زيارة الحج لوفد رهباني من الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة إلى مصر
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة
16.11.2025
خلال الفترة الممتدّة بين الثامن إلى الخامس عشر من تشرين الثاني 2025، وببركة قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، وبدعوة قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة القبطيّة، زار مصر وفد من ممثلي الأديرة من بطريركيّة موسكو، برئاسة المطران فيكينتي، مطران طشقند وآسيا الوسطى.
ضم الوفد الرهباني: الأسقف سرجيوس، أسقف بوريسوغليبسك، والأسقف يوسف أسقف موجايسك، رئيس دير أوبتينا، والراهبة يوليانيا (كاليدا)، نائبة رئيس قسم الأديرة والرهبنة في الكنيسة الروسيّة ورئيسة دير "زاتشاتيفسكي" في موسكو، والراهب الكاهن ستيفان (إيغومينوف)، سكرتير قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة للعلاقات بين المسيحيين في بطريركيّة موسكو، والراهب الكاهن أريستوكلي (ليسيتسين)، قائد المقر البطريركي في موسكو، والراهب الكاهن إسحاق (إستيليوييف)، خادم في أبرشية العاصمة الكازاخستانية، والراهب الكاهن مكسيموس (زيلينسكي)، راهب في أوبتينا بوستين، والأم الرئيسة إيكاترينا (مالجينا)، رئيسة دير الثالوث في في طشقند، والرئيسة إيفجينيا (فوريمبيتوفا)، رئيسة دير الرهبات في دوستاباد، والشماس الراهب نيكانور (بولداكوف) من دير أوبتينا بوستين، والراهبتان ماريا (بارسيفا) وسيرجيا (غوربونوفا)، وبعض موظفي بطريركيّة موسكو؛ والراهبة أناستاسيا (سمولينا)، موظفة في إدارة أبرشية طشقند، وراهبات دير "زاتشاتيفسكي" بموسكو.
خلال يومي الثامن والتاسع من شهر تشرين الثاني، زار الوفد مهد الرهبنة المسيحية أي الأديرة القديمة في وادي النطرون الواقعة بين القاهرة والإسكندريّة غرب دلتا النيل.
كانت المحطة الأولى للوفد بدير القديس مكاريوس الكبير. وهذا الدير، الذي يعود تاريخه إلى عام 360م، هو موقع رقاد مبارك لأحد مؤسسي الرهبنة المسيحيّة، كما ورد في كتاب "باتريكون" المصري.
تبرّك المطران فيكنتي والوفد من رفات القديس مكاريوس والبار يوحنّا، وغيرهما من قديسي الله الذين استشهدوا هناك، المحفوظة في كنائس الدير، بالإضافة إلى بقايا رفات النبيين إليشع ويوحنا المعمدان. كما إلتقوا مع إخوة الدير.
يوم التاسع من شهر تشرين الثاني، الأحد الثاني والعشرين بعد عيد العنصرة، احتفل المطران فيكنتي، مطران طشقند وآسيا الوسطى، بمشاركة الأسقف سرجيوس أسقف بوريسوغليبسك، والأسقف يوسف أسقف موزايسك، بالقداس الإلهيّ في إحدى كنائس الدير القديمة.
ثم زار الوفد دير القديس بايسيوس الكبير (الأنبا بيشوي)، الذي أسّسه هذا القديس حوالي عام 357. وقد تبرّك الوفد من رفات القديس بايسيوس الكبير الموجودة في الدير، وزار قبر قداسة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطيّة (1971-2012)، المدفون فيه. كما التقى الوفد برئيس الدير، الأنبا أغابيت والإخوة.
توجّه الحجاج الروس بعد ذلك إلى دير السريان، الذي أسسه تلاميذ القديس بايسيوس الكبير في أواخر القرن الرابع الميلاديّ في موقع قلايته النائيّة، وسُمي بهذا الاسم تخليدًا لذكرى الرهبان السوريين الذين ترهّبنوا هناك على مر القرون.
