البيان الصادر عن ردّة فعل المجمع الروسيّ المقدّس حيال مشاركة بطريرك الإسكندريّة مع رئيس "الكنيسة الأرثوذكسيّة في أوكرانيا" المنشقّة
بسبب مشاركة غبطة بطريرك الإسكندريّة ثيودورس في الخدمة الإلهيّة مع رئيس المؤسّسة المنشقّة في أوكرانيا إبيفانيوس دومينكو، أعرب المجمع الروسيّ المقدّس عن حزنه العميق وأسفه الشديد لأنّ "هذا الفعل يسبّب تعميق الانشقاق بين كنائسنا".
تباحث أعضاء المجمع الروسيّ المقدّس حول هذا الموضوع خلال دوراته المنعقدة في الفترة الواقعة ما بين الثالث والرابع والعشرين من أيلول 2021.
لقد سبق أن عبّر غبطة البطريرك ثيودورس، طوال فترة خدمته كرئيس لبطريركيّة الإسكندريّة، مرارًا وتكرارًا عن دعمه للأرثوذكسيّة القانونيّة (وليست المنشقّة) في أوكرانيا وبخاصّة للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة. ولقد أوضح في حزيران من العام 2016، في تعليق له عبر الفيديو: "أودّ أن أتمنّى لسيادة المتروبوليت أونوفريوس مطران كييف العمر المديد، فلقد عشت في أوديسا لمدّة عشر سنوات وأنا أعلم أنّ سيادته هو رجل قديس. أريد أن أؤكّد له أنّ البطريركيّة الإسكندريّة شقيقة للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة القانونيّة، ونحن نصلّي من أجل المتروبوليت أونوفريوس وأبنائه الروحيّين". كما شدّد البطريرك ثيودورس، أيضاً، على أنّ "الكنيسة الأوكرانيّة تابعة لبطريركيّة موسكو وبطريركها هو بطريرك موسكو".
أمّا في أيلول من العام 2018، وخلال زيارة البطريرك ثيودورس إلى أوديسا، والتي تمّت بعد أسبوعين من تعيين بطريركيّة القسطنطينية "أكذارخوس" في كييف، فقد شارك غبطته في القدّاس الإلهيّ مع سيادة متروبوليت كييف وسائر أوكرانيا أونوفريوس مع أساقفة الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة. كما دعا غبطته، خلال فترة زيارته، المؤمنين على البقاء أوفياء للكنيسة القانونيّة في أوكرانيا ورئيسها: "ابقوا ثابتين في الإيمان الأرثوذكسيّ! ابقوا في الكنيسة القانونيّة! لقد ذكر تاريخ كنيستنا الظروف الصعبة والأوقات العصيبة التي مرّت بها، وكلّنا نعلم أنّ في أوكرانيا، هذا البلد الأرثوذكسيّ المبارَك، توجد كنيسة قانونيّة يترأسّها أخونا صاحب السيادة المتروبوليت أونوفريوس، الرجل المبارك من الله والراهب الحقيقيّ ". أشعر أنّه من واجبي أن أعلن حقيقة وضع أوكرانيا الحاليّ للجميع... يجب أن تظلّ الكنيسة الأوكرانيّة محافظة على قانونيّتها، وليست هناك ثمّة حاجة لأن نعطيها شيئاً آخر، لأنّها تمتلك كلّ المقوّمات الفعليّة ككنيسة أرثوذكسيّة للمسيح. الخطيئة العظمى التي سنعطي جواباً عنها في المجيء الثاني ستكون إذا أريقت قطرة دم واحدة فقط". نلاحظ هنا نقطة معيّة في غاية الأهمّيّة وهي أنّ غبطة البطريرك ثيودورس أكّد، مرارًا وتكرارًا وبشكل واضح بيّن، دعمه الثابت للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة ومؤمنيها.
