احتفال بالذكرى الخامسة والأربعين لخدمة المتروبوليت نيفن (صيقلي) في موسكو
في الرابع عشر من أيّار 2022، المصادف تذكار أيقونة السيّدة "الفرح غير المتوقَّع"، احتُفل في كنيسة القدّيس الشهيد ثيوذوروس قائد الجيش، في معتمديّة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق في موسكو، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لخدمة سيادة المتروبوليت نيفن (صيقلي) في موسكو كممثّل لبطريرك أنطاكية وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا.
وبهذه المناسبة، ترأس المتروبوليت نيفن القدّاس الاحتفاليّ في كنيسة المعتمديّة شاركه فيه نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو قدس الأب نيقولاي بالاشوف، وممثّل كنيسة تشيك وسلوفاكيا لدى بطريرك موسكو قدس الأرشمندريت سيرافيم (شيمياتوفسكي)، وممثّل الكنيسة الأرثوذكسيّة الأمريكيّة لدى الكنيسة الروسيّة قدس الأب دانييل أندريوك وكهنة الرعيّة.
وبعد الانتهاء من القدّاس الإلهيّ، تلا الأب نيقولاي كلمة تهنئة رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو سيادة المتروبوليت هيلاريون مطران فولوكولامسك بهذه المناسبة، جاء فيها:
يا صاحب السيادة،
أيّها السيّد العزيز!
أهنّئكم قلبيّاً بالذكرى الخامسة والأربعين لتعيينكم معتمدًا لبطريرك أنطاكية وسائر المشرق في موسكو.
على مدى السنوات الماضيّة، وتحت إشرافكم الحكيم، أصبحت معتمديّة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق مركزًا جذّابًا وإحدى أكثر الكنائس المحبوبة لكثير من المؤمنين الأرثوذكس في العاصمة الروسيّة، الذين عرفوا في شخصكم الكريم الأب الحنون والواعظ ذا الكلمات الناريّة التي تهلب نفوسهم بالمحبّة الإلهيّة، والراعي ذو العقل الراجح الساهر على قطعانه يعلّمهم عيش الحياة بحسب إرادة الله الصالحة المرضيّة الكاملة(روم 12:2).
أتمنّى لسيادتكم السلام الداخليّ ووفور القوّة الروحيّة والعافية الجسدية، طالباً من الربّ أن يهبكم فيض معونته لتجسّدوا أعمالًا لمجد الله وصالح كنائسنا الأخويّة.
ثمّ قدّم الأب نيقولاي للمتروبوليت نيفن إنغولبيون السيّدة.
وتابع أيضاً الأب نيقولاي:
"أيّها السيّد المحترم الجليل! أحيّيكم نيابةً عن قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، وأقدّم لكم هذه الهديّة التذكاريّة نيابةً عن رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو سيادة المتروبوليت هيلاريون الذي يقوم، حاليًّا، برحلة عمل، ونيابة عن سائر قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في الكنيسة الروسيّة الذين يكنّون لسيادتكم عميق المحبّة، طالباً أن تكون والدة الإله الفائقة القداسة شفيعتكم ووسيطتكم عند الربّ، وهي الساهرة على صحّتكم وطمأنينتكم، عسى بمعونتها المقتدرة تنتهي أعمال البناء في الكنيسة المكرّسة لها، كنيسة أيقونة السيّدة "الفرح غير المتوقَّع"، ويتمّ تدشينها بأذن الله لها في وطنكم الأمّ زحلة.
وأضاف أيضًا: "أرجو أن تتقبّلوا هذه الزهور كرمز لمحبّتنا الصافية لكم مع شكرنا وتقديرنا على خدمتكم الجليلة على مدى سنين عديدة، والتي تعطينا فكرة واضحة عن ولائكم الصادق لكنيسة الله، والتي ساهمت إلى حدّ بعيد في تعزيز الصداقة الحميمة بيننا. لقد بدأت خدمتكم، يا صاحب السيادة العزيز، في يوم النصر الروسيّ. فأصبحتم في الحقيقة منتصرين وفائزين بقلب الشعب الروسيّ الذي يحبّكم أشدّ الحبّ. فعبر هذه السنوات قمتم بالخدمة بشجاعة كلّيّة، لم تعرفوا تعبًا ولا مللًا حتّى في أصعب الأوقات وأحرجها سيّان كان في لبلدنا أو في وطنكم. لم تأتِ أفعالكم عن خنوع أو تملّق، ولكن كشهادة حيّة مشتركة تذيع الحقيقة الإلهيّة في العالم، والمحبّة الصادقة للسيّد المسيح والتي تجلّت في الصداقة القائمة بين كنيستينا، وفي الخدمة المُخلصة لكليهما: الكنيسة الأنطاكيّة التي تمثّلوها في موسكو والكنيسة الروسيّة التي تحبّونها من كلّ القلب، والتي غدت عزيزة على قلبكم بعد كلّ هذه العقود الطويلة".
