بطريرك موسكو وسائر روسيا يقوم بصلاة الشكر بمناسبة تنصيب الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو 07/05/2024
في السابع من أيّار 2024، في كاتدرائيّة البشارة في الكرملين بموسكو، قام قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل بصلاة الشكر بمناسبة تنصيب رئيس الاتّحاد الروسيّ فلاديمير بوتين، حسب معلومات الدائرة الصحفيّة لقداسة البطريرك.
في هذا اليوم، في قصر الكرملين الكبير، أقيم حفل تنصيب فلاديمير بوتين رئيساً لروسيا. حضر الحفل قداسة البطريرك كيريل ومسؤول على الشؤون الإداريّة في بطريركيّة موسكو والوكيل الأوّل لبطريرك موسكو وسائر روسيا المتروبوليت غريغوريوس، ورئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو المتروبوليت أنطونيوس.
وفقًا للقانون 82 من دستور الاتّحاد الروسيّ، بحضور أعضاء مجلس الاتّحاد ونواب مجلس الدوما وقضاة المحكمة الدستوريّة للاتّحاد الروسيّ أدى فلاديمير بوتين اليمين أمام الشعب الروسيّ. وأعلن رئيس المحكمة الدستوريّة زوركين انضمام فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين إلى منصب رئيس الاتّحاد الروسيّ.
وبعد الانتهاء من الحفل، استقبل قداسة البطريرك الرئيس الروسيّ في كاتدرائيّة البشارة حيث قام بصلاة الشكر. شاركه في الصلاة سكرتيره المتقدّم في الكهنة الأب فلاديمير ديفاكوف، ورئيس الشمامسة البطريركيّ قسطنطين بارغان. في الطلبة التي بدت أثناء الصلاة أعلن رئيس الشمامسة: "من أجل رئيس بلدنا الروسيّ، فلاديمير فلاديميروفيتش، ومن أجل أن تعضده المعونة السماويّة بالقوة والحكمة ليحكم بالعدالة بلادنا بشكل جيّد، لزرع السلام والرخاء فيها، ويرغم عدوّها على الخوف والفرار".
ثمّ صلّى قداسة البطريرك كيريل من أجل رئيس الدولة الروسيّة:
"يا إلهنا العظيم والعجيب، الذي يحكم كلّ الأشياء بصلاح ونعمة كريمة. انظر الآن إلى صلواتنا الحارّة، وبارك النيّة الصالحة لرئيس بلادنا فلاديمير فلاديميروفيتش، الذي يضع بداية حكم لبلدنا الروسيّ، الذي تقوم بحمايته. اجعله حكيماً، وأرشده إلى أن يقوم بهذه الخدمة العظيمة دون عثرة. وأعطه الحكمة والتعقّل، حتّى يتمكّن من الحفاظ على الشعب الروسيّ في سلام ودون حزن. سيّج أياّم حياته في سياج الصّحة والازدهار. وهب لنا جميعاً، طيلة أيّام حكمه، حياة هادئة سلاميّة، وكلّ ما يلزم للحياة الزمنيّة والأبديّة. نعم، بعد أن عشنا في هذا العالم، معظّمين إيّاك وممجّدين، أيها الربّ الكريم والمحبّ البشر، نصرخ بفرح وامتنان من كلّ قلوبنا: المجد لك، يا إلهنا، إلى أبد الآبدين".
وفي نهاية الخدمة توجّه قداسة البطريرك كيريل إلى بوتين بالكلمة التاليّة:
صاحب السعادة، فلاديمير فلاديميروفيتش العزيز المحترم في بلدنا بأكمله!
في اليوم الذي يدعوكم الربّ، مرّة أخرى، لتولّي أعلى منصب في بلادنا، وتصبحوا رئيساً لروسيا، نصلّي بشدّة من أجلكم. نحن نعلم أن هذه الكلمات ليست عبارة فارغة بالنسبة لكم، بما أنكم تصلّون أنتم بنفسكم. إنّنا نعيش في وقت يتميّز برحمة الله العظيمة لكون رئيس الدولة الروسيّة رجلاً أرثوذكسيّاً لا يخجل من إيمانه، ولأنّ العدد الكبير من الروس يرى في شخص رئيس الدولة ليس، فقط، سياسيّاً ناجحًا، بل شخصًا لطيفًا وذكيّاً ودافئ القلب.
إنّ هذا المزيج من اللطف والقسوة والنزاهة هو "نقطة الضعف" التي تمنع، أحيانًا، الأشخاص الذين هم في مركز السلطة من السير بكرامة في طريق حياتهم. فالعديد من الصعوبات تجعل رئيس الدولة، في بعض الأحيان، أن يتّخذ قرارات مصيريّة وهائلة، وإذا لم يتّخذها، فإنّ العواقب بالنسبة للشعب والدولة قد تكون خطيرة جدّاً. لكن، هذه القرارات ترتبط، دائماً، من بين الأمور الأخرى، بالتضحية.
ومع ذلك، فإنّ مثل هذه القرارات المتّخذة لصالح الشعب، لصالح البلاد، لم تتمّ إدانتها، أبداً، من قبل الكنيسة أو الشعب. ونحن نعرف عدداً من قدّيسي الله الذين ترأسوا دولتنا ودافعوا بشجاعة عن شعبهم في ساحة المعركة كالقدّيس الأمير ألكسندر نيفسكي، القريب بالنسبة لي ولكم، لأنّنا صلّينا من مدينة سان بطرسبرغ. لم يشفق هذا الرجل على أعدائه، بل اشتهر كقديس، لأنّ الدفاع عن البلاد من العدوّ شيء، وتدمير الكلّ أو الاندفاع نحو الاهتمامات المهنيّة شيء آخر.
إنّ خدمة رئيس الدولة مهمّة أيضًا سواء أراد ذلك أم لا، فإنّه يغدو نموذجاً ليحتذى بحذوه. لقد أصبح حقّاَ مثالاً للشباب والعسكريّين والمثقفّين والعمّال، وبشكل عام، لكلّ من يفكر بجدّيّة في نفسه في دوره في حياة البلد. وأنتم مثال جيّد. ألا أعانكم الربّ على مواصلة أداء الخدمة التي أوكلها هو نفسه إليكم الله، أي على محبّة الوطن بجرأة، التي قد تكون، في بعض الأحيان، مطلوبة عندما يتعيّن عليكم تجاوز الكثير، ربّما يكون من المستحيل تجاوزه في الحياة العاديّة. ولكنّ هذه الجرأة وهذه القوّة يجب أن تصحب رئيس الدولة الذي يعتمد مصير البلاد على تصرّفاته.
ومع الجرأة، أتمنّى لكم، بشكل خاصّ، السلام الداخليّ، هذا الأمر الذي لا مفر منه، لأنّه إذا كان هناك صراع واحد، فقط، في اليوم، فقد لا يكون جسم الإنسان غير قادر على الصمود أمامه، وحسب، ولكن إن كانت الخلفيّة الذهنيّة متوتّرة، تكون الأخطاء الجسيمة القاتلة أيضًا. لهذا السبب من الضروري جدّاً، بل من الضروري للغاية بالنسبة لشخص أرثوذكسيّ، أن يجد وقتاً للصلاة أثناء وجوده في السلطة، ليس من أجل مسؤوليّاته المهنيّة، وإنّما أيضًا من أجل حياته الشخصيّة. وأنا أعلم أنّكم تجدون مثل هذا الوقت.
كلّ هذا سيساعد، بلا شك، على تقويتكم الروحيّة والجسديّة. ونحن، ككنيسة، نبارك اليوم أعمالكم، وسنواصل الصلاة من أجلكم في صلواتنا الشخصيّة، والأهمّ من ذلك، في صلاتنا الجماعيّة، لكي يساعدكم الربّ طوال أيّام حياتكم على قيادة جديرة في رئاستكم لهذا الوطن العظيم، روسيا المقدّسة التي تمرّ، اليوم، في فترة غير سهلة في تاريخها.
بركة الله وحماية ملكة السماء تكون معكم كل ّأيّام حياتكم. وها قد صار لديكم كلّ شيء لأداء هذه الخدمة الرائعة للوطن الأمّ لفترة طويلة وبنجاح".
وكبركة لرئيس الدولة، قدّم قداسة البطريرك نسخة قديمة من أيقونة السيّدة "فلاديميرسكايا" المرسومة في القرن السابع عشر.