افتتاح منتدى سان بطرسبرغ الدينيّ الدوليّ الثاني في العاصمة الشماليّة لروسيا
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، 14/09/2023
في الثالث عشر من شهر أيلول الجاري، في سان بطرسبرغ، افتتح منتدى سان بطرسبرغ الدينيّ الدوليّ الثاني "القيّم الدينيّة في العالم المعاصر"، والتي نظّمته الإدارة الروحيّة لمسلمي سان بطرسبرغ والمنطقة الشماليّة الغربيّة، والجمعيّة الدينيّة لمسلمي روسيا، وحكومة سان بطرسبرغ، وصندوق دعم الثقافة الإسلاميّة والعلوم والتعليم، وجامعة سان بطرسبرغ الحكوميّة بمشاركة بطريركيّة موسكو.
ببركة قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، شارك في المنتدى وفد من الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة.
افتتح المنتدى بكلمة افتتاحيّة لمفتي سان بطرسبرغ وشمال غرب روسيا الشيخ رافيل بانشيف، الذي أشار إلى أهمّيّة الشهادة الدينيّة حول القيّم التقليديّة في الوقت الحاضر.
وأشار متروبوليت سان بطرسبرغ برصنوفيوس، في تحيّته، إلى الدور الأساسيّ للقيّم الروحيّة للوحدة الوطنيّة بشكل عامّ، وللحياة الشخصيّة لكلّ فرد في المجتمع. وشدّد سيادته على أهمّيّة التطوّر الروحيّ للإنسان الذي يدعو إليه السيّد المسيح كلّ شخص. وقال: نعيش في عالم سريع التغيّر، لذا، فالدعم الوحيد الذي يوثق به الإنسان هو القيّم الروحيّة والأخلاقيّة الثابتة".
ثمّ ألقيت كلمات عميد جامعة سان بطرسبرغ كروباتشيف ورئيس مركز التنسيق لمسلمي شمال القوقاز المفتي إسماعيل حضرة بيردييف، بالإضافة إلى تحيّة وزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروفا.
أعلن تحيّة رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة لبطريركيّة موسكو، المتروبوليت أنطونيوس، نائبه الأرشمندريت فيلاريت (بوليكوف). خصّ بالذكر، في تحيّته، بأنّ الله في الكتاب المقّدس يدعو الناس من خلال كلام الأنبياء إلى التحويل الأخلاقيّ وتغييّر الحياة ورفض الانغماس في الشهوات. وبهذا المعنى، فإنّ أتباع الديانات التقليديّة مدعوّون إلى العمل المشترك لمقاومة أيديولوجيّة الاستهلاك والأنانيّة واللّاأخلاقيّة المدمّرة. وأشار المتروبوليت أنطونيوس في كلمته إلى الديناميكيّات الخاصّة للعلاقات بين روسيا والعالم الإسلاميّ، وأكّد دعم قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل لمبادرة هذا المنتدى بين الأديان في سان بطرسبرغ.
تحدّث المفتي رافيل بانشيف في كلمته عن مقارنة بين الحياة الدينيّة والثقافيّة في تاريخ روسيا والدوّل الأجنبيّة من وجهة نظر الأنثروبولوجيا الدينيّة. وأشار إلى التحدّيات التي تواجهها روسيا وشعبها على الساحة الدوليّة اليوم.
وفي كلمة مفتي الجمعيّة الدينيّة لمسلمي روسيا، ألبير كرغانوف، أعلن فكرة الدعم الروحيّ للناس من الشخصيّات الدينيّة المدعوّين إلى تقديم أجوبة على أصعب أسئلة الحياة، استناداً إلى النصوص المقدّسة وقيّم أجدادنا. وشكر مفتي تتارستان كامل ساميغولين المنظّمين على استضافة المنتدى. وأشار إلى سياسة غرس القيّم العلمانيّة الكاذبة بين المؤمنين، وأكّد على أهمّيّة الحفاظ على التقاليد الوطنيّة والدينيّة ونقلها إلى الأجيال الجديدة. وأشار ممثّل رابطة العالم الإسلاميّ في روسيا، السيّد اليوسف، إلى عدم جواز التكهّن بفكرة الحريّة الدينيّة وتبريرها لإساءتها للدين.