ومع ذلك، ففي تاريخ الثامن من تشرين الثاني للعام 2019، وخلال القدّاس الإلهيّ، الذي أقيم في القاهرة، ذكر البطريرك ثيودورس من بين أسماء جميع رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة المستقلّة اسم رئيس المؤسّسة الأوكرانيّة المنشقّة الجديدة التي نشأت بموافقة بطريركيّة القسطنطينيّة وبمساهمة البطريرك برثلماوس الشخصيّة، ممّا جعل ذلك اعترافاً من رسميًّا بما يسمّى "الكنيسة الأرثوذكسيّة في أوكرانيا". في الثلاثين من تشرين الثاني من العام نفسه، شارك البطريرك ثيودورس، أثناء زيارته للفنار، في القدّاس الإلهيّ مع البطريرك برثلماوس، ولوحظ، آنذاك، وجود "أسقف" من المؤسّسة الأوكرانيّة المنشقّة بين المشاركين الآخرين.
في السادس والعشرين من كانون الأوّل لعام 2019، أصدر المجمع المقدّس للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بياناً عن استحالة ذكر اسم البطريرك ثيودورس في الذبتيخا، وقطع الشركة الإفخارستيّة معه ومع أساقفة الكنيسة الأرثوذكسيّة في الإسكندريّة الذين قد دعموا أو سيدعموا في المستقبل تقنين الانقسام الأوكرانيّ.
في الوقت نفسه، وصلت إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة طلبات عديدة للقبول في بطريركيّة موسكو كهنة الكنيسة الأرثوذكسيّة الإسكندريّة الذين لم يوافقوا على قرار بطريركهم ثيودورس بالاعتراف بالانشقاق الأوكرانيّ، معلنين أنّهم قرارهم، بعد فعله الفرديّ، رفضهم البقاء تحت سلطته. امتنعت، بدءاً، الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة عن الردّ الإيجابيّ على مثل هذه الطلبات، آملة أن يغير البطريرك ثيودورس قراره، ولا يؤيّد أساقفة الكنيسة الإسكندريّة تقنين الانقسام الأوكرانيّ.
ولكن للأسف الكبير هذا لم يحدث. ففي الثامن والعشرين من أيلول للعام 2021، (وهو عيد معموديّة الروس) أرسل رئيس كنيسة الإسكندريّة ممثّله الرسميّ، الأسقف ثيودورس مطران بابل، إلى كييف للاشتراك في مناسبة نظّمها المنشقّون الأوكرانيّون، حيث تلا التحيّة نيابة عن بطريرك الإسكندريّة. وفي الثالث عشر من آب، زار البطريرك ثيودورس جزيرة إيمبروس (تركيا)، وأثناء القدّاس الذي ترأسه بطريرك القسطنطينيّة برثلماوس، شارك غبطته، أيضاً، مع رئيس ما يسمّى بـ"الكنيسة الأرثوذكسيّة في أوكرانيا" إيبيفانيوس دومينكو، وبعد ذلك، خلال لقاء خاصّ معه، أكدّ له دعمه القويّ. وحتّى الآن، لم يعرب أيّ من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسيّة الإسكندريّة عن عدم موافقته على تصرّفات البطريرك ثيودورس هذه التي تعرب عن دعم الانشقاق في أوكرانيا.
نظراً إلى كلّ هذه الحقائق، ومراعاة للطلبات العديدة التي وجّهها كهنة الكنيسة الأرثوذكسيّة الإسكندريّة إلى قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا سائلين قبولهم في بطريركيّة موسكو، أصدر المجمع المقدّس أمراً إلى سيادة رئيس أساقفة فلاديكافكاز وألانيا ليونيد ليقدّم بعد دراسة شاملة المقترحات إلى المجمع المقدّس.
قرّر المجمع المقدّس للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة خلال دورات مجمعه المنعقدة في 23-24 أيلول، وقف رئيس الأساقفة ليونيد عن عمله كرئيس أبرشيّة فلاديكافكاز ومن منصبه كرئيس دير الرهبان في آلانيا، معربًا عن امتنانه له على كلّ أعماله المنجزة، والاحتفاظ بمنصب نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة ورئيس الرعاية البطريركيّة لأبرشيّات الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في جمهوريّة أرمينيا. إضافةً إلى هذا، عيّن المجمع المقدّس ليكون رئيس الأساقفة ليونيد وكيلاً لقداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا، مع لقب رئيس أساقفة "كلينسكي".
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة