيا، وبالطبع لهذه الهديّة المبارَكة، وأعني نقلكم المبنى الذي تشتدّ حاجة الرعيّة القبطيّة إليه، ونعتبره ردّ فعل على المساعدة التي قدّمتها الكنيسة القبطيّة للرعايا الروس في القاهرة والغردقة وشرم الشيخ".
وانتهى صاحب السيادة: "ترحّب الكنيسة القبطيّة باستئناف عمل اللجنة المشتركة للحوار اللّاهوتيّ بين الكنيسة الأرثوذكسيّة والكنائس الشرقيّة القديمة. نحن مقتنعون أنّه بدون مشاركة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، لن يكون لهذا الحوار أي معنى. لذلك، يجب علينا أن نتباحث ببعض جوانب هذه المسألة لنفهم الخطوات العمليّة الأخرى التي يجب اتّخاذها في هذا الاتّجاه".