وصول رئيس كنيسة المشرق الآشوريّة إلى روسيا




دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو 30/05/2025
في 30 أيّار، بدعوة من قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، وصل رئيس كنيسة المشرق الآشوريّة قداسة البطريرك مار آوا الثالث، إلى روسيا. والهدف الرئيس لزيارته هي إقامة صلوات رعويّة للمؤمنين الآشوريّين في روسيا.
ويضمّ الوفد المرافق لقداسته غبطة مار أفرام أثنييل مطران سوريا، ونيافة مار نرساي بنيامين أسقف إيران وأرمينيا وجورجيا، وخورأسقف سامانو عوديشو راعي كنيسة مريم العذراء (مارت مريم) الآشوريّة في موسكو، وهو، في الوقت نفسه، ممثّل كنيسة المشرق الآشوريّة في روسيا، والقس بطرس بافلوف راعي كنيسة المشرق الآشوريّة في كراسنودار، والقسّ أفرام الخصّ راعي الطائفة الآشوريّة في روستوف على نهر الدون، والشمّاس رولاند بيجاموف رئيس شمامسة كنيسة مريم العذراء في موسكو.
وفي مطار "فنوكوفو"، استقبل الضيف الكريم والوفد المرافق له سيادة الأسقف كراسنايا سلوبودا كليمنضوس الرئيس المشارك للجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وكنيسة المشرق الآشوريّة، الأب ستيفان (إيغومنوف) سكرتير العلاقات بين المسيحيّين في قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة في بطريركيّة موسكو، موظّفا القسم سيرجي ألفيوروف وديونيسيوس مينيايلوف، ممثّلو رعيّة موسكو لكنيسة المشرق الآشوريّة، بالإضافة إلى ممثّلي سفارة جمهوريّة العراق في روسيا الاتّحاديّة وأبرشيّة موسكو لكنيسة المشرق الآشوريّة.
يتضمّن برنامج زيارة قداسته زيارات إلى الرعايا الآشوريّة والكنائس والأديرة التابعة للكنيسة الأرثوذكسيّة الروسية داخل مطرانيّتي موسكو وسان بطرسبرغ، بالإضافة إلى اجتماعات مع ممثّلي بطريركيّة موسكو والطوائف التقليديّة الأخرى في روسيا.
+++
تأسّست كنيسة المشرق الآشوريّة (الاسم الكامل - كنيسة المشرق الآشوريّة الجامعة الرسوليّة المقدّسة) في القرن الأوّل من السكّان الناطقين باللغة الآرامّية في بلاد ما بين النهرين. وفقًا لتقليد الكنيسة، في هذه المنطقة بشّر بالإنجيل كلّ من الرسل بطرس وبرثلماوس وتدّاوس وتوما. وقد وصل هذا الأخير في بشارته إلى الحدود الجنوبيّة للهند الحديثة، حيث لا يزال يعيش عدد كبير من المسيحيّين، بما في ذلك مؤمنو كنيسة المشرق الآشوريّة. وفي أيّام ازدهارها (بدايّة القرن الحادي عشر)، امتدّ انتشار هذه الكنيسة من الأطراف الجنوبيّة لسيبيريا شمالًا إلى جزيرة سريلانكا جنوبًا، ومن آسيا الصغرى غربًا إلى الجزر اليابانيّة شرقًا.
تعترف كنيسة المشرق الآشوريّة على المجمعين المسكونيّين الأوّل والثاني فقط - مجمع نيقية (325) والقسطنطينيّة الأوّل (381)، وهي الكنيسة الوحيدة ذات التقليد "ما قبل أفسس" في العالم المسيحيّ.
وينتمي نحو أربع مئة ألف شخص إلى الكنيسة الآشورّية يعيش معظمهم في الشتات. وفي العقد الماضي، زاد عدد أعضائها في المنفى بشكل كبير بسبب التدفّق القسريّ للمؤمنين من وطنهم التاريخيّ - العراق وسوريا. لقد تعرّض الآشوريّون، مثل غيرهم من الشعوب المسيحيّة في الشرق الأوسط، للاضطهاد الوحشيّ من قِبل ما يسمّى ب"داعش" وغيرها من المنظَّمات الإرهابيّة والقوى المتطرّفة.
تلعب الجاليّة الآشوريّة تقليديًّا دورًا بارزًا في الحياة العامّة في روسيا. يعيش حوالي عشرين ألف آشوريّ في بلادنا، وكذلك في البلدان المجاورة، معظمهم من نسل المستوطنين من الإمبراطوريّة العثمانيّة السابقة في بدايّة القرن الماضي.
وُلِد قداسة البطريرك والكاثوليكوس مار آوا روئيل الثالث في الرابع من شهر حزيران من العام 1975 في الولايات المتّحدة الأمريكيّة لعائلة من المهاجرين الآشوريّين. في العام 1992 أصبح شمّاسًا، وفي العام 2006 كاهنًا ثمّ أسقفًا في العام 2008. ما بين الأعوام 2015-2021، شغل منصب أمين سرّ المجمع المقدّس ورئيس لجنة العلاقات بين الكنائس والتعليم في كنيسة المشرق الآشوريّة، وكذلك الرئيس المشارك للجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وكنيسة المشرق الآشوريّة.
وفي الثالث عشر من شهر أيلول 2021، انتخب على الكرسيّ البطريركيّ.
قام مرارًا وتكرارًا بزيارة حدود بطريركيّة موسكو عندما كان أسقفًا. وفي الفترة ما بين 11 إلى 16 تشرين الثاني من العام 2022، قام بأوّل زيارة له إلى روسيا كبطريرك، وبالزيارة الثاني في الفترة ما بين 24 تشرين الأول إلى الأوّل من تشرين الثاني 2023.
إنّ قداسة البطريرك مار آوا روئيل الثالث هو داعمٌ فاعلٌ لتعزيز العلاقات مع الدولة الروسيّة والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة. في 22 تشرين الثاني 2023، مُنح وسام الصداقة بمرسومٍ من رئيس الاتّحاد الروسيّ فلاديمير بوتين.