المتروبوليت أنطونيوس يزور دير سيّدة حماطورة في لبنان
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الكنسيّة الخارجيّة 09/03/2024
بتاريخ التاسع من آذار 2024، قام رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك، الذي يقوم برحلة عمل إلى لبنان ببركة قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، بزيارة دير رقاد السيّدة العذراء مريم حماطورة القديم.
رافقه بهذه الزيارة متروبوليت جبل لبنان سلوان موسي، وممثّل بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا، المتروبوليت نيفن صيقلي مطران فيليبوبوليس، وسعادة سفير الاتّحاد الروسيّ لدى الجمهوريّة اللبنانيّة ألكسندر روداكوف، وممثّل بطريرك موسكو وسائر روسيا لدى بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف)، وممثّل كنيسة تشيكيا وسلوفاكيا الأرشمندريت سيرافيم (شيمياتوفسكي)، بالإضافة إلى نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو الأب إيغور ياكيمتشوك ومساعد سيادته الشمّاس نيقولاي فاسين.
وعند مدخل الدير، استقبل الحجّاج استقبالاً رسميّاً رئيس الدير الأرشمندريت يعقوب حنّا وأخويّة الدير. ثمّ زار الوفد الروسيّ كنيسة رقاد السيّدة، حيث ترأس المتروبوليت أنطونيوس صلاة الشكر.
وفي نهاية الصلاة، قال الأرشمندريت يعقوب: "بركة حضوركم اليوم تعزّينا وتنفحنا حبوراً، خاصّة في هذه الظروف الصعبة التي تعصف بهذه البلاد المتألّمة". وشدّد بأنّه تربطنا فيكم علاقة قديمة، إن على الصعيد الاجتماعيّ أو على الصعيد الروحيّ. فاجتماعيّاً، بصماتكم ما زالت حتّى يومنا هذا تشهد عليها المدارس المسكوبيّة التي أغنت نقص بلادنا في تلك الأيّام، وروحيّا عبر العلاقات التي تجمع الكنيستين.
وأضاف رئيس الدير: "نحن هنا بهذا الدير، نلنا بركة كبيرة جدّاً عندما عرّفنا رئيس ديرنا السابق بندلايمون المغبوط الذكر، عبر عظاته وتعليمه عن قدّيسين كبار في الكنيسة الروسيّة، الذين جعلهم أمامنا لنقتدي بهم في الحياة الرهبانيّة. فسعى جاهداً لكي نحصل على بقاياهم، لتكون عضداً لنا في هذا الدير المقدّس. وقد رتّب الله أن حصلنا على بقايا القدّيس سيرجيوس رادونيج زعيم الحياة الرهبانيّة، وكذلك القدّيس سيرافيم ساروفسكي اللذين أغنيا ديرنا وجعلاه قبلةً ومحجةً وتعزيّةً لكلّ أبناء الكنيسة الروسيّة القاطنين في لبنان".
وفي رده، أعرب المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك عن سعادته بحصوله على فرصة تبرّكه من مقدّسات لبنان وزيارة هذا الدير المقدّس المشهور بتاريخه وتقاليد الحياة الرهبانيّة، وقال: "فرح كبير نعمة من الله أن نتمكّن الآن من أن نكون هنا، على الأرض اللبنانيّة المباركة، حيث وصلنا كمبعوثين لقداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وروسيا لنشارك غداً في حدث بهيج للجاليّة الروسيّة في لبنان. فببركة الله سنقوم بتكريس الكنيسة التي بمحبّتكم وكرمكم يا سيادة المطران سلوان، ستعطى ليستخدمها المؤمنون الروس الذين يعيشون في بيروت.
وأشار المطران أنطونيوس إلى أن العلاقات الأخويّة الجيّدة تتطوّر بين الكنيستين الأنطاكيّة والروسيّة الأرثوذكسيّتين منذ القدم، وأكّد قائلا: "لقد مرّت كنيستانا معًا بآلام كثيرة، ولكن، أيضًا، بأفراح جزيلة. لقد كنّا ندعم بعضنا البعض لعدّة قرون. أعتقد وآمل أن تكون زيارتنا، القصيرة والغنيّة بالمحتوى، مساهمة صغيرة أخرى في تطوير هذه العلاقات الطيّبة، وعلامة أخرى على محبّة الكنيسة الروسيةّ لكنيسة أنطاكيّة - الكنيسة الشهيدة والمعترفة، حيث ولأوّل مرّة بدأ فيها تلاميذ المسيح يُدعون مسيحيّين". كما طلب سيادته من الجميع "الصلاة من أجل روسيا، من أجل الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، التي تمرّ اليوم بفترة صعبة من تاريخها، في الوقت الذي يعاني فيه إخواننا وأخواتنا في أوكرانيا من اضطهاد شديد".
ثمّ قام المتروبوليت أنطونيوس والوفد المرافق له بمشاهدة اللوحات الجداريّة القديمة التي تعود إلى القرنين السادس والثامن المحفوظة في كنيسة رقاد السيّدة. كما زار الوفد كنيستيّ الدير على اسم القدّيس باييسيوس الآثوسيّ ورئيس الملائكة الله ميخائيل حيث تبرّك من ذخائر الشهيد يعقوب وغيره من شهداء دير حمطورة. بالإضافة إلى ذلك، زار الحجّاج كنيسة الكهف القديمة للقدّيس يوحنّا المعمدان.
وشارك الضيوف في الغداء الأخويّ، وبعدها تمّ تبادل الهدايا التذكاريّة. وعبّر المتروبوليت أنطونيوس عن امتنانه على الاستقبال لرئيس الدير وإخويّته، وطلب منهم الصلاة بشكل خاصّ من أجل وحدة الكنيسة، مشيراً إلى أنّه مع الأسف فإنّ قوى الشرّ داخل الكنيسة وخارجها تبذل جهوداّ كبيرة لتمزيقها رداء الكنيسة. كما دعا المطران أنطونيوس إلى عدم نسياننا في صلواتنا المؤمنين الأرثوذكس في أوكرانيا، "حيث يُسجن الأساقفة فقط لأنّهم ظلّوا مُخلصين للقوانين الكنسيّة ويكشفون أكاذيب السلطة، وحيث يستولى على الكنائس من الكهنة وأبناء الرعيّة، وتعد السلطات الحكوميّة بحظر الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانية القانونيّة".
وفي نهاية رحلة الحجّ، قام المتروبوليت أنطونيوس والوفد المرافق له بزيارة إسقيط الدير للقدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللّابس الظفر.