ممثّلو المثقّفين الصرب يدعون إلى انتهاء اضطهاد المؤمنين من الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة

دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، 20/06/23

أعرب ممثّلو المجتمع الثقافيّ الصربيّ عن قلقهم العميق بسبب انتهاك حقوق الإنسان الأساسيّة الذي يجري في أوكرانيا اليوم، وخاصّةً، انتهاكات القواعد الدستوريّة والقوانين التي تضمن حرّيّة الدين. فلقد وضع أكثر من مائة ممثّل عن المجتمع الأكاديميّ، وكذلك الشخصيّات المثقّفة من جمهوريّة صربيا والبلدان التي يعيش فيها السكّان الصرب، توقيعاتهم تحت نداء موجّه إلى السلطات الأوكرانيّة والمنظّمات الدوليّة.

وشددوا في النداء: "على أنّ ما يحدث، الآن، بما يختصّ بكهنة ومؤمني الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة لا يمكن وصفه بأي شيء آخر غير الإرهاب من قبل الدولة"، مشيراً إلى أنّ وفقًا لمعلومات نشطاء حقوق الإنسان، فإنّ أكثر من 75 كاهنًا من الكنيسة الكنسيّة ومئات من أبناء الرعيّة قد تعرّضوا للإرهاب الدينيّ في أشكال مختلفة من القمع في أوكرانيا حتّى الآن.

وورد في النداء أيضاً: "بالإضافة إلى حالات الحرق المتعمّد للأماكن الدينيّة، في العام 2022 فقط، وبدعم مفتوح من سلطات الدولة الأوكرانيّة، تمّ الاستيلاء على نحو مئتين وخمسين كنيسة تابعة للكنيسة الأوكرانيّة القانونيّة. وفي هذا العام، لم يستمرّ الوضع على هذا النحو، فحسب، بل أخذ في التصاعد والاشتداد. وفي يومنا، فإنّ الأشخاص الذين يدعمون ما يسمّى بـ "الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة"(المؤسّسة المنشقّة)، والتي لا تعترف بها إحدى عشرة كنيسة أرثوذكسيّة محلّيّة من أصل خمسة عشر، يستولون على رعايا الكنيسة القانونيّة في مناطق خميلنيتسكي، تشيرنيفتسي، كييف ومناطق أوكرانيّة أخرى. ويتعرّض كهنة ومؤمنو الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة لأشكال مختلفة من الاضطهاد. فهم لا يتعرّضون للعنف، فحسب، بل وللضرب والتشويه والتسميم بالغاز المسيل للدموع. وغالبًا، ما يقوم بهاذ متابعو الانشقاق الأوكرانيّ، بمساعدة مؤسّسات الدولة الأوكرانيّة المختلفة، والذين لا يتردّدون عن استخدام العنف الجسديّ حتّى ضدّ أساقفة الكنيسة الأوكرانيّة. بل وعلاوة على ذلك، وُضع بعض الأساقفة تحت الإقامة الجبريّة أو تعرضوا لعقوبات لأسباب مغلوطة وملفّقة".

وأشار المثقّفون الصربيون، أيضًا، إلى أنّ في جميع أنحاء أوكرانيا، تتّخذ المجالس الإقليميّة والمدنيّة قرارات لمنع وجود الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة القانونيّة في مناطقهم. بالإضافة إلى هذا، فقد تمّ في البرلمان الأوكرانيّ تسجيل مشاريع قوانين لحظر الكنيسة الأرثوذكسّية الأوكرانيّة في كلّ الأراضي الأوكرانيّة. وفي الخامس عشر من أيّار لعام 2023، ووفقاً لقرار من المحكمة، أصبح من الممكن حرمان الكنيسة الأوكرانيّة من اسمها الرسميّ ونقل ممتلكاتها إلى طوائف أخرى. وجاء في النداء أيضاً: أنّ "الدولة الأوكرانيّة لم تعد، فقط، ممتلكات الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، التي تمّت مصادرتها بشكل غير قانونيّ في الفترة السوفياتيّة، ولكنّها تحرمها، اليوم، من حقّها في استخدام الأراضي التي تقع فيها الأماكن الدينيّة".

وقيل أيضاً: "نحن العائشين في القرن الحادي والعشرين، من الصعب أن نتخيّل، اليوم، عدد الأشخاص سواء في أوكرانيا أو في الدول الغربيّة، ليس غير المبالين، فحسب، بل والموافقين أيضًا على اضطهاد مؤمني الكنيسة الأوكرانيّة. وفي الوقت الذي يتمّ فيه الترويج لمختلف الحقوق في العالم المعاصر، نرى كيف يغضّ الكثيرون العين عن آلام ودموع ودماء ملايين الأرثوذكسيّين الأوكرانيّين الذين يريدون ببساطة الحفاظ على إيمان أسلافهم، الإيمان الذي لا علاقة له بالحرب المستمرّة والمشاكل السياسيّة بين الدولتين أوكرانيا وروسيا".

وأكّد الموقعون على النداء: "نظرًا من أنّ واجبنا الأخلاقيّ، كمثقفين، هو رفع صوتنا ضدّ الظلم وانتهاك حقوق الإنسان وانتهاك كرامة الإنسان، فإنّنا ندعو السلطات الأوكرانيّة إلى التوقّف، فورًا، عن اضطهاد المؤمنين الأرثوذكس والاستيلاء العنيف على رعايا الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة".

كما دعا المثقّفين الصرب السلطات الأوكرانيّة إلى "ضمان التقيّد الصارم بالتشريعات الأوكرانيّة الحاليّة والقانون الدوليّ فيما يتعلق بحرّيّة الوجدان والدين"، وناشدوا المؤسّسات الأوروبيّة ومنظّمات حقوق الإنسان وكذلك المجتمع الدوليّ بأسره بطلب حماية "ليس فقط الحقوق الدينيّة، ولكن وحقوق الإنسان الأساسيّة" لأعضاء الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة. وحدّد النداء اقتراحًا موجّهًا إلى المنظّمات الدوليّة "لإرسال مراقبيها إلى النقاط الحرجة التي يحدث فيها الاضطهاد بالفعل، وللمساعدة في التبنيّ الفوري لإجراءات تهدف إلى إنهاء الاضطهاد والضغط الإداريّ على الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة وكهنتها وأبناء رعاياها".

وخصّ المثقفون الصرب بالذكر أنّ من بين المهام الأولى، وفقًا للموقّعين، الحفاظ على ممتلكات الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة وبشكل خاصّ، الديرين: لافرا الكهوف في كييف ودير لافرا "بوتشاييف"، اللذين "يمثّلان مزارات عظيمة للعالم الأرثوذكسيّ بأسره".

ومن بين الذين وضعوا توقيعاتهم في الاستئناف خمسة أكاديميّين وتسعة وأربعين أستاذًا جامعيًا ودكاترة في العلوم وشخصيّات ثقافيّة معروفة، بما في ذلك المخرج السينمائيّ أمير كوستوريتسا والملحّن سفيتيسلاف بوزيتش.