المتروبوليت هيلاريون يترأس القدّاس الإلهيّ في معتمديّة الكنيسة الأنطاكيّة في موسكو
في عيد تذكار رئيس الملائكة جبرائيل، المصادف بتاريخ السادس والعشرين من تمّوز، احتفل سيادة المتروبوليت هيلاريون متروبوليت فولوكولامسك ورئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة رئيس الملائكة جبرائيل التابعة لمعتمديّة الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة (موسكو).
وقد شاركه في الخدمة الإلهيّة سيادة المتروبوليت نيفن معتمد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وسائر روسيا، وقدس الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف) راعي الجالية الروسيّة في بيروت، ورئيس الشمامسة فلاديمير (نازاركين) مساعد رئيس القسم العلاقات الخارجيّة، بالإضافة إلى كهنة الرعيّة.
واحتُفل بالقدّاس الألهيّ باللغتين العربيّة والسلافيّة. هذا، وقد رُفعت صلاة خاصّة للحدّ من انتشار وباء الكورونا ببركة قداسة البطريرك كيريل.
بعد انتهاء الذبيحة الإلهيّة، جرت خدمة مديح رئيس الملائكة جبرائيل في ساحة الكنيسة. وقد حضره رؤساء البعثات الدبلوماسيّة للولايات المتّحدة الأمريكيّة وسوريا وكولومبيا وألبانيا والبحرين والجابون ولاتفيا والبرتغال واليمن وكوت ديفوار ومصر وغانا وإيطاليا والدنمارك وإيرلندا وفرنسا والجبل الأسود وبولندا وسويسرا. كما شارك كلّ من القاصد الرسوليّ في الاتّحاد الروسيّ رئيس الأساقفة جيوفاني دانييلو، وممثِّلو سفارات الأردنّ وقطر ولبنان وسويسرا، وممثِّل جماعة القدّيس جايلز في موسكو السيّد أليساندرو سالكوني، ووزير الخارجيّة السابق في اتّحاد الجمهوريّات الاشتراكيّة السوفياتيّة السيّد بيسميرتنيح.
ألقى المطران نيفن، إثر ذلك، كلمة ترحيب بالمطران هيلاريون قال فيها: "يا صاحب السيادة، أشكركم من أعماق قلبي على مشاركتكم المفرِّحة في بهجة هذا العيد الشريف، لا سيّما في نقلكم لنا بركة وتهاني رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا. وكم يسرّنا لو نقلتم له فيض محبّتنا وامتناننا على اهتمامه الأبويّ لنا. ويسعدني، بدوري، أن أعبّر لشخصكم الكريم، ولجميع الحاضرين، عن خالص محبّة غبطة بطريركنا الأنطاكيّ يوحنّا العاشر.
نقرّظ، اليوم، رئيس الملائكة جبرائيل الذي يدخلنا، في عيد البشارة، إلى عمق سرّ محبّة الربّ العظمى. محبّة الله لنا لا تدرَك ولا توصف، ويريدنا أن نقتدي به في محبّتنا للناس كافّة، حتّى يسطع مجده في سائر أنحاء العالم.
تعتبَر خدمة رئيس الملائكة جبرائيل، في جوهرها، تحقيق الإرادة الإلهيّة. ونحن مدعوون، كذلك، لتجسيد مشيئة الله، وهذه هي، بالحقيقة، حرّيّتنا وفرحنا وسلامنا وانتصارنا على رئيس الشرّ.
لقد ابتهلنا لينجّينا الربّ، بشفاعة رئيس الملائكة جبرائيل، من جميع المصائب والنوائب، بما في ذلك الوباء الذي بدّل حياتنا الجارية من نواحٍ عديدة. كلّنا نعلم كم يلفّ الظلام الجوانب المختلفة من هذا العالم، لكنّنا نؤمن أنّ "النور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه" (يوحنّا 1: 5).
أشكركم جزيل الشكر، مرّة أخرى، يا صاحب السيادة على الصلاة التي أقمناها، اليوم، وما هي سوى شاهد على وحدة كنائسنا تحت ظلّ روح المحبّة والسلام".
وللذكرى، قدّم المطران نيفن لسيادة المطران هيلاريون والأسقف أنطونيوس انغولبيون السيّدة ولقدس الأرشمندريت فيليب (فاسيلتسيف) صليبًا مزخرفًا.