تميّز الدير بتقاليده النسكيّة العريقة. ويرتبط اسم القديس أفرام السرياني بدير السريان، الذي جاء، وفقًا للتقليد، إلى هنا ذات مرّة لرؤية القديس بايسيوس الكبير. زار الحجاج القلاية التي كان القديس يصلي فيها، وشاهدوا شجرة تنبت من عصا القديس أفرام السرياني، التي غُرست في الأرض ونبتت، وشاهدوا لوحات جداريّة باقية تعود إلى القرنين الثامن والسابع عشر.
ثم زار الوفد دير البراموس، الذي أسسه القديس مكاريوس الكبير حوالي عام 335 ميلاديًا، وهو أول دير للرجال في العالم المسيحي.
سُمّي الدير تخليدًا لذكرى ابني الإمبراطور الروماني فالنتينيان، مكسيموس ودوميتيوس، اللذين ترهبنا فيه في نهاية القرن الرابع.
تجول الحجاج الروس في كنائس الدير وقاعة الطعام، التي شُيّدت في القرن الرابع، حيث كان الرهبان الأوائل يحتفلون بوجبات مشتركة بعد القداس، ثم يأوون إلى صوامعهم في الصحراء. وتبرّك أعضاء الوفد من رفات القديس بافنوتيوس الكبير، والقديس إيصيذروس، والقديس موسى الأسود، وغيرهم من آباء الصحراء الذين ترهبنوا في الدير، ورنّم أعضاء الوفد طروباريّة للقديس أرسانيوس الكبير.
في العاشر من الشهر ذاته، زار الوفد دير القديسة الشهيدة العظيمة دميانة المصريّة، الواقع في شمال البلاد على الضفاف الشرقية من دلتا النيل.
وُلدت القديسة دميانة في أواخر القرن الثالث الميلاديّ، وتنحدر من عائلة نبيلة. نشأ والدها، مرقس، حاكم ولاية شمال مصر الرومانيّة، على الإيمان المسيحي. وعندما بلغت سن الرشد، رفضت الزواج، وطلبت من والدها أن يرتب لها مسكنًا في منطقة نائية حيث تستطيع أن تعيش حياةً مكرسةً لله. واستقرت معها أربعون عذراء أخرى هناك. وببركة الأسقف المحلي، تأسس دير للنساء هناك، وأصبحت دميانة أول رئيسة له. ويُعتبر هذا أقدم مثال معروف على دير مكرس لله.
ثم توجّه الوفد إلى الصحراء الشرقيّة قرب البحر الأحمر.
في الحادي عشر من الشهر، زار الوفد دير القديس بولس الثيبي. وقام الحجاج بالتبرّك من رفاته.
أقام المطران فيكنتي، مطران طشقند وآسيا الوسطى، بمشاركة أساقفة الوفد، القداس الإلهي في كنيسة الكهف التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي، حيث كان أحد سكان الدير القديسين يقيم فيه.
ثم اطّلع الضيوف على تاريخ دير اللافرا، وتبركوا من الرفات الموجودة بالدير، وزاروا ينبوع القديس بولس.
استقبل رئيس الدير الأنبا دانيال، رئيس اللجنة البطريركيّة للأديرة والرهبنة في الكنيسة القبطيّة الضيوف بحفاوة بالغة. بالنيابة عن الوفد، أعرب المطران فيكينتي عن امتنانه للأسقف دانيال على كرم ضيافته وعلى فرصة إقامة القداس في أحد أقدم الأديرة في العالم المسيحي.
في الثاني عشر من الشهر، زار ممثلو بطريركيّة موسكو ديرًا قديمًا آخر في الصحراء الشرقيّة، وهو دير القديس أنطونيوس الكبير. شُيّد هذا الدير في أوائل القرن الرابع الميلاديّ بالقرب من الجبل حيث كان مؤسس الرهبنة يعمل في صومعة، ويُعدّ أحد أهم مواقع الحج المسيحي لأكثر من 1500 عام.
