ممثّلو بطريركيّة موسكو يشاركون في احتفالات كنيسة المشرق الآشوريّة في العراق
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، 14/08/2023
في الفترة الممتدّة بين الرابع والثامن من آب الجاري، في عنكاوا (المنطقة المسيحيّة في مدينة أربيل، إقليم كردستان العراق)، أقيمت الاحتفالات بمناسبة افتتاح وتكريس مذبح الكاتدرائيّة الجديدة للرسل الثلاث الأوائل القدّيسين مار ماري ومار توتا ومار أدي - الكاتدرائيّة الرئيسيّة لكنيسة المشرق الآشوريّة، بالإضافة إلى افتتاح المقرّ المركزيّ للبطاركة الآشوريين. وفي الوقت نفسه، يُعقد المؤتمر العالميّ الأوّل لشبيبة الكنيسة الآشوريّة في شمال العراق، والذي جمع مئات من المشاركين من جميع أنحاء العالم.
وبدعوة من قداسة كاثوليكوس وبطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة مار آوا روئيل الثالث وببركة قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، شارك في الاحتفالات ممثّل بطريرك موسكو لدى بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف)، بالإضافة إلى موظّف قسم شؤون الشبيبة في الكنيسة الروسيّة، الشمّاس إوجيني (يساولنكو) وموظّف سكرتارية العلاقات بين المسيحيّين، وعضو لجنة الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وكنيسة المشرق الآشورية سيرجي ألفيروف.
في الخامس من آب، حضر الوفد افتتاح الكاتدرائيّة البطريركيّة. ترأس الاحتفال قداسة البطريرك مار آوا روئيل الثالث ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق بارزاني. وقد حضر الاحتفال أعضاء المجمع المقدّس للكنيسة الآشوريّة والعديد من الإكليروس الوافدين من جميع أنحاء العالم، وممثّلي الإدارة الإقليميّة الكرديّة، والقنصليّات العامّة للدول الأجنبيّة العاملة في أربيل، وممثّلو الطوائف المسيحيّة التقليديّة والجاليات الإسلاميّة في شمال العراق، والمنظّمات الكاثوليكيّة الدوليّة وجماعة القدّيس جايلز ومؤسّسة "Pro Oriente".
في السادس من آب، حضر ممثّلو الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة تكريس مذبح الكاتدرائيّة البطريركيّة. حيث أقام قداسة كاثوليكوس مار آوا روئيل الثالث التكريس والقدّاس الإلهيّ الأوّل في كنيسة الكاتدرائيّة، وشارك في خدمته أكثر من مائة أسقف وكاهن من كنيسة المشرق الآشوريّة. ثمّ أقيم حفل استقبال في دار البطريركيّة.
وفي نفس اليوم، استقبل رئيس الكنيسة الآشوريّة عددًا من رؤساء الوفود الأجنبيّة الذين وصلوا للاشتراك في الاحتفالات.
نيابةً عن قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، رحّب الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف) بقداسة كاثوليكوس مار آوا روئيل الثالث، وقدّم له أيقونة السيّدة عذراء "كورسون".
في السابع من آب، استقبل قداسته أعضاء وفد الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة باجتماع منفرد. وحضر اللقاء المطران مار أفريم أتنيل، راعي الأبرشيّة السوريّة لكنيسة المشرق الآشوريّة، وممثّل الكنيسة الآشوريّة في روسيا الأسقف سامانو أوديشو، والقنصل العامّ للاتحاد الروسيّ في أربيل السيّد روبين.
رحّب رئيس كنيسة المشرق الآشوريّة بحرارة بالوفد الروسيّ، مشيراً إلى أهمّيّة العلاقات الأخويّة التي تعود إلى قرون بين الشعبين الروسيّ والآشوريّ، وأعرب عن شكره لقداسة البطريرك كيريل على اهتمامه الشديد بحياة المؤمنين الآشوريّين في روسيا وغيرها من الدوّل في الحدود القانونيّة لبطريركيّة موسكو، وأفصح عن تقديره الكبير لعمل لجنة الحوار بين الكنيستين والمبادرات الثنائيّة المنفّذة في إطار أنشطتها.
