احتفال بعيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل في معتمدية الكنيسة الأنطاكيّة في موسكو
دائرة الاّتصالات في قسم العلاقات الكنسيّة الخارجية 26/07/ 2022
في السادس والعشرين من تمّوز تقيم الكنيسة الأرثوذكسيّة تذكار جامع لرئيس الملائكة جبرائيل، بهذه المناسبة تم الاحتفال بإقامة القداس الإلهيّ في معتمدية الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة في موسكو.
ترأس القداس صاحبي السيادة المتروبوليت أنطونيوس، رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو، والمتروبوليت نيفن (صيقلي)، معتمد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في موسكو، وذلك بمشاركة ممثل بطريرك موسكو وسائر روسيا لدى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق قدس الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف) وكهنة الرعية.
بعد نهاية القداس الإلهي، رُفعت صلاة ابتهاليّة للقديس رئيس الملائكة جبرائيل وذلك في ساحة الكنيسة.
حضر الاحتفال رؤساء وممثلو البعثات الديبلوماسيّة من المكسيك، بلجيكا، الولايات المتحدة الأمريكيّة، هولندا، سويسرا، الجبل الأسود، الأرجنتين، نيوزيلندا، المملكة العربيّة السعوديّة، سنغافورة، رومانيا، لوكسمبورغ، بولندا، البرتغال، البرازيل، تونس، كولومبيا، لبنان، سوريا، الأردن، اليمن، جمهورية الدومينيكان، غانا، العراق، ألبانيا، فلسطين، فرنسا، اليونان والدنمارك.
كما كان من بين الحاضرين أيضًا رئيس المؤسسة الدوليّة للوحدة الروحيّة للشعوب السيد أليكسيف.
في نهاية الاحتفال توجّه المتروبوليت نيفن بكلمة ترحيب إلى المتروبوليت أنطونيوس، قال فيها:
"يسعدني، اليوم، كثيراً أن أنقل لكم، يا صاحب السيادة، ولجميع الحاضرين في هذا الاحتفال عطر تحيّات غبطة بطريركنا يوحنّا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس مع صادق محبّته مرفقة ببركته وصلواته المقدّسة.
كما أودّ أن أعبّر عن عمق امتناننا لكم لمشاركتكم لنا في هذه الخدمة الإلهيّة المقدّسة في هذا اليوم المبارك. ومن خلالكم أعبر عن تقديرنا واحترامنا الكبير لقداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، رئيس الكنيسة الروسيّة، على رعايته الأبويّة واهتمامه الجزيل بمعتمديّتنا.
نرغب، في هذا اليوم المبارك، أن نرفع جميعنا تضرّعاً إلى رئيس الملائكة جبرائيل الذي عُرف كخادم لمشيئة الله ومُبشِّر بالفرح العظيم ومُعلناً عن ولادة المسيح المخلّص من السيّدة العذراء مريم.
نتوسّل إليه، اليوم بشكل خاصّ، ليأتينا بخبر نحن بحاجة إليه كثيراً ألا وهو نموّ المحبّة وتكاثرها بين الناس في هذا العالم الذي خلقه الربّ على صورته ومثاله.
يا صاحب السيادة! لقد اصطفاكم العليّ، بشفاعة القدّيس رئيس الملائكة جبرائيل لخلافة مطارنةٍ عِظام. وكان لي الشّرف للتعرّف إليكم شخصيّاً ونحن لمتأكّدين من أنّكم، بمعونة الربّ، ستستمرّون في حمل مشعل نور الأخوّة وتمتين العلاقات وتوطيدها بين الكنيسة الروسيّة المقدّسة والكنائس الأخرى الأرثوذكسيّة والمسيحيّة كما والأديان الأخرى".
تذكاراً لهذه المناسبة قدم المتروبوليت نيفن للمطران أنطونيوس هديّة تذكاريّة عبارة عن أنغولبيون للسيدة العذراء.
ثمّ نقل المتروبوليت أنطونيوس لجميع الحاضرين تحيات وبركة قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا وتوجه للحضور بكلمة جاء فيها:
"صاحب السيادة المتروبوليت نيفن، الجزيل الاحترام،
في هذا اليوم المبارك، أود أولاً أن أنقل لكم أحرّ التحيات وأطيب التمنيات نيابة عن رئيس كنيستنا، قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا. لقد طلب منّي قداسته بعد علمه بأننا سنصلّي معاً اليوم أن أنقل لكم محبّته الأخويّة وامتنانه الكبير لكم لكل ما تقومون به خلال سنوات خدمتكم الطويلة في موسكو كممثل للكنيسة الأنطاكيّة المقدّسة وبشكلٍ خاصّ لجهودكم في تقارب العلاقات بين كنيستينا كما في التبشير بإنجيل المسيح المقدّس وذلك في أوقات تاريخيّة بالغة الصعوبة."
