رؤساء الكنائس الأورثوذكسيّة يهنّئون رئيس قسم العلاقات الخارجيّة بمناسبة عيد ميلاده الخامس والخمسين
بتاريخ الرابع والعشرين من تمّوز، وفي يوم الذي تقيم فيه الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة تذكار القدّيسة الأميرة أولغا (التي أخذت اسم هيلانة في المعموديّة)، احتفل سيادة المتروبوليت هيلاريون (متروبوليت فولوكولامسك ورئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو وعميد معهد القدّيسين كيريلّس وميثوديوس للدراسات العليا) بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسين ميخائيل وثيودوروس العجائبيّين، حيث يقع معهد اللاهوت بمناسبة بلوغه خمساً وخمسين عاماً.
وقد شارك في الخدمة الإلهيّة كلّ من: مسؤول الشؤون الإداريّة في الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة سيادة المتروبوليت ديونيسيوس، ممثّل البطريرك الأنطاكيّ وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا سيادة المتروبوليت نيفن، سيادة المتروبوليت زينوفي متروبوليت سارانسكوموردوفيا، ممثّل البطريرك الصربيّ لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا سيادة المطران أنطونيوس أسقف مورافيتش، نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة في الكنيسة الروسيّة قدس الأرشمندريت فيلاريت (بوليكوف)، ممثّل كنيسة تشيكيا وسلوفاكيا لدى الكنيسة الروسيّة قدس الأرشمندريت سيرافيم (شيمياتوفسكي)، راعي الأمطش الروسيّ في تشيكيا وسلوفاكيا قدس الأب نيقولاي (ليشينيوك)، مدير سكرتاريّة العلاقات بين الكنائس الأرثوذكسيّة في قسم العلاقات الخارجيّة قدس الأب أيغور (ياكيمتشوك)، مدير سكرتارية العلاقات الخارجيّة قدس الأب سيرغي (زفوناريوف)، مدير سكرتاريّة العلاقات بين المسيحيّين الأب إستفانوس (أهومنوف)، مدير سكرتاريّة العلاقات بين الأديان الأب ديميتري (صافونوف). بالإضافة إلى رئيس الشمامسة فلاديمير (نازاركين) مساعد رئيس القسم العلاقات الخارجيّة، وقدس الأمّ صوفيا (سيلينا) رئيسة دير الرهبات "نوفوديفيتشي" في سان بطرسبورغ وموظَّفو قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة.
هذا، وقد رُفعت صلاة خاصّة لوقوف انتشار وباء الكورونا ببركة قداسة البطريرك كيريل.
بعد انتهاء القدّاس الإلهيّ تلا الوكيل البطريركيّ سيادة المطران ديونيسيوس، نيابةً عن رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة قداسة البطريرك كيريل، كلمة التهنئة البطريركيّة بمناسبة عيد ميلاد سيادة المطران هيلاريون كما قدّم له أيقونة السيّد النادرة القديمة.
ونيابة عن غبطة البطريرك يوحنّا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، هنّأ المتروبوليتُ نيفن (صيقلي) المعتمدُ البطريركيّ في موسكو المطرانَ هيلاريون، وتمنّى له وفور الصحّة والفلاح في أعماله المقبلة، فقال: "أنتم، يا صاحب السيادة، مثال يُحتذى لجميع الخادمين معكم في إخلاصكم للكنيسة والوطن. أنتم تترأسون الأقدميّة في مؤسّسة الكنيسة الروسيّة، والتي تثبّت الروابط بين الكنائس والشعوب المختلفة وتقوّيها، مستخدمين علومكم الغزيرة والمتعدّدة لصالح الكنيسة، وتظهرون للمؤمنين، عبر عظاتكم البليغة المشرقة وكتبكم اللاهوتيّة الغنيّة السامية المعاني والموسيقى الكنسيّة الرائعة، ثروات الكنيسة المقدّسة. ألا أغدق الربّ عليكم نعمته الإلهيّة لتحقيق جميع نيّاتكم الحسنة الخيّرة من أجل مجد الكنيسة الروسيّة، بخاصّة، وروسيا العظمى بعامّة".