كما وعبّر قداسته عن قلقه العميق بما يختصّ الوضع في أوكرانيا والحقائق المتزايدة للتمييز ضدّ كهنة والمؤمنين من الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة القانونيّة، بما في ذلك الأحداث الأخيرة بشأن دير لافرا الكهوف في كييف وإدانة المطران يونافان متروبوليت تولشينس وبراتسلاف، حيث جاء في كلامه:
"الأخبار القادمة من الاراضي الأوكرانيّة يتردّد صداها بألم حادّ في قلبي. نقف جنباً إلى جنب مع زملائنا الأساقفة والكهنة والمؤمنين، ونعبر عن التضامن العميق والصادق مع أخي الحبيب قداسة البطريرك كيريل، وكذلك الرئيس الروحيّ للشعب الأوكراني الأرثوذكسي، صاحب الغبطة المطران أونوفريوس وكلّ أبناء الكنيسة الأوكرانيّة القانونيّة. يوميّاً نرفع صلاتنا الحارّة من أجل الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة والدولة الروسيّة، ليمنّ الله عليهما بمعونته الإلهيّة في هذه اللحظة التاريخيةّ الصعبّة، وربّما المصيريّة. لا شكّ، أنّ روح الكراهيّة والعداوة التي انقلبت، اليوم، ضدّ كلّ ما هو روسيّ وأرثوذكسيّ هي عمل الشيطان. نعم، لقد تمكّن من ارتكاب العديد من الفظائع. لكنّنا نعلم ونؤمن بإيمان راسخ بأنّه لن تكون له الكلمة الأخيرة".
ردّاً على ذلك، أعرب الأرشمندريت فيليب عن امتنانه العميق لقداسة البطريرك مار آوا روئيل الثالث لفهمه الصادق لموقف بطريركيّة موسكو فيما يتعلّق بالوضع في أوكرانيا، وكذلك تصريحاته العلنيّة المتكرّرة ضدّ الحقائق التي لا أساس لها لإدخال تدابير تمييزيّة ضدّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وروسيا، وقال:
"اسمحوا لي أن أقدّم إلى قداستكم بشكل خاص خالص امتنان قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، وأقدم لكم تحيات من كنيستنا التي تضمّ ملايين المؤمنين بشكل عام. نحن نقدر بشكل كبير دعمكم الأخويّ ومشاركتنا الرأي. ألا بارك الله المسيحيّين الأشوريّين! في هذه الكاتدرائيّة الرائعة الجديدة، التي أقيمت على أرض بلاد ما بين النهرين الواردة في العهد القديم، المقدّسة والعظيمة والخلاصيّة. إلى سنين عديدة لكم ولجميع الشعب الآشوري!
كما تمّت، أيضاً، مناقشة عدد من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك آفاق تكثيف التعاون الثنائيّ على المحافل الدوليّة الرئيسيّة.
وفي نهاية اللقاء تبادل المشاركون هدايا تذكاريّة.
في إطار الرحلة إلى أربيل أجرى وفد الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة خلال إقامتهم في أربيل لقاءات مع عدد من المشاركين في الاحتفالات، واجتماعات العمل مع قيادة القنصليّة العامّة لروسيا الاتّحاديّة. بدعوة من متروبوليت غطّاس راعي أبرشيّة الكويت وبغداد (بطريركية أنطاكيّة وسائر المشرق للروم الأرثوذكس)، قام الأرشمندريت فيليب ومرافقيه بزيارة رعيّة بطريركيّة أنطاكيّة في عاصمة إقليم كردستان والتقى بالأب عبدو نجم.
+++
بدأ بناء الكاتدرائيّة في خريف العام 2015 ببركة قداسة البطريرك مار كوركيس الثالث صليوا (البطريرك السابق)، الذي اتّخذ قراراً تاريخياًّ بإعادة كرسي البطركة الآشوريّين إلى أرض أجدادهم. نشأت الرسالة المسيحيّة في أرض بلاد ما بين النهرين القديمة وتطوّرت منذ زمن الرسل مار ماري ومار توتا ومار ادي. بعد ألفي عام تمّ تكريس الكاتدرائيّة الرئيسيّة الجديدة لكنيسة الشرق الآشوريّة.
وانتهى العمل الرئيسي للبناء في شهر أيلول من العام 2021، اي عندما تمّ تنصيب رئيس المسيحيّين الآشوريين الحالي، قداسة البطريرك الكاثوليكوس مار آوا روئيل الثالث. تتجاوز المساحة الإجماليّة للمقرّ البطريركيّ المركزي أربع هكتارات، ويجري حاليّاً تنفيذ أعمال واسعة النطاق على أراضيها لتجهيز عدد من الأقسام المجمعيّة والأبرشيّة في كنيسة المشرق الآشوريّة، وكذلك المدرسة اللّاهوتيّة المستقبليّة ومركز الحجّ. كما ويذكر انه تمّ تخصيص قطعة الأرض وجزء كبير من الموارد الماليّة لبناء المقرّ البطريركيّ من قبل حكومة إقليم كردستان العراق.