صعد أعضاء وفد الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة إلى الجبل وزاروا كهف القديس أنطونيوس، حيث أقاموا خدمة المديح للقديس. عند سفح الجبل، شاهد الضيوف كنيسة الصليب المقدّس الجديدة وكنيسة قيامة المسيح. ثمّ قام الوفد بجولة في الدير. زار الضيوف كنائسه القديمة، وسجدوا للذخائر الموجودة فيها، وزاروا ينبوع الدير الذي انكشف ذات مرة بصلوات القديس.
التقى أعضاء الوفد برئيس دير اللافرا، الأنبا يوستوس وإخوة الدير.
في الثالث عشر من الشهر، غادر ممثلو الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة إلى القاهرة، وفي طريقهم إلى العاصمة الإداريّة الجديدة لمصر، زاروا كاتدرائيّة ميلاد المسيح، إحدى أكبر الكاتدرائيّات في العالم المسيحي. أُقيم حفل افتتاح وتكريس الكاتدرائية في السادس من كانون الثاني 2019، بحضور الرئيس المصري أحمد السيسي.
في اليوم نفسه، زار الحجاج دير القديس الشهيد العظيم ثيوذوروس قائد الجيش (أمير تادرس) القبطيّ في المدينة القديمة، حيث استقبلتهم رئيسة الدير، الأم إدروسيس مع الأخوات بحفاوة بالغة.
تبرّك الحجاج من أيقونة القديس العظيم الشهيد ثيوذروس العجائبيّة التي يسيل منها الطيب، وجزءًا من رفات القديسة العظيمة الشهيدة مارينا، وقديسين آخرين من قديسي الله، وزاروا أيضاً ينبوع القديس أونوفريوس الكبير.
في القاهرة، التقى الوفد بالأسقف ثيوذوسيوس أسقف الجيزة، المسؤول عن الرعايا القبطيّة في روسيا، حيث أُقيم حفل استقبال للضيوف الزائرين.
في الرابع عشر من تشرين الثاني، احتفل المطران فيكينتي، مطران طشقند وآسيا الوسطى، بالقداس الإلهي في كنيسة القديس سرجيوس رادونيج في القاهرة، التابعة لإكسارخوسية بطريركيّة موسكو في أفريقيا، شاركه الأسقف سرجيوس مطران بوريسوغليبسك والأسقف يوسف مطران موجايسك، والأسقف إيفيميوس والإكسارخوس البطريركيّ في أفريقيا، والكاهن ديمتري غوروف مسؤول على الرعية الروسيّة في مصر، والشماس نيكانور (بولداكوف)، راهب من دير أوبتينا.
ثم زار الوفد المركز المسيحيّ التاريخي في القاهرة، موطن الأماكن المقدّسة العظيمة في العالم المسيحي: المغارة التي اختبأ فيها وفقًا للتقليد الطفل المسيح مع أمّه الطاهرة والقديس يوسف من المضطهدين لمدّة ثلاثة أشهر.
بُنيت بهذا المكان كنيسة، من أوائل الكنائس في الكنيسة المسيحيّة، عام 58م. كما زار الوفد كنيسة الشهيدين سرجيوس وباخوس، التي شُيّدت في القرن الرابع، حيث تُحفظ أجزاء من رفاتهما. زار الحجاج كنيسة القديسة الشهيدة بربارة، التي تحتفظ جزءًا من رفاتها، بالإضافة إلى أجزاء من رفات الشهيدين يوليانيا ودميانة وقديسين آخرين؛ والكنيسة القبطيّة الشهيرة "المعلقة"؛ والمتحف القبطي، ودير الشهيد العظيم عطارد (أبو سيفين)، حيث استقبلتهم رئيسة الدير كيريا والراهبات استقبالًا رسميًا.
في الخامس عشر من الشهر، غادر الوفد إلى موسكو.
رافق الوفد خلال الزيارة الراهب الكاهن داوّد الأنطوني، ممثّل الكنيسة القبطيّة في روسيا، والكاهن ديمتريوس غوروف، مسؤول على رعيّة بطريركيّة موسكو في مصر، والدكتور أنطون ميلاد، مستشار قداسة البطريرك القبطيّ، بالإضافة إلى رهبان من الكنيسة القبطيّة.