المتروبوليت هيلاريون يشارك في القداس الإلهي مع غبطة المتروبوليت تيخن متروبوليت سائر أميركا وكندا في كاتدرائية القديس نيقولاوس (نيويورك)
ببركة قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا وصل إلى الولايات المتحدة سيادة المتروبوليت هيلاريون متروبوليت فولوكولامسك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو في رحلة عمل بتاريخ 10 تمّوز.
استقبل المطران هيلاريون في مطار نيويورك سعادة السفير المفوض الروسي في نيويورك السيد أوفسياننيكوف وكهنة كاتدرائية القديس نيقولاوس قدس الأرشمندريت نيقوديموس (بلاسنيكوف) وقدس الأب ياروسلاف (لوتوشكين) والأب مارك (راشكوف).
أقام القداس الإلهي رئيس الكنيسة الأمريكيّة غبطة المتروبوليت تيخن متروبوليت سائر أميركا وكندا في كاتدرائية القديس نيقولاوس (نيويورك)، وشاركه سيادة المتروبوليت هيلاريون وكذلك الأمين العام للكنيسة الأرثوذكسيّة في أميركا أليساندرو (مارغاريتينو) وكهنة الكاتدرائية بتاريخ 11 تموّز.
توجّه المطران هيلاريون بكلمة إلى غبطة المتروبوليت تيخن بعد القداس الإلهي حيث قال:
"يا صاحب الغبطة؛
أسمحوا لي أن أرحّب بكم نيابةً عن قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا في هذه الكاتدرائية البطريركيّة في نيويورك. انكم تزورون هذه الكاتدرائية باستمرار والتي هي مركز الغذاء الروحي والليتورجي للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة على الأراضي الأمريكيّة، ولكن مؤخرًا منعكم الوباء من زيارة هذه الكاتدرائية، واليوم على الرغم من عدم انتهاء الوباء، ولكنه يتراجع وتتقلص الإجراءات الاحترازية في القارة الأمريكيّة، فاغتنمنا الفرصة للقائكم والترحيب بكم.
تتألم اليوم كل شعوب العالم. لا ننسى كيف تم إغلاق الكنائس في وجه أبناء الرعية، في كل من روسيا وأميركا، على الرغم من إقامتنا للخدم الإلهيّة، إلا أن معظم المؤمنين لم يتمكّنوا من المشاركة فيها إلا على شاشات الأجهزة الإلكترونيّة ولم يكن لديهم فرصة لحضور الخدمات في الكنيسة.
الخريف والشتاء الماضيّين توفى بسبب الكورونا عشرات ومئات وآلاف من الناس الأميريكيين والروس ومن دوّل كثيرة حيث توجد رعايا للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، هذا ما سبب لنا ألماً كبيراً، كما عانينا من خسائر فادحة. روسيا فقدت أكثر من 140 ألف شخص بسبب الوباء، ولا نعلم بعد عدد ضحايا عواقبه، وربّما لن نعرف أبداً.
نرى الوباء في أميركا ينحدر، ولكن للأسف في روسيا بدأت موجة اصابات جديدة. على الرغم من أنّ روسيا كانت أول الدول التي أوجدت لقاحًا ضد الكورونا، إلا أن التلقيح لم يتم بالسرعة اللازمة، واليوم لدينا موجة جديدة من الإصابات، ومرة أخرى عدد كبير من الوفيات. نسأل الربّ أن تنتهي هذه المحنة في أقرب وقت في العالم.
كل هذه الأحداث المحزنة منعتنا من الاحتفال مع بعضنا البعض بالذكرى السنويّة الهامّة للكنيسة الأرثوذكسية في أميركا العام الماضي وهي ذكرى الاستقلال منذ خمسين عام.
الكنيسة الأرثوذكسيّة الأميركية هي ثمرة المبشرين الروس من أساقفة وكهنة، الذين جلبوا الأرثوذكسية إلى القارة الأمريكيّة عبر ألاسكا والضفة الغربية، إلى أن وصلوا إلى هنا وإلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ليشرق الإيمان الأرثوذكسي في القارة الأمريكيّة بفضل جهود المبشرون الروس. الكنيسة الأرثوذكسية في أميركا هي ابنة الكنيسة الأرثوذكسية الروسيّة ولِدت عام 1970 ونمت إلى أن صارت كبيرة. لقد مُنحت الاستقلال وفقًا للحق المُصان الذي تتمتع به كل كنيسة أرثوذكسية محليّة وهو تحديد مستقبل تلك الأجزاء التي نمت واستحقت الاستقلال. على الرغم من ظهور نظريات جديدة وآراء جديدة حول هذه المسألة مؤخرًا، والذي نراه أن عملية منح الاستقلال لم تحوز على رأي موحد، ولكن المبدأ الأساسي هو أنّه استقلال منحته الكنيسة الأم للكنيسة الابنة.
بسبب تلك الأحداث التاريخيّة أصبحت هذه الكنيسة الأرثوذكسيّة المقدّسة كنيسةً وطنيةً، تتيح للناس فرصة المشاركة في الصلوات بلغتهم الأصليّة. هذه الكنيسة تتطوّر وتزدهر اليوم تحت رِعاية واهتمام غبطتكم.
نيابةً عن قداسة البطريرك كيريل أرجو أن تتقبلوا التهاني القلبيّة بهذه المناسابات الكنسيّة، وبمناسبة عيد ميلادكم المقبل الخامس والخمسون. نحن في نفس العمر، تفصلنا عدة أيّام في تاريخ ميلادنا. أنا مسرور جدًا لأنّ أبناء جيلنا اليوم لديهم الفرصة لخدمة كنيسة المسيح وبذل الجهد من أجل خدمة الرعية. أتمنى لكم القوة من الله وإلى سنين عديدة، وليمنحكم القدرة لتحملوا صليب رئيس الكنيسة الأمريكيّة ".
تكلم غبطة المتروبوليت تيخن وقال: "أرحب بكم يا صاحب السيادة، وأريد أولاً أن أشير إلى الوحدة الروحيّة والقانونيّة والعقائديّة بين الكنيسة الأرثوذكسية في أميركا وكنيستها الأم - بطريركية موسكو. أنا مسرور جداً أنّه أتيح لي فرصة لقائكم ومشاركتكم بالقداس الإلهي على الرغم من وباء كورونا ".
قدم المطران هيلاريون لغبطة المتروبوليت تيخن إنغلوبيون السيدة من قداسة البطريرك كيريل.
توجه بكلمة المطران هيلاريون إلى جميع كهنة وابناء رعية القديس نيقولاوس وقال: " أيها الأحباء؛ أريد أن أنقل لكم بركة صاحب القداسة البطريرك كيريل.
مررنا جميعًا ومانزال نمر بمرحلة صعبة من التجارب. لكن لا ننسى أنّ الرب رحيم، يعزينا بأن يغدق علينا من مواهبه المليئة بالنعمة. تعزيتنا الرئيسية هي الخدمة الإلهيّة، التي نخدمها في الكنيسة، حيث تتيح لنا فرصة المشاركة بجسد ودم المسيح، الذي يمنحنا القوة لنتحمل التجارب الحاضرة ونستعد للحياة الأبديّة.
أتمنى للجميع الثبات في الإيمان الأرثوذكسي المقدس، ومحبة الكنيسة، وأن تكونوا مخلصين للرب يسوع المسيح في الحياة وأن تسعوا لتحقيق وصاياه الإلهيّة. وأتمنى لجميع الإكليروس في هذه الرعية التقوّي بنعمة الربّ في الخدمة الإلهية التي بحاجة لها اليوم جميع ابناء الكنيسة.
رافق سيادته في زيارة أميركا موظف من قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو السيد فيليب تشيمبيون والإبوذياكون فياتشاسلاف لي.
دائرة الاتصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة