رئيس كنيسة المشرق الآشوريّة يلتقي براعي أبرشيّة سان بطرسبرغ ومحافظها

دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو 03/06/2025

في 2 حزيران وصل وفد كنيسة المشرق الآشوريّة برئاسة قداسة البطريرك والكاثوليكوس مار آوا الثالث إلى مدينة سانت بطرسبرغ، استمراراً لزيارة رسميّة إلى الأراضي الروسيّة.

وفي محطّة قطار "موسكو"، استقبل الضيفَ الكريم المطرانُ برصنوفيوس راعي أبرشيّة سان بطرسبرغ مع كهنة الأبرشية.

ثمّ زار الوفد برفقة المتروبوليت برصنوفيوس دير القيامة "نوفوديفيتشي" للراهبات ومكان إقامته في العاصمة الروسيّة الشماليّة.

في نفس اليوم، وفي دير الرهبات "نوفوديفيتشي"، تمّ لقاء بين قداسة البطريرك الكاثوليكوس مار آوا الثالث والمطران برصنوفيوس، وحضر اللقاء محافظ سان بطرسبرغ ألكسندر بيغلوف وممثّلو إدارة المدينة.

وبعد ترحيب المحافظ برئيس كنيسة المشرق الآشوريّة، أكّد أنّ هذه الزيارة لها أهمّيّة خاصّة بالنسبة للعاصمة الشماليّة قائلًا: 

" صاحب القداسة، 

إنّ الروابط بين كنيستينا الشقيقتين تمتدّ إلى قرون طويلة، ففي كلّ فترات التاريخ دعم شعبانا بعضهما البعض. فنحن نحتفظ بامتنان بذكرى قتال الآشوريّين، بمن فيهم أسلافكم المباشرون، إلى جانب الإمبراطوريّة الروسيّة خلال الحرب العالميّة الأولى. كما لن ننسى، أبدًا، أنّه خلال الحرب الوطنيّة العظمى، قدّم ممثّلو الشعب الآشوريّ مع جميع مواطني الاتّحاد السوفيتيّ، تضحياتهم دفاعًا عن وطننا.وكان من بينهم ثلاث جنرالات، كما حصل عدد من الجنود على أعلى وسام عسكريّ، وهو لقب "بطل الاتّحاد السوفيتي". واليوم، تتطوّر علاقاتنا بروح التفاهم المتبادل، ويؤكّد على ذلك التقدير الرفيع لأعمال قداستكم من قِبَل قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، ورئيس الاتّحاد الروسيّ فلاديمير بوتين. لقد كان إيماننا المسيحيّ وولاءنا للتقاليد التي ورثناها عن أجدادنا، ولا يزال، الدعامة الرئيسيّة.

وشدّد المحافظ على الدور المهمّ الذي لعبته الجاليّة الآشوريّة في مدينة سان بطرسبرغ تاريخيًّا في حياة المدينة الواقعة على نهر نيفا، فقال بهذا الصدد: "في أواخر عشرينيّات وأوائل ثلاثينيّات القرن الماضي، بلغ عدد الجالية الآشوريّة في لينينغراد حوالي ألفي شخص. في ذلك الوقت، تأسّست جمعيّة "حيادتا" الآشوريّة. وافتُتحت مدارس وطنيّة ومؤسّسات مختلفة. ونظّم معهد هيرزن التربويّ دوراتٍ لتدريب المعلّمين للأطفال الآشوريّين. ونُشر الأدب الوطنيّ وأُصدرت مجلّة. تذكر سان بطرسبرغ أعمال عالم اللغة البارز ميخائيل سادو، ومرمّم المتحف الروسيّ الشهير أنانيا برينداروف، والمتخصّص بالمصارعة الحرّة فيكتور زايايف. واليوم، يشرفنا أن نستقبل قداستكم، رئيس الشعب المسيحيّ الآشوريّ، على أرض نيفا المضيافة".