وأشار نائب وزير الأوقاف القطريّ محمّد أحمد الكواري إلى ضرورة التعاون بين الأديان والشعوب للاستجابة لتحدّيات عصرنا استناداً على أساس القيّم الروحيّة وحوار الأديان. وأشار أيضاً إلى خبرته الطويلة في عقد منتدى "حوار الأديان" في قطر. وقدّم رئيس المجلس الأعلى للقضاء لمملكة البحرين، إبراهيم المريخي، أفكاراً حول موضوع الأنثروبولوجيا الإسلاميّة في سياق الحوار بين الدول والأديان.
شدّد وزير الأوقاف اليمني محمّد عيضة شبيبة على ضرورة الأخوة بين الناس، وأشار إلى أهمّية الحوار المفتوح والصادق لحلّ المشاكل، والذي يجب أن يكون الجواب على الصراعات وسفك الدماء. وشكر المتحدّث روسيا ومؤمنيها على التزامهم بالقيّم الدينيّة في العصر الحاليّ.
وتبادل ممثّل المرشد الأعلى لإيران أكبري جدي، مع المشاركين أفكاره حول العلاقة بين الفضائل والخطايا في حياة الإنسان، وكذلك مظاهر الخطيئة في شكل تدنيس المقدّسات الدينيّة وتآكل القيّم الأخلاقيّة. وتحدّث المنسّق العامّ للجبهة الإسلاميّة في لبنان زهير الجعيد عن مشاكل الصراعات بين الأديان في منطقة الشرق الأوسط، مشدّداً بشكل خاصّ على ضرورة التعايش المحترم والسلميّ بين الناس رغم اختلاف أديانهم ومعتقداتهم.
ووجّه مستشار الأمين العامّ للندوة العالميّة للشباب الإسلاميّ فيصل بن سعد الجبر الشكر لمنظّمي المنتدى على الدعوة لزيارة روسيا. وخصّ بالذكر في كلمته الربط بين النشاط الأدبيّ والحوار الثقافيّ بين روسيا والعالم العربيّ في إطار تشابه التقاليد الأخلاقيّة. وقدّم المتحدّث تحليلاً لأعمال المؤلّفين الروس والعرب وتأثيرهم على العلاقة بين الحضارات.
ثمّ جاءت كلمة المتروبوليت كيريل راعي أبرشيّة كازان وتتارستان، والتي شدّد فيها على ضرورة اكتساب الإنسان روح السلام من أجل التبشير بالمبادئ الروحيّة والأخلاقيّة التي وهبها لنا الله من خلال أعمالنا الصالحة. وذكر مثال جمهوريّة تتارستان كمثال على العلاقات الجيّدة بين المؤمنين بالديانات التقليديّة، حيث تقف الكنائس بجوار المساجد، ويتفاعل رجال الدين والمؤمنون بشكل وثيق لصالح جيرانهم. وأشار إلى أنّ أول من ترجم القرآن إلى اللّغة الروسيّة بشكل كامل هو أستاذ معهد اللّاهوت في كازان غوردي سابلوكوف.
ثمّ عرض المطران جيناديوس متروبوليت كاسكلين تجربته في تطوير التعاون بين الأديان في كازاخستان، مشيراً إلى المؤتمرات المنعقدة بين الأديان العالميّة والتقليديّة في هذا البلد منذ أكثر من عشرين عاماً. كما قدّم تحليلاً لمشاكل العلاقات بين البشر من وجهة نظر الآباء القدّيسين والفلاسفة واللّاهوتيين.
ثم تحدّث الأب غريغوريوس (ماتروسوف) عن مفهوم المحبّة إلى الأقرباء في الكتب المقدّسة للأرثوذكسيّة والإسلام.
واختُتم الجزء الثاني من المنتدى بكلمة الخبير في مجال الطوائف الهدّامة والحركات المتطرّفة، عضو نقابة المحامين في منطقة موسكو السيّد كوريلوف، الذي قدّم تحليلاً لتأثير الرقمنة السريعة للحياة على الحياة الروحيّة والأخلاقيّة للإنسان.
وفي ختام المنتدى تمّ الإعلان عن مسوّدة البيان النهائيّ للمنتدى.