بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يشارك في فعاليّة مركز "مسانا" في دمشق











دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو،01/26/2024
في الخامس والعشرين من كانون الثاني 2024، ببركة صاحب الغبطة بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، انعقد الاجتماع السنويّ لمركز "مسانا" للأطراف الإصطناعيّة وتأهيل الأطفال العامل لدى معتمديّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في دمشق، وذلك بمكتبة الأسد الوطنيّة.
وبحسب الموقع الإلكترونيّ للمعتمديّة، فقد حضر اللقاء غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنّا العاشر، والأمين العامّ لمجمع الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة الأسقف رومانوس الحنّاة، والأسقف يوحنّا بطش مطران سرجيوبوليس، والأسقف أرسينيوس دحدل أسقف إيرابوليس، وسفير روسيّا الاتّحاديّة لدى الجمهوريّة العربيّة السوريّة إيفيموف، وممثّل بطريرك موسكو وسائر روسيا لدى الكرسي الأنطاكيّ، الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف)، وكذلك بعض الجهات الرسميّة والدينيّة والعديد من أهالي الأطفال والشباب المستفيدين من هذا المركز.
وخلال الفعاليّة تمّ تلخيص نتائج عمل مركز "مسانا" لعامي 2023 و2022، والاستماع إلى كلمات ضيوف الشرف ومرضى المركز. كما تمّ تقديم حفل موسيقيّ صغير للضيوف من إعداد الأطفال الذين خضعوا ويخضعون للعلاج في المركز. رتّل الأطفال أناشيد وأغاني باللغتين العربيّة والروسيّة.
نقل ممثّل الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف) تحيّات رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك للمشاركين في الاجتماع وتمنّياته لموظّفي مركز "مسانا" بأن يساعدهم الله ويعينهم في عملهم، فقال: "منذ البداية، عندما بدأت المشاكل والحرب في هذه الأرض المقدّسة، سوريا، اعتبرت روسيا والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، وشخصيّاً قداسة البطريرك كيريل معاناة الشعب السوريّ معاناة قريبة جدّاً إلى قلوبهم. منذ ما يقرب من عامين، وبمبادرة من قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، وببركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر وقداسة البطريرك كيريل، تمّ افتتاح مركز الأطراف الاصطناعيّة والتأهيل في معتمديّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة في دمشق – علامةً محبّتنا ودعمنا لشعب سوريا المتألّم ولكنيسة أنطاكيّة المقدّسة التي تبقى دائماً مع شعبها في كلّ التجارب".
وقال سعادة السفير إيفيموف في كلمته: "إنّكم تعلمون جميعًا أنّ روسيا وسوريا تحاربان الإرهاب الدوليّ جنبًا إلى جنب منذ العام 2015. لقد حقّقنا نتائج جيدة في هذا المجال: فقد تمّ تحرير معظم أنحاء البلد. ويُعدّ مركز "مسانا"، الذي تمّ إنشاؤه لمساعدة الأطفال ضحايا الإرهاب الدوليّ، مثالا ممتازاً لتعاوننا الثنائيّ في هذا المجال. وقد عملت على إنشائه الكنيستين الأرثوذوكسيّتين الروسيّة والأنطاكيّة وحكومتي بلدينا والعديد من المهتمّين في موسكو ودمشق. تجدر الإشارة بشكل خاصّ إلى موظّفي "مسانا"، أنّهم أكثر من 30 طبيباً وممرّضاً وموظّفاً. وبفضل جهودهم المتفانيّة، أمكن توفير العلاج المؤهّل وإجراء إعادة تأهيل عالية الجودة لأكثر من ألف طفل مصابين بإصابات انفجار ألغاميّة.
وشدّد الدبلوماسيّ على أنّه يتمّ تقديم المساعدة للأطفال في جميع أنحاء الدولة السوريّة، من اللّاذقيّة إلى دير الزور ومن حلب إلى درعا، بغضّ النظر عن دينهم. علاوة على ذلك، فإنّ المساعدة مجّانيّة تماماً.
وفي الختام، سأل رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بركة الربّ لجميع العاملين في مركز "مسانا" من أجل الخير والأطفال.
وقال غبطته: "كما تعلمون فإنّ هذا المركز لدى معتمديّة الكنيسة الروسيّة هو تقدمة لسوريا ولكنيستنا الأنطاكيّة من أجل القيام بالأنشطة الطبّيّة والإنسانيّة التي يقوم بها الآن. امتناننا لهذا، أوّلاً وقبل كلّ شيء، للربّ الإله ومخلّصنا، وبالطبع، لقداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، والكنيسة الروسيّة بأكملها، والشعب الروسيّ، الذي نظّم عمل هذا المركز ويدعمه لمساعدة الأطفال الذين عانوا من الأحداث المأساويّة في سوريا. نيابة عنّي وجميع أبناء شعبنا، أطلب من سعادة سفير روسيا لدى سوريا أن ينقل كلمات الشكر إلى فخامة رئيس روسيا فلاديمير بوتين، وتقديرنا واحترامنا لكلّ ما تفعله روسيّا كدولة وكشعب وككنيسة. كما أطلب من الأرشمندريت فيليب، ممثّل بطريرك موسكو وسائر روسيا لدى كنيستنا، أن ينقل كلمات شكري شخصيّاً إلى قداسة البطريرك كيريل والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بأكملها. ولا ننسى أن نشكر رئيسنا الدكتور بشّار الأسد.
وموجّهاً للمرضى الصغار في مركز الأطراف الاصطناعيّة والتأهيل بكلمات الدعم قال: "يا أحبّائي، لن ننسى ما مررتم به، لكنّكم أبطال حقيقيّون. حياتكم كلّها أمامكم، لا تخافوا من أيّ شيء، يمكنكم أن تفعلوا كلّ شيء! الربّ يحميكم! نحن موجودون، والمركز قريب وجاهز لمساعدتكم".
وقال رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة لآباء هؤلاء الأطفال: "لا تخافوا من أيّ شيء، نحن نقدر، يمكننا أن نتعامل مع كلّ شيء. العائلة هي أساس المجتمع بأكمله. الأب والأمّ والأطفال هم مجتمع مقدّس. الربّ يقوّيكم ويمنحكم القوة لتربيّة أطفالنا والحفاظ عليهم من أجل مستقبلنا!"
كما وأضاف غبطته أيضاً: "خالص امتناني لكم جميعًا على هذا العمل العظيم حقّاً. علمت أنّه خلال عامين، فقط، قدّم المركز المساعدة لنحو 1300 من أطفالنا. وكما سمعنا منهم، فإنّهم سعداء جدّاً بمدى المحبّة التي يساعدهم بها متخصّصو المركز، وكيف يستقبلهم هناك. وبالتالي فإنّ هذا المركز ليس، فقط، تقدمة بالمعنى المادّي، بل فرصة لتقديم المساعدة الإنسانيّة والروحيّة لشعبنا. الربّ يحفظكم ويقوّيكم في عملكم".