وأرسل غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدّسة وسائر فلسطين رسالة تهنئة، أيضاً، للمطران هيلاريون.
وتلا سيادة الأسقف أنطونيوس ممثّل البطريرك الصربيّ بورفيريوس رسالته، فالأرشمندريت سيرافيم ممثّل كنيسة تشيكيا وسلوفاكيا رسالة التهنئة نيابة عن غبطة المتروبوليت روستيسلاف متروبوليت تشيكيا وسلوفاكيا.
ثمّ قام الأب إيغور مدير سكرتاريّة العلاقات بين الكنائس الأرثوذكسيّة بقراءة رسائل التهنئة من رؤساء الكنائس الرومانيّة والبلغاريّة والبولنديّة والأمريكيّة.
توجّه المطران هيلاريون، بعد ذلك، بهذه الكلمة إلى جميع المشاركين:
يا أصحاب السيادة، المتروبوليت ديونيسيوس. المتروبوليت نيفن. الأسقف أنطونيوس. قدس الأمّ صوفيا، وقدس الآباء الأجلّاء. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء!
بادئ ذي بدء، أودّ أن أشكر الربّ على هذه السنوات المديدة التي عشتها على هذه الأرض المقدّسة، بيد أنّ الأهمّ من ذلك، هو دعوته الإلهيّة لي، منذ عهد الفتوّة، إلى خدمة كنيسته المقدّسة. إنّي، كلّ يوم، أجد في الكنيسة النسغ الروحيّ الذي يمدّني بالقوّة لأقوم بأعمال هذه المسؤوليّة الكبيرة التي باركتني بها إدارة كنيستنا المقدّسة. ومن دون أدنى ريب، أنّي خلوًّا من هذا الإلهام الإلهيّ أعجز عن إنجاز أي شيء ممّا تمّ وما سيتمّ القيام به لاحقًا.
إنّ خدمة كاهن الرعيّة العادي تفوق القوّة البشريّة، إذ على الكاهن أن يحمل على عاتقه أحزان الآخرين وأمراضهم وخطاياهم، وأن يتعلّم كيف يدخل بهم إلى حنايا قلبه، ملقيًا إيّاهم على مذبح المشيئة الإلهيّة.
وإذ نتحدّث عن الأساقفة القائمين بالأعمال التي تباركها إدارة الكنيسة، لا بدّ أن نشير إلى أنّ هذه المسؤوليّة تعظم يومًا فيومًا. ولذلك لن تكون هناك قوّة بشريّة كافية للقيام بهذه الخدمات الكنسيّة، إن لم يعضدنا الربّ بنعمته، نحن الكهنة، ويشدّدنا.
وقد يحدث، أحيانًا، أن تخور قوانا الجسديّة وتضعف، ولكنّ القوّة الروحيّة يجب ألّا تهِنْ أبدًا، ولا أن يكون هناك ما يسمّى في اللّغة المعاصرة بالإنهاك عندما يفقد الواحد منّا، فجأة، قوّته ورغبته للقيام بخدمته. وهذا، بالحقيقة، هو أتعس أمر يمكن أن يحدث في حياة الكاهن. نسأل الله ألّا يتعرّض أيّنا بهذه المرحلة الصعبة التي يشكو منها الكهنة المعاصرون أحيانًا.
يهبنا الربّ الذي يقوّينا في الخدمة الكهنوتيّة، دائمًا، فرصة التواصل معه من خلال الصلاة، من خلال القدّاس الإلهيّ، من خلال المشاركة في أسرار المسيح المقدّسة، وهذا ما يمنحنا العزيمة الثابتة لتجسيد خدمتنا.
أودّ أن أتقدّم بخالص الشكر إلى قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، الذي دعاني، منذ أكثر من ربع قرن، إلى جانبه لأصبح مساعدًا له طوال هذه السنوات. شكرًا على الثقة الكبيرة التي أوليتمونيها وللفرصة المباركة التي أتحتمم لي لأكون مسؤولاً عن أحد أهمّ المجالات في نشاطات الكنيسة وهي العلاقات الخارجيّة. يسعدني، اليوم جدًّا، مشاركة موظَّفي قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في هذه الصلاة.
