ممثّلو الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة يشاركون في المنسابات العلميّة لجامعة المصطفى الدوليّةئ٫


دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، 08/08/2023
في السادس من آب الجاري، في موسكو، نظّمت جامعة المصطفى الدوليّة المؤتمر العلميّ واللّاهوتيّ "الدين والقيّم التقليديّة في المجتمع".
شارك في المؤتمر شخصيّات دينيّة من روسيا وإيران بالإضافة إلى دبلوماسيّين وممثّلين عن المجتمع الأكاديميّ وخرّيجي جامعة المصطفى.
افتتح الجلسة العامّة للمؤتمر سعادة سفير جمهوريّة إيران الإسلاميّة لدى روسيا الدكتور كاظم جلالي. وفي كلمته، خصّ بذكر الدور علماء الدين الإسلاميّين في سياق الحوار بين الأديان. كما وقدّم تحليلاً تاريخيّاً لمكان ودور الدين في المجتمع من جهات النظر مختلفة: الليبراليّة والإلحاديّة والتقليقيّة.
وأشار السفير الإيرانيّ إلى دور الأنبياء ومشاركة وجودهم في الديانات الإبراهيميّة، مقارناً خدمتهم بالدعوة الحديثة لعلماء الدين. وشدّد سعادته على تقارب القيم الروحيّة بين "ناس الكتاب المقدّس"، وضرورة جهودهم المشتركة في دعوة الناس إلى الله، بالإضافة إلى المطالبة بالمعرفة اللّاهوتيّة العلميّة لهذا الهدف.
قدّم المفتي المركزي أنار رمزانوف تقريراً عن تأثير الإنترنت على الروحانيّة البشريّة، تحليلاً لمختلف جوانب عرض المعلومات وتأثير المعلومات على المعتقدات والأسس الروحيّة للناس. وركّز على ضرورة تحقق الشخص من المعلومات المتعلّقة بالمعرفة الدينيّة التي تنعكس في النصوص المقدّسة في الإسلام. كما وأشار إلى الجوانب الإيجابيّة والسلبيّة لتأثير الإنترنت على حياة الطوائف الدينيّة والأسرة والأخلاق العامّة.
وكانت الكلمة التاليّة حول دور علماء الدين في انتشار القيّم الأخلاقيّة في المجتمع، وقد ألقاها ممثّل المرشد الأعلى لإيران في موسكو، حجّة الإسلام، الدكتور مهدي باختفار. وقدّم تحليلاً للخدمة النبويّة في الأديان الإبراهيميّة، بناءً على التقاليد الإسلاميّة، كرسالة إلى شعب قوانين الأخلاق والروحانيّة التي وهبها الله. وقد أشار إلى أنّ هذه المسؤوليّة انتقلت الآن إلى الشخصيّات الدينيّة والعلماء.
ثمّ تحدّث السيّد دامير ساخادوف، مدير شؤون المجلس الروحانيّ للمسلمين في الجزء الآسيويّ من روسيا. وفي كلمة "دعوة الدين من أجل السلام والروحانيّة" قدّم أفكاراً حول مفهوم السلام بين الناس والأديان في سياق العقيدة والقيّم الإسلاميّة.
ببركة سيادة المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك، رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، شارك في المؤتمر القائم بأعمال مدير سكرتاريّة العلاقات بين الأديان الشمّاس إيليا كاشيتسين.
وأشار في كلمته إلى أنّ الأرثوذكس والمسلمّين دائماً يواجهون تحدّيات مشتركة في عمل تثبيت القيّم الروحيّة في المجتمع. ومن بين الأسباب الرئيسيّة لاختراق الأفكار الهدّامة والتعاليم الكاذبة في عقول الناس أبرز الافتقار إلى التعليم الدينيّ والتأثير العلمانيّ. ذكر المتحدّث الأمثلة الواردة في الكتاب المقدّس عن العلاقة بين المسيح والأنبياء مع الغرباء من ديانات مختلفة.
كمثال إيجابيّ للحوار الأكاديميّ الأرثوذكسيّ الإسلاميّ، ذكر الشمّاس إيليا الأنشطة التي استمرّت لأكثر من 25 عاماً للجنة الروسيّة الإيرانيّة المشتركة للحوار بين الأرثوذكسيّة والإسلام ودور مؤسّسيها، قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا والمغفور له آيّة الله محمّدعلي التّسخيري. وفي نهاية الكلمة، أعرب الشمّاس إيليا عن امتنانه لمنظّمي المؤتمر وأمله في مزيد من التوسّع في مجال التعاون الأكاديميّ واللّاهوتيّ بين الأرثوذكس والمسلمين.
ووجّه الشيخ مهدي الماصولي، ممثّل آيّة الله العظمى علي السيستاني كلمة لفت فيها الانتباه إلى ضرورة التعاون بين الثقافات والأديان لمؤمني الديانات التقليديّة والحاجة إلى استبعاد خطب الكراهيّة والاستفزازات. وأشار المتحدّث إلى أهمّيّة القدوة الشخصيّة للمؤمنين في دعوة الناس إلى الله.
ثمّ ألقى الكلمة نائب رئيس الجامعة في المعهد الإسلاميّ في موسكو رينات إيسليموف، وقدّم فيها تحليلاً لمفهوم الانسجام بين الأديان من خلال نهج فلسفيّ ودلاليّ، وأشار إلى أوجه القصور في مفهوم التسامح من خلال عمليّات التبسيط والتسويات.
ألقى الباحث والكاتب آيّة الله نجم الدين الطباسي كلمة حول موضوع التفسيرات الخاطئة للإسلام من قبل الدعاة المتطرّفين. وشدّد على خطورة الترجمات الخاطئة للنصوص المقدّسة والعبارات المستخدمة خارج سياقها.
وشارك إمام مسجد فاطمة الزهراء في دربنت، جنكيز رمضانوف، حيث عرض أفكاره حول موضوع روحانيّة الإنسان في حياته الدينيّة واليوميّة. وأشار إلى ضرورة الاعتماد على التقاليد الثقافيّة للشعوب التي تساهم في حوار الأديان.
قدّم ممثّل جامعة المصطفى في روسيا، رسول عبدالله، تحليلاً علميّاً لمفهوم الدين وأهدافه بالنسبة للإنسان والالتزامات المفروضة عليه، مع مراعاة أعمال الفيلسوف الإيرانيّ الشهير علام طباطبائي.
وتكلّمت رئيسة مركز أبحاث التغذيّة الدينيّة اليمزانا جاليفا عن موضوع التغذيّة في الإسلام والمسيحيّة واليهوديّة وتأثيرها على الحياة الروحيّة للإنسان.
في ختام المؤتمر تكلّمت فاطمة يزوفى رئيسة تحرير موقع "المخفار" عن الأنثروبولوجيا الإسلاميّة، خاصّةً عن العلاقة بين الرجل والمرأة في سياق التعافي بعد الولادة والصعوبات النفسيّة المرتبطة بها.
في السابع من آب، كجزء من الدورات التدريبيّة المتقدّمة التي نظّمتها جامعة المصطفى، ألقى الأب غريغوريوس (ماتروسوف)، رئيس المجلس للتعاون مع العالم الإسلاميّ لدى بطريرك موسكو، محاضرة عامّة عن الأرثوذكسيّة. عرّف فيها عن طلّاب الدورات على أساس العقيدة الأرثوذكسيّة والممارسة اللّيتورجيّة والطقسيّة. وأثارت كلمته اهتماماً كبيراً بين المشاركين، الذين تعرّفوا أكثر عن الأرثوذكسيّة مباشرة من كاهن أرثوذكسيّ.