كما نقل سيادة المطران هيلاريون، بدوره، إلى جميع المشاركين في هذا الاحتفال الشريف بركة قداسة البطريرك كيريل وترحيبه. وممّا ورد في الكلمة التي ألقاها:
"نجتمع، كلّ سنة في مثل هذا اليوم، في معتمديّة الكنيسة الأنطاكيّة، لنحتفل بشفيع هذه الكنيسة المقدّسة رئيس الملائكة جبرائيل.
اسمحوا لي أن أعود بالذاكرة قليلًا إلى الوراء أي عندما كنت تلميذاً، في عهد الاتّحاد السوفيتيّ، حينما أتيت إلى هذه الكنيسة حيث كان يخدم الأرشمندريت، ومن ثمّ الأسقف نيفن، ليس كمعتمد بطريركيّ، وحسب، وإنّما كراعٍ حقيقيّ. لقد شدّ انتباهي وجود المقاعد وحضور بعض الدبلوماسيّين، وكيف أقيم جزء من الخدمة الإلهيّة بلغات غير معروفة.
ولقد تمكّن المطران نيفن، أثناء ظروف اضطهاد الكنيسة الروسيّة القاسية، أن يقوم بأمور بدت عسرة التحقيق لكهنة موسكو العاديّين. وبما أنّه كان أجنبياً وذا وضع شبه دبلوماسيّ، فقد تعرّضت له أيدي الأقوياء. لا يمكننا القول إنّه كان يتمتّع بأي نوع من الحصانة، ولكنّ السلطات الملحدة أغضّت الطرف عن أعماله الكثيرة بما في ذلك الرعائيّة منها والتبشيريّة والخيريّة، كالاحتفال مثلًا، لمرّات عديدة، بسرّ المعمودية المقدّس. هذا، وقد تمكّن سيادته من إنقاذ الأيقونسطاس وبعض الأيقونات المقدّسة اللذين كان من المقرَّر تدميرهما أو مصادرتهما، فيما نراها، اليوم، تتصدّر في كنائسنا.
أودّ أن أشكركم، يا صاحب السيادة السيّد الكريم نيفن، على الخدمات الجلّى الفريدة والطويلة الأمد التي تقمون بها. نكنّ لكم عظيم المحبّة، معتبرين شخصكم كأخ كبير عزيز نتعلّم منه الكثير.
أتمنّى لكم، في هذا اليوم عيد كنيستكم المقدّسة ومعتمديّة الكنيسة الأنطاكيّة التي ترأسونها لأكثر من أربعين عاماً، أن ينعم عليكم الربّ بالصحّة الكاملة والعمر المديد لكي تستمرّوا في أداء هذه الخدمة المهمة والمسؤوليّة الجسيمة، التي توحّد كنيستينا العظيمتين الكنيسة الأنطاكيّة ذا التاريخ العريق، حيث بشّر الرسولان بطرس وبولس، والكنيسة الأصغر ذا التاريخ الممتدّ لأكثر من ألف عام، الكنيسة الأرثوذكسية الروسيّة. نرجو ألا تضعف الروابط بين كنيستينا أبدًا.
كما أرغب في أن أعبّر عن امتناني الخالص لسيادة الأسقف أنطونيوس، ممثِّل الكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة في روسيا، المشترك معنا في هذا الاحتفال الشريف، والمعروف بخدماته الجليلة المنزّهة عن اللوم، وهذا ما يظهر، بجلاء وفي أكثر من مناسبة، وحدة الأرثوذكسيّة العالميّة. هذه الوحدة المتينة الوثيقة التي لا يمكن أن تهزّ مداميكها أو تصدّعها أيّةُ أعمال مشينة أو ماكرة أو خائنة، لأنّ مت يقومون بها يبتعدون بأنفسهم من وحدة الكنائس الأرثوذكسيّة، ويلغون من الذيبتيخا الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة. نحن نحافظ على هذه الوحدة، بل ونتشدّد بها. نحافظ على الإيمان المستقيم الموروث عن أجدادنا. ونحافظ على النظام الكنسيّ القانونيّ الذي لم نخلقه نحن، ولذلك لا يجوز لنا، بأي حال، تدميره".
ثمّ قدّم المطران هيلاريون للمتروبوليت نيفن انغلوبيون السيّدة كتذكار لهذا العيد والخدمة المشتركة.
وبعد انتهاء القدّاس الاحتفاليّ، أقيم حفل استقبال بقاعة المعتمديّة الأنطاكيّة بحضور العديد من رؤساء البعثات الدبلوماسيّة في موسكو.
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة