تهنئة رئيس كنيسة المشرق الآشوريّة إلى قداسة البطريرك كيريل بمناسبة عيد ميلاد السيّد المسيح

هنّأ قداسة البطريرك والكاثوليكوس مار آوا روئيل الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا بمناسبة عيد ميلاد السيّد المسيح بالجسد.

إلى صاحب القداسة، قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا

إنّه من دواعي السرور أن نرسل إليكم، يا صاحب القداسة والأخ المحبوب في المسيح، هذه الرسالة وتمنيّاتنا بالبركات بمناسبة عيد ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح. سنويّاً في 25 كانون الأوّل تحتفل الكنيسة المقدّسة بحدث ظهرت فيه المحبّة الإلهيّة: ولادة ربّنا يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، بالجسد. وهكذا، بحسب الكتاب المقدّس، حقّق الأنبياء الذين تنبّأوا عنه منذ البداية.

ولهذا السبب، فإنّ عيد الميلاد المجيد يجب أن يكون، قبل كلّ شيء، عيداً روحيّاً، تعدّ الكنيسة أبناءها له بالصوم والصلاة والتراتيل الروحيّة. وهكذا ننضمّ إلى جوقة القوّات السماويّة، ونسبّح الله بترنيمة جديدة: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لق 2:14).

فإنّنا مع الرعاة البسطاء الذين أسرعوا إلى بيت لحم، نصبح شهودًا على المعجزة العظيمة لميلاد ابن الله بالجسد من العذراء مريم أمّ مخلصنا الفائقة البركات والمجيدة. وهكذا وحّدت ترانيم التسبيح التي رتلّتها الملائكة وسجود الرعاة السماء والأرض، بحيث أنّنا بصوت واحد وفم واحد مجّدنا كلّنا الله الآب على إرادته العظيمة التي لا توصف نحو الجنس البشريّ.

لقد أعطانا الربّ رجاءً عظيمًا على الرغم من حقيقة أنّ البشريّة كانت مغمورة في ظلمة الخطيئة، إلّا أنّ فجر الله نزل علينا من السماء، وأضاءنا بالنور وجلب السلام والقوّة للبشر، الذين في حياتهم اليوميّة دائماً يحتاجون إلى رحمة الله ونعمته المقدّسة.

فعندما ننظر إلى العالم من حولنا، ندرك مدى حاجتنا إلى السلام الذي منحنا إيّاه ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح بميلاده المقدّس. إنّ الوضع المقلق في العالم اليوم، وخاصّةً في الشرق الأوسط، يجب أن يجعلنا ندرك مدى حاجتنا الملحّة (والعالم أجمع) إلى السلام الإلهيّ ليسوع المسيح: السلام في بلادنا، السلام في مدينتنا، السلام في كنائسنا، السلام في بيوتنا وعائلاتنا، والأهمّ من ذلك، السلام في قلوبنا وفي حياتنا.

إنّ الوضع غير الطبيعيّ الذي يعيشه العالم اليوم يتطلّب منّا الصلاة بلا انقطاع. بالنيابةً عن البشريّة كلّها يجب علينا أن نصلّي إلى الله طالبين رحمته المقدّسة. لقد شهدنا مؤخّراً كم صعب الوضع الذي يتطوّر في سوريا في يومنا، حيث عانى أطفال شعبنا في الآونة الأخيرة من صعوبات شديدة.

لذلك نطلب من الربّ الإله أن يمنح السلام والهدوء لهذا البلد ومنطقة الشرق الأوسط كلّها، حتّى يسود في البلد النظام والقانون والعدالة من أجل الاستقرار في حياة أبناء شعبنا وكلّ المواطنين والمقيمين دون استثناء، على أساس مبادئ المساواة.

وفي الختام، أودّ أن أؤكّد لقداستكم حارّ صلواتي وأطيّب تمنيّاتي للعام الجديد 2025.

أسأل الربّ القدير على كلّ الشيء أن يمنحكم وأبناءكم الموكولين إلى رعايتكم بركاته الوفيرة في العام الجديد. نعمة ربنّا يسوع المسيح تكون معنا كلّنا في كلّ الأوقات. آمين.

+ مار آوا الثالث،

البطريرك والكاثوليكوس في كنيسة المشرق الآشوريّة