صلاة مشتركة ضدّ التمييز في الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة تجمّع فيها أكثر من 20 ألف مؤمناً
شارك في اجتماع للصلاة المشتركة أكثر من 20 ألف مؤمن ورجال دين من أبرشيّات مختلفة للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة بالقرب من البرلمان ومكتب رئيس الدولة الأوكرانيّين بهدف إثبات انتمائهم إلى الكنيسة القانونيّة (التي يرأسها غبطة المتروبوليت أونوفريوس) ودعوة قيادة الدولة لحمايتها من القوانين التميزيّة التي تنتهك الدستور.
نقل المؤمنون إلى نوابّ الشعب وفخامة الرئيس مشاريع القوانين التي تلغي القوانين التميزيّة ضدّ الكنيسة ذا الرقم 2662-VIII(المعروف باسم "قانون إعادة تسمية الكنيسة القسريّة") والرقم 2673-VIII، الذي يسمح للمنشقّين قانونيّاً بعمليّات الاستيلاء على رعايا الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة القانونيّة، هذه القوانين التي كانت قد نُصَّتْ في عهد الرئيس السابق لأوكرانيا بيتر بوروشينكو.
شارك في هذا الاجتماع سيادة الأسقف نيقولا أسقف فاسيلكوفسك، الذي قال: "وصلنا إلى هنا وقد تركنا بيوتنا وكافّة أمورنا، كما ترك العديدون منّا أعمالهم لكي يسمعونا ويدركوا، أخيراً، الحقيقة الواقعة أنّه في القرن الحادي والعشرين، وفي وسط أوروبا، بالتحديد، يواصلون الاضطهاد على الأسس الدينيّة".
"المسيح قام من بين الأموات"، بهذه العبارة القياميّة صلّى المؤمنون ورتّلوا، مشدّدين على اعتراضهم على القوانين التميزيّة للكنيسة، لأنّها "تضادّ محتوى المادّة 35 من دستور أوكرانيا، وتنتهك حرّيّة الدين، وتميّز مواطني أوكرانيا، الذين ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة التابعة لبطريركية موسكو، عن غيرهم، وتنتهك السلامّ المدني وتشوّه الصورة الدوليّة للبلد".
نظّم هذا الاجتماع السلميّ العلمانيّون أعضاء الجمعيّة العاّمة لمؤمني الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة الذين أكّدوا بأنّ: "آلاف المؤمنين من الكنيسة الأوكرانيّة يتألّمون ويعانون من انتهاكات الحقوق والتحريض على الكراهية والاستيلاء على الرعايا القانونيّة. قامت القوانين التميزيّة للكنيسة بدور مهمّ في هذه العمليّات، لذا يشعر مؤمنو الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانيّة بالسخط ليس، فقط، من أنّ هذه القوانين قد تمّ تشريعها بصورة مطلقة، وإنّما لأنّ الرئيس والبرلمان الجديد لم يتخلّصا من هذا الإرث من نظام الرئيس السابق بوروشنكو. إنّ هذه القوانين لا تزال سارية المفعول، وهي تنتهك حقوق الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، في حين تبذل "الطائفة الأخرى"، التي أُنشئت في عهد بوروشنكو (وهي المؤسّسة المنشقّة التي يرأسها إبيفانيوس دومينكو) عن طريق مرافق الدولة كلّ ما في وسعها للترويج بما يتعارض والدستور.
وبعد إحالة نداء الشعب إلى النوابّ، توجّه آلاف المشاركين في العمل السلميّ للصلاة إلى ديوان الرئاسة. فخرج ممثّل إدارة الرئاسة إلى المؤمنين، الذين أحضروا معهم مليون توقيع يطالبون فيها بوقف قمع الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة وإلغاء القوانين التميزيّة، وقال إنّه سيحيل الطلبات إلى الأمانة العامّة.
قال سيادة الأسقف نيقولا خلال نقل طلبات المؤمنين إلى الرئيس زيلينسكي: "يا فخامة الرئيس المحترم، أتينا إليكم صحبة مؤمني الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، الذين صوتوا لكم لتصبحوا رئيسًا جديدًا لأوكرانيا، وقد علّقنا عليكم أعظم الآمال. أردنا السلام لأوكرانيا، وابتغينا إنهاء العنف ضدّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، الذي يثار لكونها، فقط، تتبع بطريركيّة موسكو. كنّا نرجو أن يصبح الاستيلاء على الكنائس من ذكريات الماضي. كنّا نأمل أن تعيش مجتمعاتنا في جميع أنحاء أوكرانيا بسلام وتقيم الصلوات بطمأنينة. لقد تحقّقت آمالنا جزئيًا، بيد أنّ العنف لا يزال يُرتكب ضدّ رعايا الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة.
نسألكم، بصفتكم منتخَبنا وكمواطنين أوكرانيّين، إلغاء القوانين التي تجيز أعمال العنف ضدّ رعايا الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة وتتعارض مع دستورها. نطالب بتطبيق الدستور. نطلب منكم إلغاء الدعوة الموجَّهة إلى البطريرك برثلماوس، فهو ليس رئيس كنيستنا، قطّ، ولا يُعتَبَر حتّى الممثّل الرسميّ للدولة التي أتى منها، ولم يحقّق لا السلام ولا الوحدة للمجتمع الأرثوذكسيّ الأوكرانيّ. نصلّي من أجل السلام في دولتنا أوكرانيا، من أجل حياتنا، من أجل كنيستنا وأمنها الدينيّ. نسألكم، بحرارة، أن تسمعونا. نأمل أن تسمعونا.
كما أوضح سيادة المطران نيقولا أنّ مطالب المؤمنين سُجّلت في الدولة، ويبقى أن تستجيب السلطات الأوكرانيّة لصوت مؤمني كنيستها الأرثوذكسيّة. وفي الختام، شكر سيادته المؤمنين، وبخاصّة أولئك الذين تكبّدوا مشاق السير مئات الكيلومترات للتجمّع للصلاة المشتركة ولدعوة السلطات إلى حماية الكنيسة من التمييز.
دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة،
حسب المعلومات من الموقع الرسميّ للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة