سيادة المتروبوليت هيلاريون رفع الصلاة عن راحة نفوس الشهداء اليونانيين في البنطس
ببركة قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا أقام سيادة المتروبوليت هيلاريون متروبوليت فولوكولامسك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو الصلاة عن راحة نفوس ضحايا الإبادة اليونانية في البنطس.
شارك في الخدمة نائب رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة قدس الأب نيقولاي (بالاشوف) ومدير سكرتارية العلاقات بين الأرثوذكس قدس الأب إغور (ياكيمتشوك) ومدير سكرتارية العلاقات الخارجيّة الأب سيرجي (زفوناريوف) ومسؤول سكرتارية العلاقات بين الأرثوذكس الراهب غريغوريوس (سوكولوف).
شاركهم أيضاً سعادة السفيرة اليونانية المفوضة في موسكو السيدة إكاتيريني ناسيكا، وسعادة سفير قبرص في موسكو السيد زينوناس، وسعادة القنصل اليوناني في موسكو السيد كريكوس مع زوجته، ومدير قسم الثقافة في السفارة اليونانيّة في روسيا السيد يالاماس، ورئيس لجنة مجلس الدوما في الاتحاد الروسي لتنمية المجتمع المدني وقضايا المؤسسات العامّة والدينيّة السيد غافريلوف، ونائب مدير القسم الأوروبي الرابع في وزارة الخارجية الروسيّة السيد بيرسينيف، ورئيسة القسم اليوناني القبرصي في القسم الأوروبي الرابع في وزارة الخارجية الروسيّة السيدة كوليسنيكوفا، ومستشار نائب رئيس جمهورية كريميا السيد نيكولاييف، والمدير التنفيذي لجمعية موسكو لليونانيين السيد شيف، ومدير المركز الثقافي اليوناني في موسكو السيد يانيتسي، ورئيس الجمعية الثقافيّة والتعليميّة للمرأة اليونانية "أغابي" السيدة حريستيانوفا.
توجّه المتروبوليت هيلاريون للحاضرين بالكلمة التاليّة:
" Χριστὸς ἀνέστη المسيح قام Χριστὸς ἀνέστη
أصحاب السعادة
أيها الآباء الكرام
الإخوة والأخوات الأعزاء
أرحب بكم جميعًا في كنيسة جميع القديسين في "كوليشكي" التي ظلت لسنوات طويلة بمثابة البيت الروحي للجاليّة اليونانيّة الأرثوذكسيّة في مدينة موسكو. اجتمعنا اليوم للمشاركة في الصلاة من أجل ضحايا الإبادة المجحفة لسكان البنطس وآسيا الصغرى، والذي أصبح جرحًا نازفاً في قلب كل من يهتم بالشعب اليوناني والثقافة اليونانيّة.
خلال الحرب العالميّة الأولى خضعت الشعوب المسيحيّة التي عاشت في الإمبراطورية الروميّة لمحاكمات عذابات مروّعة. وقد كانت بداية المعاناة عند الشعب اليوناني من منطقة "البنطس"، الذي تعرض للاضطهاد والتعذيب بشكل همجيّ ووحشيّ. في الواقع إن ما حصل في تلك الأيام كان إبادة جماعيّة، حينها قُتل مئات الآلاف من كبار السن والأطفال والرجال والنساء، وهم جميعاً من السكان الأصليين في هذه المنطقة. إنّ أمة بأكملها كان محكوماً عليها أن تعاني. مات اليونانيون البنطيون من الجوع والألم بسبب التهجير القسري. كان "طريق الحزن" المؤدي إلى المجهول مليئاً بجثث المهجرين. وقلة قليلة من المهجرين بقيوا على قيد الحياة حاملين في قلوبهم الذكريات المريرة. نتيجةً الحرب اليونانيّة التركيّة، تم تدمير وطرد جميع السكان اليونانيين من آسيا الصغرى تقريبًا ليسكنوا في أرض أجنبيّة. في أذهان أجيالٍ عدة حُفظت القصص المروعة عن أهوال ذلك التهجير.
نعلم أنّ الإيمان بالله هو فقط القادرعلى محو صفحات الماضي السوداء والخروج من المحن بعزيمة قوية وروح نشيطة هو فقط من ينسينا الاضطهاد. فنحن بحاجة إلى تنمية الإيمان في أنفسنا وفي عائلاتنا وأطفالنا، وعلينا أن ننقل هذا الكنز الثمين من جيلٍ إلى جيل.
تحافظ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة مع الشعب اليوناني، على ذكرى ضحايا البنطس وآسيا الصغرى وتصلّي من أجلهم. إن ذكرى مأساة هذا الشعب المطرود من وطنه ستغدو دائمًا جرساً يدق قلوبنا ولا تسمح لنا بنسيان صفحات الماضي المأساويّة في عجيج وصخب هذه الحياة.
نعبر عن تعاطفنا مع الشعب اليوناني ونحافظ على الإيمان بأنّ الرب سيمسح كل دمعة، وسيحول الحزن إلى فرح، لأن المسيح قد قام وسيقيمنا معه في يوم القيامة العظيم.
Χριστὸς ἀνέστη!
بدورها أعربت السفيرة المفوضة للجمهورية اليونانيّة في موسكو السيدة كاتيريني ناسيكا عن امتنانها للمتروبوليت هيلاريون على هذه الصلاة والكلمات اللطيفة.
وقالت: "على مدى سنوات طوال قامت الدولة العثمانية والشعب التركي بقيادة مصطفى كمال أتاتورك بتعذيب وقتل وتهجير مئات الآلاف من سكان البنطس – نساء ورجالاً وأطفالاً. مما أدى إلى اختفاء الثقافة الهيلينية من المناطق التي ساهمت عبر التاريخ في تطوير الثقافة وتقوية الإيمان وتعليم اللغة لآلاف السنين من العصر اليوناني القديم والامبراطورية الرومية وحتى العصر الحديث في القرن العشرين". وذكرت السيدة ناسيكا أنّه في عام 1994 أصدر البرلمان اليوناني قرارًا يشرح موقفه من هذه الأحداث وتم تحديد يوم معين لإحياء ذكراها. منذ ذلك الحين تقوم السلطات المحلية كل عام بإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعيّة في البنطس. وأشارت أيضاً أنّ أحفاد اليونانيين البنطيين الذين تمكنوا من البقاء على قيد الحياة بعد الاضطهاد، بفضل الجهود الجبارة يعيشون الآن بسعادة في اليونان، مما ساهم بشكل كبير في تنمية وتنوّع المجتمع.
هذا وقد أضافت في النهاية: "اليونانيون البنطيون الذين استقروا الآن في كندا والولايات المتحدة وأستراليا هم أيضًا يعيشون بسعادة، ولكن بشكل خاص في روسيا أي وطنهم الثاني بسبب الجهود المبذولة منهم حتى الآن في جميع مجالات الحياة، ولا سيما الثقافيّة والاقتصاديّة والعلميّة، فتمكّنوا من بناء جسرٍ متين بين الشعبين الروسي واليوناني، وعملوا على تعزيز الصداقة اليونانيّة الروسيّة".
دائرة الاتصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة