لقاء يجمع قداسة البطريرك كيريل ومعالي وزير خارجيّة صربيا
التقى قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا معالي وزير خارجيّة صربيا نيقولاي سيلاكوفيتش بتاريخ16 نيسان في المقرّ البطريركي في دير "دانيلوف" (موسكو).
شارك في اللقاء سيادة المطران هيلاريون متروبوليت فولوكولامسك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو ونائبه قدس الأب نيقولاي بالاشوف. أيضاً حضر الوكيل الشخصي لقداسة البطريرك الصربي بورفيريوس السيد ديان ناكيتش والمستشار الأوّل للسفارة الصربيا في موسكو السيد برانيسلاف رادويتشيتش.
رحب قداسته بالضيوف وأثنى على اللقاء السابق الذي تمّ في سنة 2015، عندما كان السيد سيلاكوفيتش وزير العدل في صربيا.
هنأ قداسة البطريرك معالي وزير الخارجية متمنياً له التوفيق في رئاسة وزارة الخارجيّة الصربيّة، ثمّ أشار إلى الوباء الذي ضرب روسيا وصربيا وكل العالم في العام الماضي.
وقال قداسته: "طبعاً هذا يفرض قيودًا معيّنة، خاصةً على الأنشطة الاجتماعية. رغم كل هذه الظروف ورغم الوباء الخطير ماتزال حياتنا مستمرة وهناك العديد من الأشياء الجيّدة التي تحدث، هذا يشير أنّ مجتمعاتنا لا يزال لديه احتياطي معيّن من القوة والمعرفة والتعليم لمقاومة مثل هذا الوباء. تسبب هذا الوباء بخسارات كبيرة ووفيات كثيرة حتى بين الأساقفة والكهنة في كنيستنا. في هذا الصدد لا يمكننا أن ننسى خسارتنا لمثلث الرحمات البطريرك الصربي إريناوس ومثلث الرحمات متروبوليت الجبل الأسود أمفيلوخيوس وجميع أساقفة الكنيسة الصربيّة الذين توفاهم الربّ على رجاء القيامة والحياة الأبديّة". "أستذكر معكم زيارتي إلى صربيا سنة 2014 ولقاءنا مع مثلث الرحمات البطريرك إريناوس، ومحادثاتنا مع أساقفة الكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة. في هذا الإطار أريد أن أشير مرة أخرى إلى اهتمامنا الخاصّ بالعلاقات مع الكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة، لأنّه لأمر مهم جداً وبل هذه العلاقة بين الكنيستين هي ما يجعل العلاقات جيّدة بين دولتينا، لهذا علينا أن نولي أهميّة خاصّة لتطوير هذه العلاقات".
أستطيع التأكيد لكم أن الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة استقبلت خبر وفاة مثلث الرحمات البطريرك إيريناوس ببالغ الأسى والحزن، لقد كان محبوبًا في صربيا وفي جميع أنحاء العالم الأرثوذكسي أيضاً، كان البطريرك إيريناوس قدوةً لنا جميعًا فكيف له وهو بهذا العمر المتقدم أن يكون نشيطاً ومندفعا لا يعرف الملل ويمثل شعبه وكنيسته بمستوى لائق.
أضاف قداسته أيضاً وقال "الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة ابتهجت بانتخاب قداسة البطريرك بورفيريوس بطريركاً على صربيا وفي يوم انتخابه اتصلت بقداسته على الفور ودار الحديث بروح المحبّة والاحترام المتبادل. كما أكّد لي أنّ كل عمل جيد وضع لتطوير العلاقات بين كنيستينا سوف ينمو ويزدهر".
شكر السيد سيلاكوفيتش قداسة البطريرك كيريل على هذا الاستقبال وقال "أشكركم على هذه البركة، مرّت خمس سنوات وها أنا ألتقي معكم مرة أخرى بصفتي وزير الخارجيّة. كان لقاؤنا الأول من أهم لقاءات حياتي الشخصية. اليوم بصفتي وزيراً للخارجيّة أنقل إليكم أحرّ تحيات وتمنيات سيادة رئيسنا ألكسندر فوسيتش، الذي يعتبركم رجلاً عظيماً وصديقاً لصربيا والشعب الصربي". كذلك شكر السيد سيلاكوفيتش قداسته على الكلام الطيّب عن مثلث الرحمات البطريرك إريناوس ومتروبوليت الجبل الأسود أمفيلوخيوس. أضاف أيضاً "كان لدى مثلث الرحمات البطريرك إيريناوس الغيرة المقدسة التي تميّز خدمتكم أيضاً يا صاحب القداسة. حيث شدد البطريرك إيريناوس على النضال من أجل وحدة الكنيسة ومن أجل وحدة الإيمان الأرثوذكسي، وكان عادةً يسأل ماذا سيقول اخوتنا في الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة عن هذا الموضوع؟".
أشار السيد سيلاكوفيتش أنّ رئيس جمهورية صربيا فخامة الرئيس فوتشيتش ومثلث الرحمات البطريرك إيريناوس أرسيا علاقة جيدة ومتينة ومستقرة بين الدولة والكنيسة. والبطريرك المنتخب حديثاَ سيستمر بهذا الطريق. وستظل العلاقة بين جمهورية صربيا والكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة على ذات المستوى الذي حدده مثلث الرحمات البطريرك إريناوس.
خلال حديثه عن عواقب وباء كورونا أعرب السيد سيلاكوفيتش عن امتنانه للاتحاد الروسي وفخامة الرئيس بوتين للمساعدة المقدّمة إلى الشعب الصربي، وأشار أنّ "العلاقات الشخصيّة بين رئيسي الدولتين ساعدت إلى حد كبير في التغلب على عواقب الوباء في صربيا، والبارحة بدأ توريد اللقاح الروسيّ "sputnik V". ونؤكد أن التقارب بين الكنستين الأرثوذوكسيتين الشقيقتين الصربيّة والروسيّة بطرق عديدة يساعد في إقامة علاقات ودية جيّدة بين دولتينا.
كما ناقش المشاركون خلال اللقاء أيضًا قضايا تعزيز التعاون بين الكنيستين في مجال ترميم عدد من الكنائس في كرواتيا والبوسنة والهرسك. كما تم التطرق إلى المواضيع المتعلّقة بأهمية القيم التقليديّة في حياة الشعب الروسي والصربي.
أعرب السيد سيلاكوفيتش عن شكره العميق على اشتراك الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة ودولة روسيا والمتبرعين الروس في تزيين وزخرفة كاتدرائية القديس سابا في بلغراد، وأشار أن أمله كبير في أن يصبح تكريسها حدثًا مهماً في حياة الشعب الصربي.
دائرة الاتصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة