رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو يشارك في القدّاس الإلهيّ في معتمديّة الكنيسة الروسيّة بدمشق
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو،01/28/2024
في الثامن والعشرين من كانون الثاني 2024، شارك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك، الذي يزور سوريا ببركة قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، في القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس إغناطيوس الحامل الإله لدى معتمديّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بدمشق. ترأس الخدمة الإلهيّة صاحب الغبطة بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، وقد شاركه الأمين العامّ للمجمع المقدّس للبطريركيّة الأنطاكيّة الأسقف رومانوس والمطران موسى أسقف داريا، والمطران يوحنّا أسقف سرجيوبوليس، وموظف بطريركيّة أنطاكية الأرشمندريت يعقوب، وكذلك مستشار بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، والأب نيقولاي بالاشوف، ونائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنيسة الأب إيغور ياكيمتشوك، وممثّل بطريرك موسكو وسائر روسيا لدى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف)، بالإضافة إلى مساعد المطران أنطونيوس الأب ألكسندر إيرشوف.
حضر القداس الذي تمّ بالعربيّة والسلافيّة الكنسيّة واليونانيّة سعادة سفير روسيا الاتّحاديّة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة ألكسندر إيفيموف وممثّلو مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة ومراقبة حركة اللّاجئين في الجمهوريّة العربيّة السوريّة والعديد من المواطنين الروس.
وفي نهاية الخدمة، توجّه غبطة البطريرك الأنطاكيّ يوحنّا العاشر إلى الحاضرين بكلمة قال فيها، إنّه يسعده كثيراً أن يرحّب بحرارة المتروبوليت أنطونيوس وكلّ أعضاء الوفد للكنيسة الأرثوذكسية الروسيّة، بالإضافة إلى سعادة سفير روسيا الاتّحاديّة.
وأضاف غبطته، إنّ الصلاة المشتركة في كنيسة القدّيس إغناطيوس الحامل الله لدى المعتمديّة هي علامة واضحة للصداقة التي توحّد الكنيستين الأنطاكيّة والروسيّة. على مدى قرون عديدة، كانت الكنيستان دائماً وستظلّان معاً، تدعمان بعضهما البعض كعائلة واحدة. والآن، هما معاً في الأمور المتعلّقة بالحياة الكنسيّة. إنّ الناس، اليوم، منشغلين بالعديد من المشاكل، بما في ذلك القضايا السياسيّة وغيرها من الأمور الدنيويّة. هناك العديد من الأمثلة في الأخبار الإعلاميّة التي تتعارض مع فهم الكتاب المقدّس للعائلة وللعلاقات بين الناس، وتشوّه المفاهيم الأساسيّة: فالفضيلة مُدانة، والشخص الصالح يُدعى سيّئًا، وما هو صحيح يعتبر خطأً؛ ولكن يوافَق على ما هو سيّئ، ويسمّى الأسود أبيضًا، والأبيض أسود. ومع ذلك، فإنّ صوت الإنجيل سيُسمع دائمًا. والأرثوذكس، بمن فيهم الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة، يبشّران هذا العالم بإنجيل المسيح.
وقال بشكل خاصّ أيضاً: " نعلم ونشعر بالوضع الحاليّ في روسيا، ونرى ما يحدث الآن مع المؤمنين في أوكرانيا. نشعر بألمكم ونصلّي معكم دائمًا. إنّ زيارة وفد بطريركيّة موسكو هي دليل على المحبّة الكبيرةّ الذي يكنّها البطريرك كيريل والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بأكملها للكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة، التي تعاني الآن. فنحن نحبّكم كثيراً ونحن دائماً معكم، لأنّنا عائلة واحدة وكنيسة واحدة".
وشكر المطران أنطونيوس البطريرك يوحنّا على ما يعمله للحفاظ على وحدة الأرثوذكسيّة العالميّة، التي تواجه اليوم، للأسف، تهديدات معروفة: "إنّ أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة يستمعون باهتمام كبير إلى كلماتكم القويّة والحكيمة في دعمها للمؤمنين لكنيستنا، الذين يتعرّضون اليوم، كما ذكرتم، لاضطهاد شديد في أوكرانيا. كان من الصعب أن نتخيّل أنّ الأيّام ستتكرّر، مرّة أخرى، عندما يُسجَن الأساقفة والكهنة والعلمانيّون، عندما يدمّر المنشقّون الكنائس ويستولون على مبانيها ويطردون المجتمعين فيها. إنّ كلماتكم وبيانات المجمع المقدّس للكنيسة الأنطاكيّة والعديد من مطارنتها هي بمثابة تعزيز وتشجيع كبيرين لأبناء كنيستنا، وخاصّة للذين يتعرّضون اليوم لهذا الاضطهاد الشديد.
وفي الختام، أعرب غبطة البطريرك يوحنّا العاشر عن امتنانه للأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف) وسفير روسيا الاتحاديّة لدى الجمهوريّة العربيّة السوريّة السيّد إيفيموف.
ثمّ، نيابةً عن مركز تعزيز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، قدّم الأدميرال كوليت إلى غبطة البطريرك يوحنّا شهادة لرعايا الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسية لتلقّي الطعام.
نيابة عن معتمديّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في دمشق أقيم حفل استقبال على شرف الضيوف الكرام. قدّم الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف)، تذكاراً للخدمة التي تمّت، إلى غبطة البطريرك يوحنّا مسبحة مصنوعة من العنبر الروسيّ، وإلى المطران أنطونيوس أيقونة والدة الإله مرسومة بيد أحد أبنة الرعيّة الروسيّة.
وفي نهاية الاستقبال تمّ التوقيع على اتّفاقية بين مركز تأهيل الأطفال والأطراف الاصطناعيّة العامل لدى معتمديّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بدمشق والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بشأن امتداد الاتّفاقية الموقَّعة بينهما سابقًا للاستخدام المؤقَّت المجّانيّ لمباني المعتمديّة والمعدّات الطبّيّة. ووقّع الاتفاقيّة مدير المركز الدكتور حسان نصر الله فايز، والمتروبوليت أنطونيوس.
وفي اليوم نفسه، قام أعضاء وفد الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، برفقة المطران رومانوس، بزيارة إلى دير ميلاد السيّدة العذراء مريم البطريركيّ بصيدنايا، حيث تبرّك من أيقونة السيّدة العجائبيّة وغيرها من مقدّسات الكنيسة. استقبلتهم بحرارة رئيسة الدير، الأمّ فيفرونيا، وتحدّثت بالتفصيل عن تاريخ الدير الذي تأسّس في القرن السادس على يد الإمبراطور يوستنيانوس، وعن التجارب التي عاشتها راهباته خلال الأعمال العدائيّة الأخيرة في سوريا. وبعد تبادل الهدايا، تمّت دعوة الضيوف لتناول وجبة الطعام، ثمّ قاموا بجولة في متحف آثار الدير.