عيد القدّيس سيرجيوس رادونيج في دير لافرا الثالوث القدّوس



















دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو 18/07/2025
في الثامن عشر من تمّوز 2025، يوم عيد اكتشاف ذخائر القدّيس سرجيوس مؤسّس دير الثالوث القدّوس في رادونيج (1422)، ترأس قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، خدمة القدّاس الإلهيّ في ساحة دير لافرا الثالوث القدّوس.
أُقيم القدّاس الاحتفاليّ أمام أيقونة القدّيس سرجيوس. وبُنيت منصّة في ساحة الكاتدرائيّة لإقامة سهرانيّة احتفاليّة ثمّ الذبيحة الإلهيّة حيث أُقيم مذبح أمام كاتدرائيّة رقاد السيّدة العذراء مريم في دير لافرا.
شارك قداسته في القدّاس مجلسُ أساقفة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بالإضافة إلى أساقفة وكهنة من الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة: المطران نيفن متروبوليت شهبا ممثّل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا؛ والأسقف استيفانس مطران ريمسيان وممثّل بطريرك صربيا لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا؛ والأرشمندريت سيرافيم (شمياتوفسكي) ممثّل الكنيسة الأرثوذكسيّة في الأراضي التشيكيّة وسلوفاكيا لدى بطريركية موسكو؛ والمتقدّم في الكهنة الأب دانيال أندريوك ممثّل الكنيسة الأرثوذكسيّة الأمريكيّة.
كما وشارك قداستَه، أيضاً، رهبان دير لافرا القدّيس سرجيوس وكنائس الدير، وبعض كهنة أبرشيّة موسكو.
وكان من بين الحاضرين رئيسات وراهبات عدد من الأديرة النسائيّة، وعدد كبير من الحجّاج.
وقامت الجوقة المشتركة لدير لافرا القدّيس سيرجيوس وأكاديميّة موسكو اللّاهوتيّة بترتيل الترانيم الليتورجيّة.
بعد القدّاس، أقام قداسة البطريرك كيريل، وأعضاء المجمع المقدّس للكنيسة الأرثوذكسية الروسيّة والكهنة الذين وصلوا إلى الدير للاحتفال بالعيد، صلاةً للقدّيس سيرجيوس أمام أيقونته.
ثمّ توجّه قداسته إلى كاتدرائيّة الثالوث القدّوس، حيث تبرّك من ذخائر القدّيس سرجيوس، وأيقونة الثالوث القدوس التي كتبها القدّيس أندراوس روبليف. وتوجّه رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة إلى المؤمنين بعظة روحيّة قائلاً:
"باسم الآب والابن والروح القدّوس، آمين.
اليوم، نقيم تذكار اكتشاف ذخائر القدّيس سرجيوس رئيس دير الثالوث القدّوس في رادونيج. ونقيم تذكار جميع قدّيسي الله الذين أشرقوا في الأرض الروسيّة، والذين بصلواتهم دافعوا عن الوطن. هذا مثالٌ ودليلٌ رائعٌ لكلّ من لا يؤمن بقوّة الصلاة. وكيف ساعدت الناس حقًا ليس، فقط، على إنقاذ نفوسهم، بل على إنقاذ وطنهم أيضًا. وهذا ليس كذبًا، فكلّ هذه الأحداث والعجائب محفوظة في تاريخنا الوطنيّ، وبخاصّةً ما يتعلّق بحياة أبينا القدّيس البار سرجيوس رئيس دير الرهبان في رادونيج الصانع العجائب، الذي قام بخدمته في أصعب الأوقات لتاريخنا.
كان القدّيس سرجيوس مع من دافعوا عن الوطن، مع من قدموا إلى هذا الدير، وكان من المستحيل تسميته ديرًا آنذاك، وطلبوا بركته للبقاء هنا ومواصلة الخدمة الرهبانيّة. ولكن كم هو قريب جهاد الدفاع الوطن وجهاد الخدمة الرهبانيّة، ففي كليهما إنكار للذات. من المستحيل ألّا تتخلّى عن ذاتك وعن رغباتك وعن طموحاتك الدنيويّة إذا سلكت طريق الخدمة الرهبانيّة، وبخاصّةً طريق الخدمة الأسقفيّة. لا ينبغي أن يكون شيء من أجل نفسك، ولكن، فقط لخير، الكنيسة، وكلّ ما هو من أجل نفسك يجب أن يكون على حساب نفسك، وإلّا إلى الهلاك.
وهذا السبب الوحيد الذي يُبرر المكانة الرفيعة لأساقفتنا وحالتهم المادّيّة المرتاحة، إذا كان هذا يخدم العمل الإلهي. وضمن أسوار هذا الدير المقدّس، يجب أن يدرك أساقفتنا مسؤوليّتهم الخاصّة تجاه مصير البلد وشعبنا. ولكن على كلّ واحد منا أن يسأل نفسه مرارًا وتكرارًا: هل أعيش حياة صالحة؟ هل أصلّي صحيحاً؟ هل أماثل، ولو إلى حدّ ما، مآثر آبائنا القدّيسين الذين أشرقوا في الأرض الروسيّة؟
أيّها الأحباء،
أحيّيكم جميعًا من جديد، أعزّائي، أساقفتنا وكهنتنا ورهباننا ورئيسات أديرتنا، وبالطبع، أنتم، يا إخوتي وأخواتي الأعزّاء أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة. ليعيننا الربّ جميعًا على تحمّل صليب حياتنا بكرامة، وأن نعمل، دائمًا، من أجل خير الكنيسة وخير وطننا، وأن نصلّي باستمرار، ليس، فقط، من أجل أنفسنا وأقربائنا، بل أيضًا من أجل السلطات والجيش وشعبنا وكنيستنا. وحينها، ليس بقوّتنا، بل بقوّة من نتوجّه إليهم بالصلاة، سيُنزل الربّ بركاته على السلطات والجيش والوطن وشعبنا، وبالطبع على هذا الدير المقدّس ورهبانه.
وبصلوات قدّيسنا العظيم البار سرجيوس رئيس دير الرهبان في رادونيج الصانع العجائب، نسأل الربّ الإله أن يحفظنا جميعًا، وأن يقرب قلوبنا من ربّنا ومخلّصنا، لكي نظهر أمامه يوم القيامة مستحقّين، على أمل الخلاص، الذي يعتمد إلى حدّ كبير على إيماننا وحياتنا الأرضيّة الصالحة. وبالطبع بصلوات القدّيسين الذين أشرقوا في الأرض الروسيّة من أجلنا، نحن الخطاة وغير المستحقّين. كلّ عام وأنتم بخير!"