كما وأكد المتروبوليت أنطونيوس على عمق العلاقة الشخصيّة بين قداسة البطريرك كيريل والمتروبوليت نيفن واصفاً إياها بعلاقة الصداقة.
هذا وأضاف المتروبوليت انطونيوس:
مؤخراً عثرت على مقطع فيديو يحتوي على لقطات أرشيفيّة لزيارتكم، يا صاحب السيادة، إلى أكاديمية لينينغراد اللاهوتيّة وخدمتكم للقداس الإلهي فيها. يومها كان قداسة البطريرك كيريل عميداً للأكاديميّة وأنتم كنتم لا تزالون أرشمندريتاً. أدركت عند مشاهدتي لهذه اللقطات بأن سيدنا نيفن يمارس خدمته ورسالته على الأراضي الروسيّة، حتى قبل أن أولد أنا!
يا صاحب السيادة،
إنّه لإنجازٌ بطولي تقومون به خلال هذه السنوات الطويلة وهو يستحق فائق الاحترام والتقدير.
فإنّكم تعلمون مستوى الاحترام والمحبّة التي تكُنّها لكم الكنيسة الروسيّة، وكيف يحبّكم ويحترمكم بطريركنا، وأساقفة كنيستنا، كما والإكليروس، والشعب المؤمن، فإنّهم يرون فيكم راعياً صالحاً، مثالاً للخدمة في كنيسة المسيح.
أنا أنتمي إلى الجيل الجديد من أساقفة الكنيسة الروسيّة. لذلك أود أن أشكركم بصدق على خدمتكم. لأنّ، بالطبع، يمكننا أن نقرأ الكثير في كتب التاريخ والأدب، ولكن حتى القصة الأكثر إثارة للاهتمام المكتوبة على الورق لا يمكن مقارنتها مع إمكانية التحدّث واللقاء الشخصيّ، لأنّه من خلاله يتم تبادل خبرة الشخص الذي خدم كنيسة المسيح باستحقاق خلال سنوات عديدة.
أيها السيد العزيز، إنّكم مثال يحتذى لنا جميعًا.
نطلب من الرب أن يُنعم علينا بمسيرة فاضلة كمسيرتكم التي سلكتموها لنقوم بخدمة كنيسة المسيح ونكون نافعين في العمل الذي دعانا الربّ إليه مثل سيادتكم.
أيها السيد العزيز، يسعدني كثراً في هذا اليوم المبارك أن أخدم لأول مرة معكم هنا، في معتمدية كنيسة أنطاكية وسائر المشرق في موسكو. أتذكّر بحرارة كبيرة كيف كان لي الشرف والسرور منذ أكثر من ستة أشهر أن أكون على أراضي بلدكم اللبنانيّة، حيث رفعنا الصلوات في الكنائس، وقمنا بزيارة أماكن بالغة الروعة، بما في ذلك مدينتكم زحلة.
فعندما كنت بجانبكم لا يسعني إلا أن أرى بأي احترام ومحبّة صادقة يتعاملون معكم أبناء بلدكم.
أود أن أشكركم على دعمكم ومحبّتكم الأخويّة. فبعد تعييني رئيساً لقسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة، كنتم أول من هنأني وأكدتم لي أنّكم ستدعمونني في كل شيء وتوجهني بنصائح جيّدة. وبالنسبة لي، يا سيدنا العزيز، هذا له قيمة كبيرة.
شكراً لكم على هذه الفرصة التي أعطيتموني إياها لأكون معكم اليوم هنا. وأؤكد لكم مجدداً أنّكم والكنيسة الأنطاكية في صلاتي. الكنيسة الأنطاكيّة كنيسة شاهدة ومعترفة، وهي كنيسة تمر اليوم بمرحلة صعبة من تاريخها، بسبب العمليات السياسيّة العصيبة التي تشهدها بلدان الشرق الأوسط. لكنّنا نعلم جيداً أنّ وعد الرب ثابت، وأنّ الكنيسة ستبقى إلى الأبد، ولن تقوى عليها أبواب الجحيم.
إنّكم تعلمون جيداً بما أنّكم كنتوا هنا في وقت سابق في سنوات صعبة لكنيستنا، أنّ كل الصعوبات تمر، وأن كلمة المسيح تحيا إلى الأبد.
شكراً لكم على كرم الضيافة ومحبّتكم".
وتذكارا للصلاة المشتركة قدم المتروبوليت أنطونيوس للمتروبوليت نيفن أنغولبيون للسيدة العذراء.
بعد القداس الإلهيّ أقيم حفل استقبال حضره على وجه الخصوص ممثلو البعثات الدبلوماسيّة في موسكو وذلك في مقر معتمدية الكنيسة الأنطاكيّة في موسكو.