كما وأكّد المطران برصنوفيوس في كلمته: "نيابةً عن قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، وعن الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بأجمعها، اسمحوا لي أن أشهد على محبّتنا لقداستكم وللشعب الآشوريّ المسيحيّ الذي ترعاه. لقد أشار سيادة المحافظ بدقّة إلى أنّكم بالنسبة لنا كنيسة أخويّة وشعب أخويّ. وأساس أخوّتنا هو الربّ يسوع المسيح نفسه، الذي نبقى أوفياء له في هذه الأوقات العصيبة التي تمرّ بها روسيا والعالم أجمع".

وبدوره تكلّم قداسة البطريرك والكاثوليكوس مار آوا الثالث، فقال: 

أشكر لكما، يا صاحب السعادة وصاحب السيادة على حسن الضيافة والاستقبال التي تحلّت بروح الصداقة. يسعدني أن أزور هذه المدينة الجميلة، حيث نرى فيها شرف ومجد الدولة الروسيّة. قبل أكثر من مئة عام بقليل، جرت هنا أحداث، واتُّخذت قرارات مرتبطة ارتباطاً مباشراً بتاريخ شعبنا الآشوريّ. آنذاك، في ظلّ روسيا العظمى، واجهنا معاً أعداءً أشداء. وحاليًّا، نواجه نفس الأعداء، لأنّ المظاهر الخارجيّة تتغيّر، لكنّ المضمون الداخلي يبقى عينه.

وقد أعطانا القدّيس بولس الرسول تعريفًا دقيقًا لهذا في رسالته إلى أهل أفسس: "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أفسس 6:12). إنّ هؤلاء الأرواح الساقطة هم الذين يوجّهون القوّات التي تقوم بأعمال الشرّ والفوضى، والتي تدمّر المقدّسات المسيحيّة في أوكرانيا، اليوم، بشكل علنيّ، ولا تفعل الشيء نفسه بشكل غير علني في الغرب. تحارب هؤلاء الأرواح ضدّ روسيا، لأنّ روسيا تسعي إلى السلام والعدل والحقيقة السماويّة. وفي هذه الحقيقة يسكن الله نفسه، كما قال شفيع سان بطرسبرغ، الأمير القدّيس ألكسندر نيفسكي، قبل ثمانيّة قرون. لتكن بركة الله على روسيا المقدّسة كل الأيّام إلى الأبد".

وتذكارًا لهذا اللقاء تبادل مشاركو اللقاء الهدايا تذكاريّة.

ومن طرف كنيسة المشرق الآشوريّة شارك في اللقاء: غبطة مار أفرام أثنييل مطران سوريا، ونيافة مار نرساي بنيامين أسقف إيران وأرمينيا وجورجيا، وخورأسقف سامانو عوديشو راعي كنيسة السيّدة العذراء مريم (مات مريم) الآشوريّة في موسكو، وهو، في الوقت نفسه، ممثّل كنيسة المشرق الآشوريّة في روسيا، والكاهن بطرس بافلوف راعي كنيسة المشرق الآشوريّة في كراسنودار، والكاهن أفرايم الخصّ راعي الطائفة الآشوريّة في روستوف على نهر الدون، والشمّاس رولاند بيجاموف رئيس شمامسة كنيسة السيّدة العذراء مريم في موسكو.

ومن طرف بطريركيّة موسكو شارك: سيادة الأسقف كراسنايا سلوبودا كليمنضوس الرئيس المشارك للجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وكنيسة المشرق الآشوريّة، الأب استيفان (إيغومنوف) سكرتير العلاقات بين المسيحيّين في قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة في بطريركيّة موسكو، وموظّف القسم سيرجي ألفيوروف.

تستمرّ زيارة قداسة البطريرك مار آوا الثالث إلى مطرانيّة سان بطرسبرغ حتّى الخامس من حزيران.