سيادة المتروبوليت هيلاريون يترأس القدّاس الإلهيّ في دير الرهبات (ديفييفو)
















بتاريخ الخامس من تمّوز زار سيادة المتروبوليت هيلاريون متروبوليت فولوكولامسك ورئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو دير القدّيس سيرافيم الساروفسكيّ للرهبات (ديفييفو).
في كنيسة الثالوث القدّوس، حيث تستريح ذخائر القدّيس الروسيّ العظيم سيرافيم الساروفسكي ترأس سيادة المتروبوليت هيلاريون خدمة مديح القدّيس سيرافيم والقدّاس الإلهيّ.
وشاركه في الذبيحة الإلهيّة سيادة المتروبوليت جاورجيوس متروبوليت نيجني نوفغورود وأرزاماس، وسيادة المطران إيليّا أسقف بلاخنينسكي وسيادة المطران فيلاريت أسقف دالنيكوستانتينوفسك، بالإضافة إلى لفيف من الكهنة من أبرشيّة نيجني نوفغورود، وحضرت الخدمة الأمّ الرئيسة سيرجيا مع أخوات الدير.
بعد القدّاس الإلهيّ، شكرت الأمّ سيرجيا سيادة المتروبوليت هيلاريون وجميع الأساقفة على زيارتهم والصلاة المشتركة، وقدّمت لهم الهدايا مع أيقونة جميع قدّيسي ديفييفو.
شكر المطران جاورجيوس، بدوره، المتروبوليت هيلاريون على الصلاة، وقدّم له أيقونة عذراء ديفييفو المشهورة المدعوّة "بالعذراء الحنونة".
وممّا جاء في كلمة المطران جاورجيوس: "وفودكم فرح عظيم بالنسبة لنا لأنّكم باركتم أبرشيّتنا بزيارتكم أماكنها المقدّسة، أنتم أقرب مساعد لقداسة البطريرك موسكو وسائر الروسيا كيريل في أعمال إدارة الكنيسة الروسيّة. يحاول عدوّ الجنس البشريّ أن يجرب الأسقف في مسيرة حياته وطريق خلاصه، ولقد قال الربّ: "إنّي أضرب الراعي فتتبدّد خراف الرعية". لذلك، تقع على كاهل الأسقف مسؤوليّات جسام في خدمته لله ولكنيسته حتّى يستطيع المؤمنون أن يجدوا طريقهم إلى الربّ داخل قلوبهم. فأعمالكم، يا سيّدنا المبجَّل، كناظم للتسابيح الكنسية وملحّنها وكلاهوتيّ قدير، تعود، اليوم، بالفائدة الروحيّة الجلّى للكثير من الناس".
نقل المطران هيلاريون لجميع الحاضرين بركة صاحب القداسة البطريرك كيريل، وأعلن أنّه قام بهذه الزيارة ببركة قداسته لكي يترأس الاحتفال الكبير بمناسبة مرور 300 سنة على تأسيس معهد اللاهوت في نيجني نوفغورود. لذلك، كان من المستحيل عليه ألّا يزور دير القدّيس سيرافيم الساروفسكيّ ويتبارك من رفاته المقدّسة.
وألقى سيادته الكلمة الروحيّة التالية:
"بدأنا صلاتنا، اليوم، بخدمة مديح القدّيس سيرافيم الساروفسكيّ المقارَن بالنبيّ موسى.
كلّنا نعلم من قراءتنا للعهد القديم، وفي سفر الخروج بالتحديد، أنّ الله اختار النبيّ موسى ليخلّص شعب إسرائيل من عبوديّة المصريّين. واختار الله القدّيس سيرافيم ليحرّر شعبنا الروسيّ من أسر الإلحاد. ومن الملاحظ أنّه في بداية أعادة إحياء الحياة الكنسيّة في أرضنا تمّ العثور على رفات القدّيس سيرافيم عجائبيًّا. فلقد كان من الممكن اندثارها كما حصل مع الكثير من المقدّسات الروسيّة ورفات القدّيسين الروس في تلك الفترة. إنّما حُفظت رفات هذا القدّيس العظيم سالمة، وعثرنا عليها في متحف الإلحاد يعود للملحدين، فحفظها الربّ في أمان ليخرج هذا القدّيس، في الوقت المناسب، شعبنا من "السبي المصريّ".
نقرأ في سفر الخروج كيف صعد موسى إلى جبل سيناء وتحدّث مع الله، ثمّ نقل الوصايا الإلهيّة إلى بني إسرائيل. وذهب القدّيس سيرافيم إلى الغابات الكثيفة ليصلّي إلى الله في صمت برّيّة الغابة، حتّى يظهر، بعد سنوات عديدة، لكثير من الناس ويعلن لهم كلام الله.
ونعلم أنّ عندما نزل موسى من الجبل بعد التحدّث مع الله، بدا وجهه متوهّجًا لدرجة أنّه كان من المستحيل النظر إليه حتّى أنّه غطّاه ببرقع ليتمكّن الناس من النظر إليه. وعندما جاء نيقولاي موتوفيلوف إلى القدّيس سيرافيم لمحادثة روحيّة، عاين كيف أشرق وجه القدّيس كإشراق وجه المسيح على جبل ثابور، وكيف استحالت برودة فصل الشتاء القارسة إلى دفء عَطِرٍ للغاية، واستبان القدّيس سيرافيم لامعًا بمجد إلهيّ مبهر، وتحدّث مع موتوفيلوف وأعلن له كلام الله.
لذلك، تفد الناس من جميع أنحاء روسيا ومن كلّ أطراف العالم لكي يتباركوا من رفاته المقدّسة ويمجّدوا هذا القديس العظيم في المكان حيث ظهرت له والدة الإله العذراء مريم. حفظ المؤمنون، حتّى يومنا هذا، وصايا القدّيس سيرافيم الذي أوصى بوجوب تلاوة صلاة "إفرحي يا والدة الإله" عندما يذهبون إلى "كانافكا" (الطريق الخاصّ حول الدير)، طريق الفرح، حيث نشعر كلّنا بوجود السيّدة على الأرض".
شكر المطران هيلاريون سيادة المتروبوليت جاورجيوس على دعوته لزيارة أبرشيّة نيجني نوفغورود، والأمَّ سيرجيا على إقامة الصلاة عند رفات القدّيس سيرافيم والقدّاس الإلهيّ في هذا المكان المقدّس.
وللذكرى، قدّم المطران هيلاريون لقدس الأمّ سيرجيا كتابه "سرّ والدة الإله"، والذي يحكي عن أصول وتاريخ تمجيد العذراء مريم في الألفيّة الأولى.
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة