سيادة المتروبوليت هيلاريون: الوضع المأساوي للمسيحيين في العديد من بلدان العالم
الكلمة التي ألقاها سيادة المتروبوليت هيلاريون رئيس قسم العلاقات الخارجيّة في بطريركية موسكو في مؤتمر القمّة الدوليّ الذي يتناول موضوع الحريّات الدينيّة (واشنطن، الولايات المتّحدة)، ركز فيها عن موضوع الاضطهادات وبل في بعض الأحيان إبادة المسيحيين في العديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا، إضافةً إلى موضوع التمييز العنصري ضد المؤمنين التابعين للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة.
عبر البرنامج التلفزيوني "الكنيسة والعالم" طلبت المراسلة إكاتيرينا غراتشوفا توضيح عن هذا المؤتمر الدوليّ الذي بحث في مسائل الحرّيّات الدينيّة وعُقدت جلساته في الولايات المتّحدة من 13 إلى 15 من الشهر الجاري تموز. أجاب المطران هيلاريون: "الولايات المتحدة الأمريكيّة هي بلد متعدد الانتماءات. على الرغم من الدعاية المعادية لروسيا التي نلاحظ استمرارها في أمريكا لسنوات عديدة، هناك الكثير من الناس في الولايات المتحدة أولاً يحترمون بلدنا ويعبرون عن التعاطف الكبير وثانيًا يحترمون الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، ومستعدون للاستماع إليها بسعادة. قامت بتنظيم هذا المؤتمر مؤسسة "The Open Doors" (الأبواب المفتوحة) المهتمّة بمسائل اضطهاد الجماعات الدينيّة في العديد من الدول".
تحدّث المطران هيلاريون عن تدهور الوضع المسيحي في السنوات الأخيرة ليصبح وضع مأساوي في العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
"على سبيل المثال: نرى في العراق على عهد الرئيس صدام حسين مليون ونصف مسيحي، أما الآن، في أحسن الأحوال لم يبق عُشر هذا العدد. كما نرى هذا في ليبيا فلم يبق عملياً أي مسيحي، وفي سوريا أُجبر العديد من المسيحيين على مغادرتها، ليس فقط بسبب الحرب، ولكن نتيجةً لأعمال الإرهابيين. في المناطق السوريّة التي كانت تحت سلطة الارهابيين قاموا بشكل ممنهج باضطهاد السكان المسيحيين وحتى ذبحهم. تُظهر الإحصاءات المأساوية أنّ عدد المسيحيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط آخذ في الانخفاض السريع. حتى في البلدان المزدهرة نسبيًا مثل لبنان، أصبحت نسبة المسيحيين أصغر وأصغر، علماً أنّهم كانوا يشكلون في الماضي نصف عدد السكان في البلد".
وعبّر سيادته على أن الولايات المتحدة الأمريكيّة مسؤولة ولو جزئياً عن الوضع الحالي، لأنّها غزت العراق ووعدت بإحلال الاستقرار هناك وإرساء الديمقراطية. لكنّنا نرى اليوم أنّه لا وجود للديمقراطية والنظام الذي أطيح به حل محله فوضى لا يمكن السيطرة عليها، وهذا تسبب في نزوح جماعي، بل ويمكنني القول هروب المسيحيين".
أضاف سيادته: "من المهم بالنسبة لنا أن تسمع الولايات المتحدة معلومات حقيقيّة حول الوضع الحالي في المجال الديني في أوكرانيا، أقصد هنا حالة الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، التي هي أكبر منظمة دينيّة في هذا البلد، وتحافظ على الوحدة الروحيّة مع بطريركية موسكو". "عادةً ما تصلهم معلومات تتناقد تمامًا مع الحقيقة. على سبيل المثال: نشر وزير الخارجيّة الأمريكي السابق مايك بومبيو على صفحته الشخصيّة في "Twitter" إن من أهم نتائج عمله كوزير للخارجيّة هي مساعدته لمطران أوكرانيا في التحرر من ضغط موسكو. نرى أنّ الصياغة التي استعملها بومبيو تشير إلى مستوى منخفض من المعرفة حول ما يحدث في أوكرانيا، وهذا ما يميز اليوم بعض المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى. لذلك، كان من المهم التحدّث عما يجري بالفعل هناك: كيف تم طرد الكهنة وأبناء الرعية من الكنائس وكيف أقيمت الصلوات في الشوارع في الطقس البارد، وأحيانًا أثناء هطول الثلج في درجات حرارة منخفضة تصل إلى ما تحت الصفر، وكيف أن الكنائس التي استولى عليها المنشقون تبقي فارغة أو مغلقة. أرجو من شركائنا الأمريكيين أن يسمعوا هذه الحقائق التي تشهد عن انتهاكات حقوق المؤمنين".
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة
البطريرك
24.10.2024
05.05.2024