ابتداء الاجتماع الخامس للجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وكنيسة المشرق الآشوريّة في سارانسك
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو 18/06/2024
في السابع عشر من حزيران 2024، ببركة قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل وقداسة جاثليق بطريرك لكنيسة المشرق الآشوريّة مار آوا الثالث، انعقد الاجتماع الخامس للجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وكنيسة المشرق الآشوريّة في عاصمة موردوفيا بدعوة من المطران زينوفيوس مطران سارانسك وموردوفيا.
من طرف بطريركيّة موسكو حضر الاجتماع: سيادة أسقف كراسنوسلوبودسك كليمنضس الرئيس المشارك للجنة، الأب ستيفان (إيغومنوف) مدير سكرتارية العلاقات بين المسيحيّين في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو وسكرتير اللجنة، سرجي ألفيروف الموظَّف في سكرتارية العلاقات بين المسيحيّين في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة.
وضمّ وفد كنيسة المشرق الآشوريّة: نيافة الأسقف مار إيليا اسحاق أسقف بغداد الرئيس المشارك للجنة، خورأسقف سامانو عوديشو ممثّل كنيسة المشرق الآشوريّة في روسيا، خورأسقف نيقوديم يوخانييف ممثّل كنيسة المشرق الآشوريّة في أرمينيا، الكاهن أفرام الخص راعي كنيسة المشرق الآشوريّة في روستوف على نهر الدون، والشمّاس رولاند بيجاموف ممثّل الرعيّة في موسكو التابعة لكنيسة المشرق الآشوريّة.
في دير القدّيس الرسول يوحنّا اللّاهوتيّ، رحّب بأعضاء اللجنة بحرارة راعي أبرشيّة موردوفيا، المتروبوليت زينوفيوس مطران سارانسك وموردوفيا. تحدّث عن تاريخ الأرثوذكسيّة وتطوّرها الحديث على أرض موردوفيا. وأشار سيادته، أيضًا، إلى تجربة التفاعل الإيجابيّ بين قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو وأبرشيّة موردوفيا وحكومة جمهوريّة موردوفيا في تنفيذ المشاريع التي تعزّز تطوير الحوار بين الأديان في روسيا. ومن هذه المبادرات كان منتدى الشباب الذي عقد في تمّوز 2022 في سارانسك حول موضوع "الشباب المسيحيّ في الفضاء الإعلاميّ". تمّ تنظيم المنتدى تحت رعاية اللجنة الاستشاريّة المسيحيّة المشتركة بين الأديان، وأصبح نموذجًا لأحداث مماثلة لاحقة.
بعد ذلك بدأت أعمال اللجنة في مركز الحجّ التابع لدير القدّيس يوحنّا اللّاهوتيّ. وفي ترحيبه بالمشاركين في الاجتماع، أشار المطران كليمنضس إلى: "إنّ منطقة موردوفيا ترتبط بتاريخ العالم الروسيّ الذي يمتدّ لأكثر من ألف عام. شاركت شعوبنا الأصليّة جنبًا إلى جنب مع الشعب السلافيّ الروسيّ في إنشاء دولة روسيا الموحّدة، وتقاسموا معًا كلّ أفراحها وأحزانها، وثبّتوا معًا الإيمان الأرثوذكسيّ في المساحات الروسيّة الشاسعة. يأتي أسلاف العديد من الأساقفة المتميّزين من أراضي موردوفيا، ومن بينهم بطريرك موسكو وسائر روسيا نيكون وبطريركنا قداسة البطريرك كيريل.
تحافظ أرض موردوفيا، أيضًا، على ذكرى القدّيسين العجائيّين، والعديد منهم شهداء جدد استشهدوا خلال الاضطهاد الملحد في القرن الماضي، كما أنّ أحد شفعاء أرض موردوفيا هو المحارب الصنديد ثيوذورس أوشاكوف القائد البحريّ العظيم للإمبراطوريّة الروسّية والذي جاءت حياته مثالًا لتجسيد وصايا الإنجيل المقدّس.
في الأيام القادمة، سنزور الأماكن المقدّسة في منطقة موردوفيا. ستتاح لنا فرصة المشاركة في الاحتفالات على شرف إحضار نسخة موسكو من أيقونة سيّدة كازان لوالدة الإله إلى سارانسك".
ولفت الرئيس المشارك للجنة المطران كليمنضس النظر إلى المستوى العالي للعلاقات التي تحقّقت في السنوات الأخيرة بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وكنيسة المشرق الآشوريّة قائلّا:
"لقد قام قداسة جاثليق بطريرك لكنيسة المشرق الآشوريّة مار آوا الثالث بزيارة روسيا مرّتين. حدّدت لقاءاته مع صاحب القداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل والقرارات المتّخذة خلالها جدول أعمال حوارنا وأنشطة اللجنة.