ونيابة عن رئيس كنيسة تشيك وسلوفاكيا الأرثوذكسيّة غبطة المتروبوليت روستيسلاف، ورئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة في أمريكا غبطة المتروبوليت تيخن، رحّب بالمتروبوليت نيفن كلّ من قدس الأرشمندريت سيرافيم شيمياتوفسكي وقدس الأب دانييل أندريوك.
ثمّ شكر المتروبوليت نيفن الله الذي منّ عليهم بهذه الصلاة المشتركة، وتوجّه بكلمة إلى جميع الحاضرين، فقال:
المسيح قام! حقاًّ قام!
أيا قدس الآباء: الأب نيقولاي، نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، وقدس الأب سيرافيم ممثّل كنيسة تشيك وسلوفاكيا الأرثوذكسيّة، وقدس الأب دانييل ممثّل الكنيسة الارثوذكسيّة في أمريكا،
عبر كلّ الخدمات التي أقوم بها في كنيسة رئيس الملائكة جبرائيل وكنيسة الشهيد ثيوذروس قائد الجيش، أرغب، أوّلاً، في نقل بركة وتحيّة ومحبّة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسيّة قداسة البطريرك كيريل لشعبنا المبارك والمحبوب عند الربّ
أودّ أن أتوجّه لجميعكم بكلمات شكر صادرة من القلب، فلقد رفعنا، اليوم، صلاة مشتركة، وعظّمنا الأعجوبة التي صارت من أيقونة السيّدة العذراء "الفرح غير المتوقَّع". نشكر الربّ الذي يتيح لنا لنمجّده، كل أيّام حياتنا، عبر مناسبات مقدّسة، ونقول له: لك الشكر، يا ربّنا، يا من أهّلتنا لنحتفل، اليوم، بذكرى سماويّة مقدّسة".
لقد وصلت إلى موسكو كممثل بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق منذ خمسة وأربعين عاماً، وكنت ألهج بمحبّة المثلَّث الرحمات المتروبوليت نيفن مطران زحلة، والذي عُرف بمحبّة روسيا محبّة جمّة، وها أنا أصبح وريث هذا الخادم العظيم لكنيسته والمتّصف بمحبّة روسيا والكنيسة الروسيّة. وهوذا اليوم قد تباركت بتوشّحي ملابسه الأسقفيّة كهذا الصاكوص، مثلًا، الذي يربو عمره عن سبعة وتسعين عاماً،
إنّ الأساقفة الذين قد عرفتهم وسافرت معهم هم المتروبوليت نيقولاي (ياروشيفيتش)، ومتروبوليت لينينغراد ونوفغورود نيقوديموس، ومتروبوليت حيرسون وأوديسا بوريس، ومتروبوليت مينسك أنطونيوس، ومطران تاشكينت هيرموهين، ومتروبوليت كييف يوحنّا، ومتروبوليت يوفينالي (بولياكوف). هذا بالإضافة إلى أساقفة الكنيسة الأنطاكيّة متروبوليت ألكساندر، ومتروبوليت عكار إبيفانيوس، ومتروبوليت زحلة نيفن، ومتروبوليت بيروت إلياس. هؤلاء الأشخاص يولدون مرّة واحدة، فقط، في التاريخ. لم أقرأ عنهم في الكتب، إنّما عشت معهم، وشاركتهم في الخدمة، واكتسبت المعرفة والخبرة والروحانيّة والإيمان منهم.
أيّها الأب نيقولاي، أودّ أن أنقل محبّتي وجزيل شكري للمتروبوليت هيلاريون الذي هو معنا دائما. نعتمد على معونته في خدمتنا وعلى قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو وعليكم شخصيّاً لما تتمتّعون بالإجلال ولما نكنّ لكم من عميق المحبّة، فأنتم، بالحقيقة، شخصية كبيرة فذّة في الكنيسة الروسيّة، فنشكر الله لأنّه قد أعطى الكنيسة الروسيّة خادماً نظيركم.
قدس الاب سيرافيم، أنا مسرور جدّاً لمشاركتكم في الخدمة اليوم. وأطلب أن تنقلوا محبّتي واحترامي إلى رئيس كنيسة تشيك وسلوفاكيا الأرثوذكسيّة.
قدس الأب دانييل، نحن، دائماً، نشهد عن وحدة كنائسنا في ظلّ روح المحبّة والسلام. وهذا من أولوليّة اهتماماتنا في الخدمة في موسكو. أتمنّى لكم أن تكون هذه الشهادة دائماً موجودة.
أشكركم جميعاً على الصلاة المشتركة. أتمثّل بكم روحياً، وكم يسعدني أنّكم عائلتي في موسكو.
أتمنى لجميعكم أن تنعموا بالفرح في حياتكم مع الصحّة والعافية والتوفيق في سائر أعمالكم، آمين".