وفد رهبانيّ روسيّ يقوم بزيارة المقدّسات المسيحيّة في مصر الوسطى وصحراء البحر الأحمر
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو 08/06/2024
في الفترة الممتدّة بين الأوّل والسادس من حزيران 2024، قام وفد رهبان الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، برئاسة المتروبوليت إيسيذوروس مطران سمولينسك، بزيارة كنائس وأديرة مصر الوسطى والأديرة القديمة بالصحراء الشرقيّة بالقرب من البحر الأحمر كجزء من رحلة حجّ إلى المقدّسات المسيحيّة في مصر.
في الأوّل من حزيران، وصل الحجّاج قادمين من وادي النطرون، إلى مدينة سمالوط الواقعة على ضفاف النيل بمحافظة المنيا، منطقة شهداء الكنيسة القبطيّة الجدد، الذين استشهدوا لاعترافهم بالإيمان بالمسيح على الساحل الليبيّ على البحر المتوسّط العام 2015. زار الوفد الروسيّ الكنيسة المكرسة على اسم هؤلاء الشهداء وكنيسة مغارة والدة الإله المقدّسة المقامة على موقع إحدى محطّات العائلة المقدّسة في مصر، وتبرّك من المقدّسات وتحدّثوا مع عائلات وأصدقاء الشهداء الجدد. وكان في استقبال الضيوف القادمين من روسيا مطران سمالوط بافنوتيوس، الذي أجرى معهم محادثة أخويّة.
وفي الثاني من حزيران، يوم الأحد، قام الوفد بزيارة دير السيدة العذراء مريم المحرق جنوب مصر في محافظة أسيوط، المكان الذي عاشت فيه العائلة المقدّسة لأكثر من ثلاث سنوات. ويقع هذا المكان في المركز الوسط لمصر تقريبًا، وينسب إليها المسيحيّون المصريّون قول النبيّ إشعياء: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ" (إش 19:19).
عند وصول الوفد إلى الدير في الصباح الباكر، وفي إحدى كنائس الدير المكرَّسة على اسم الرسول القدّيس مرقس الإنجيليّ، احتفل المتروبوليت إيسيذوروس بالقدّاس الإلهيّ بمشاركة بعض كهنة الوفد. وحضر الصلاة أبناء رعيّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بالغردقة. وفي الدير، الذي يتوافد إليه يوميًّا مئات الحجّاج من جميع أنحاء مصر، استقبل رئيس الدير الضيوف القادمين من روسيا، وقام معهم بجولة في الدير والمدرسة الإكليريكيّة الواقعة داخل أسواره.
علاوة على ذلك، توجّه الحجّاج إلى صحراء البحر الأحمر، حيث توجد المقدّسات الكبرى للعالم المسيحيّ كديري القدّيسين أنطونيوس الكبير وبولس الثيبيّ.
وفي الرابع من حزيران زار الوفد دير القدّيس بولس الثيبيّ، حيث تبرّك الحجّاج من قبر القدّيس الواقع في نفس المكان الذي حفرت فيه الأسود، التي ظهرت بأعجوبة من الصحراء، قبرًا للشيخ المتوفّى بالقرب من قلّاية الكهف التي ترهّبن فيها هذا القدّيس. تعرّف الضيوف على تاريخ الدير وتبرّكوا من مقدّساته وشاهدوا طاحونة قديمة وقاعة طعام قديمة وكذلك ينبوع القدّيس بولس الذي يتدفّق من ارتفاع حوالي 300 متر ويعطي الإخوة حوالي أربعة متر مكعب من الماء يوميًّا.
وفي نفس اليوم، احتفل المطران أنطونيوس أسقف فولغودونسك، بمشاركة أعضاء الوفد الكهنة، بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة الدير على اسم القدّيس مرقس الناسك، المبنيّة في المغارة التي كانت فيها قلّاية هذا القديس من القرن الثالث عشر. وقد حضر القداس أبناء رعيّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بالغردقة.
استقبل رئيس الدير المطران دانيال (وهو أيضًا رئيس اللجنة البطريركيّة للأديرة والرهبان في الكنيسة القبطيّة) ممثّلي بطريركيّة موسكو استقبالًا حارًّا. وخلال الحديث، وجّه المتروبوليت إيسيذوروس كلمات الشكر على تنظيم وتسهيل زيارة الحجّ لممثّلي الرهبنة الروسيّة إلى مصر وعلى إتّاحة الفرصة لهم للاحتفال بالقدّاس الإلهيّ في أحد أقدم الأديرة المسيحيّة. وبدوره، أشار المطران دانيال إلى أهمّيّة التعاون الثنائيّ في مجال الرهبنة، متمنيًّا للحجّاج الروس زيارة مباركة.
في الخامس من حزيران، قام الحجّاج الروس بزيارة دير قديم آخر في الوادي الشرقيّ أي دير القدّيس أنطونيوس الكبير مؤسّس الرهبنة. تمّ بناء هذا الدير في بداية القرن الرابع بالقرب من الجبل حيث كان القدّيس يترهبن في قلّاية الكهف، ويعتبرهذا المكان، منذ فترة طويلة، أحد أهمّ أماكن الحجّ المسيحيّ.
وصعد أعضاء وفد الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة إلى الجبل وزاروا قلّايّة القدّيس أنطونيوس التي ترهّبن فيها نحو سبعين عاماً، وأقاموا فيها الصلاة. وعند سفح الجبل، قام الضيوف بجولة في كنيسة الصليب المقدّس وقيامة المسيح الجديدة، المشيّدة للحجّاج الذين لا يستطيعون الصعود إلى مغارة القدّيس أنطونيوس. ثمّ قام الوفد بجولة في الدير حيث تعرّفوا إلى كنائسها الأثريّة وتبرّكوا من المقدّسات الموجودة فيها، كما قاموا بزيارة ينبوع القدّيس أنطونيوس.
وفي اليوم التالي، عاد ممثّلو الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة إلى القاهرة. وفي الطريق، وفي العاصمة الإداريّة الجديدة لمصر، زاروا كاتدرائيّة ميلاد السيّد المسيح، وهي واحدة من أكبر الكاتدرائيّات في العالم المسيحيّ، والتي تمّ افتتاحها وتكريسها في السادس من كانون الثاني 2019 بحضور الرئيس المصريّ السيسي.
وقد استقبلت رئيسة وأخوات دير الشهيد مرقوريوس (أبو سيفين) الضيوف القادمين من روسيا بحفاوة حيث تبرّكوا من ذخائره والمقدّسات الأخرى.
في صباح اليوم التالي، غادر الحجّاج إلى روسيا.