في الخريف الماضي، حصل رئيس كنيسة المشرق الآشوريّة على جائزة عاليّة من الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وهي وسام المجد والشرف (في الدرجة الأولى). وفي الوقت نفسه، وبقرار من رئيس روسيا فلاديمير بوتين، مُنح قداسة جاثليق بطريرك لكنيسة المشرق الآشوريّة مار آوا الثالث وسام الصداقة الروسيّ. هذا، وتعمل لجنتنا بنجاح معتمدة على معونة الربّ. وفي العام المقبل سنحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسها. ولم تتمكّن قيود الحجر الصحّيّ ولا الظروف الأخرى في السنوات الأخيرة أن تعطّل أعمالها".
وقد عرض الأسقف كليمنضس على المشاركين في الاجتماع جدول الأعمال الحاليّ للجنة والذي يتضمّن المجالات التاليّة:
· تنسيق التفاعل على المنصّات المسيحيّة والدوليّة.
· التعاون في المجال الإعلاميّ.
· مشاريع في المجال الأكاديميّ وفي مجال التبادل الطلّابيّ.
· المبادرات الشبابيّة.
· المساعدة في رعاية مؤمني كنيسة المشرق الآشوريّة الساكنين في روسيا.
· المساعدة في تنفيذ المشاريع الإنسانيّة والاجتماعيّة المشتركة.
· التعاون في مجال الاستشارات العلميّة واللّاهوتيّة وتنفيذ البرامج التعليميّة.
وفي ردّه، شكر الأسقف مار إيليا، نيابةً عن قداسة جاثليق بطريرك لكنيسة المشرق الآشوريّة مار آوا الثالث، الجهود التي تبذلها بطريركيّة موسكو لتعزيز العلاقات الودّيّة التي تعود إلى قرون بين المسيحيين الآشوريّين والأرثوذكسيّة الروسيّة وقال بهذا الصدد: "إنّ كنيستنا القديمة، التي يتميّز وجودها التاريخيّ بالاستشهاد واعتراف بالإيمان والخدمة لأبنائها في الشتات، قد حظيت بالدعم الأخويّ المستمرّ من الشعب الأرثوذكسيّ في روسيا العظمى. نشكر الله على أنّ روسيا تتمتّع بدولة قوّية، المتجذّرة بعمق في الإيمان المسيحيّ، في اتّباع حقيقة الإنجيل".
ومن جانبه أكّد المطران زينوفيوس: "إنّ الأهمّيّة الخاصّة للحوار بين كنيستينا هي في وحدة وجهات النظر حول مفاهيم مهمّة، مثل الزواج بين رجل وامرأة الذي ثبته الربّ نفسه، والحرّيّة التي وهبها الله للإنسان، وبطبيعة الحال، حول الإنسان نفسه باعتباره خليقة الله. نحن نعلم أنّ الشعب الآشوريّ المسيحيّ ناضل لقرون عديدة من أجل الحقّ في الحياة وهويّته الخاصّة وعانى من مصاعب كبيرة. واليوم، يواجه العديد من الآشوريّين، وخاصّة الذين يعيشون في الدول الغربيّة، تحدّيات مجتمع علمانيّ يخلط بين مفاهيم الخير والشرّ، ويشكل تهديدًا لنسف القيم الإنسانيّة العالميّة. ونحن مدعوون إلى توحيد جهودنا من أجل تأكيد حقيقة الله والاهتمام بمصير الأجيال القادمة".
***
نشأت كنيسة المشرق الآشوريّة في القرن الأوّل بين السكّان الناطقين باللغة الآراميّة في بلاد ما بين النهرين. وفقًا لتقليد الكنيسة، في بلاد ما بين النهرين بشّر الرسل بطرس وبرثلماوس وتداوس وتوما بالإنجيل. اليوم ينتمي نحو أربعة مئة ألف شخص إلى الكنيسة الآشوريّة، يعيش معظمهم حاليًّا في الشتات. وفي العقد الماضي، زاد عدد أعضائها في المنفى بشكل كبير بسبب النزوح القسريّ للمؤمنين من وطنهم التاريخيّ من العراق وسوريا. لقد تعرّض الآشوريّون، كغيرهم من الشعوب المسيحيّة في الشرق الأوسط، لاضطهاد شديد من قبل المنظَّمات الإرهابيّة والمنظَّمات المتطرّفة.
يعود تاريخ العلاقات بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وكنيسة المشرق الآشوريّة إلى عصور ما قبل الإمبراطور بطرس. يلعب المجتمع الآشوريّ، تقليديًّا، دورًا بارزًا في الحياة العامّة في روسيا.