وعبر شخصكم الكريم، يا صاحب السيادة المتروبوليت نيفن، أرغب أن أعبّر عن شكري الجزيل لغبطة البطريرك يوحنّا العاشر بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق على الكلمات اللطيفة التي نقلتموها لي، وعلى التعاون المثمر البادي في كثير من النواحي بين كنيستينا، والذي يتمّ بفضل جهودكم المبارَكة.
وأوجّه خالص شكري إلى قداسة البطريرك الصربيّ بورفيريوس من خلالكم، يا صاحب السيادة الأسقف أنطونيوس، على كلماته الطيّبة. كما أشكركم شخصيّاً على هذه الخدمة الواعيّة التي تقومون بها في سبيل تقوية الروابط الثنائيّة بين كنيستينا.
وأطلب منكم، يا قدس الأب سيرافيم، أن تعبرو عن امتناني لغبطة المتروبوليت روستيسلاف متروبوليت تشيكيا وسلوفاكيا على رسالته المفعَمة رقّة في هذه المناسبة، وأشكركم على خدمتكم الدؤوبة لتطوير العلاقات بين الكنيستين.
وأعبّر عن شكري العميق لجميع رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة، الذين تفضّلوا وأرسلوا لي رسائل التهنئة في هذا اليوم، وأخصّ بالذكر غبطة بطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث، غبطة البطريرك الرومانيّ دانييل، قداسة البطريرك البلغاريّ نيوفاتوس، غبطة المتروبوليت سابا متروبوليت وارسو وسائر بولندا وغبطة المتروبوليت تيخن متروبوليت أمريكا وكندا.
نمرّ اليوم بوقت عصيب تضاف فيه الأزمةُ التي اجتاحت العالم بأسره الآن إلى أزمة العلاقات الأرثوذكسيّة. ندعو إلى الله أن تنتهي هذه الضيقات الجسيمة التي حلّت بنا في أسرع وقت ممكن. نصلّي أن يهبنا الربّ الصحّة والخلاص والعافية الروحيّة والمادّيّة. آمل، بالحقيقة، أن نجتاز الأحزان التي تصادفنا لننعم بأوقات هانئة سعيدة، وبخاصّة إن يؤتينا الله من لدنه نعمة كي ننتصب، مرّة أخرى، رافعين إليه صلاة شكريّة بوقوف هذا الوباء الخطير. آمين".
وفي النهاية، قدّم المطران هيلاريون لموظَّفي القسم الجوائز البطريركيّة بمناسبة مرور خمس وسبعين عاماً على تأسيس قسم العلاقات الخارجيّة، إذ منح مدير سكرتاريّة العلاقات الأرثوذكسيّة قدس الأب إيغور (ياكيمتشوك) وسام القدّيس دانييل أمير موسكو من الدرجة الثالثة. وقدس الأب ثيوفان (لوكيانوف) مدير دائرة البروتوكول في قسم العلاقات الخارجيّة وسام القدّيس سيرافيم الساروفسكي من الدرجة الثالثة. وأمّا قدس الآباء الأجلّاء سيرغي (زفوناريوف) مدير سكرتاريّة العلاقات الخارجيّة، وإستيفانوس (أهومنوف) مدير سكرتاريّة العلاقات بين المسيحيّين، وديميتري (صافونوف) مدير سكرتاريّة العلاقات بين الأديان، فوسام "الامتنان البطريركيّ". وكذلك نال قدس الأبوين الجليلين أناطولي (تشورياكوف) وألكساندر كارزان المساعد الشخصيّ لسيادة المتروبوليت هيلاريون وقدس الشماس ثيودور (شولغا) وسام القدّيس دانييل أمير موسكو.
ولم ينسَ سيادته قدس الراهبة يوليانيا مديرة ديوان قسم العلاقات الخارجيّة، إذ منحها وسام القدّيسة أفروسينيا المسكوبيّة. كما حصل الأبوان كيريل بيريغودين وألكساندر (إيرشوف) المساعد الشخصيّ لسيادة المطران هيلاريون على عربون الامتنان البطريركيّ.
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة