سيادة المتروبوليت هيلاريون: "الله يغفر خطايانا ويفتح لنا طريق ملكوت السماوات"
أقام سيادة المتروبوليت هيلاريون متروبوليت فولوكولامسك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركية موسكو القداس السابق تقديسه في كنيسة السيدة العذراء في بولشايا أورضينكا (موسكو) بتاريخ 21 نيسان، وشاركه في القداس كهنة الرعية، ورُفعت الطلبات على نية وقف انتشار وباء كورونا.
توجه سيادته إلى المؤمنين بالكلمة الروحيّة التالية:
"باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
نسمع في الخدم الطقسيّة التي تسبق الأسبوع العظيم قراءات من سفر التكوين، وتمر علينا قصة يوسف وأخواته. هذه القصة تتحدث عن يوسف وهو الأخ الأصغر لعشرة إخوة، ونسمع أيضاً كيف تتكلم القصة عن الرؤى والأحلام النبويّة وكيف سيسجد أخوة يوسف له.
تُخبرنا القصة عن المحبّة القوية والكبيرة التي للأب تجاه يوسف وغيرة إخوته منه وتفكيرهم بالتخلص منه، في يوم من الأيام وعندما كان الإخوة يرعون قطيع الغنم، رأوا يوسف قادماً إليهم ومعه الطعام من أجلهم. عندما أقترب منهم يوسف، أمسكه أخوته وألقوا به في البئر. لكن كانت إرادة الله أن يُنقذ يوسف بطريقة عجيبة حيث مرت قافلة من جانب البئر ومتجهة نحو مصر، فباع الأخوة يوسف لتجار القافلة. بعد ذلك وصل يوسف إلى مصر، وتدرّج في المناصب الأعلى، وأصبح أقرب شخص لفرعون.
بعد سنوات ضربت المجاعة أرض إسرائيل، وجاء إخوة يوسف إلى مصر ليشتروا القمح من أجل الخبز، لأنّ يوسف بنى مخازن قمح كبيرة في جميع مدن مصر، وكان فرعون قد أوكله بهذا العمل وأعطاه حرية التصرف. في اليوم الذي أتى أخوته إليه ليشتروا القمح عرفهم على فور، ولم يكن يحقد عليهم أو يريد اهانتهم لأنه كان يحب إخوته. أما هم فعندما عرفوا الحقيقة خافوا أن يعاقبهم على الجريمة التي ارتكبوها في حقه، لكن بدلاً من العقاب نالوا بركة أخيهم.
هذه القصة نجدها قبل الأسبوع العظيم ليس بشكل عشوائيّ، فشخصية يوسف هي صوّر من العهد القديم ترمّز ربّنا وإلهنا يسوع المسيح. كما أُلقي يوسف في حفرة، كذلك تمّ دفن الربّ يسوع المسيح في القبر، وكما قام يوسف بطريقة عجيبة إلى حياة جديدة، كذلك قام ربّنا يسوع المسيح ليمنحنا الحياة الأبديّة، وكما غفر يوسف لإخوته الذين أخطأوا بحقه، كذلك يغفر الرب لنا نحن الخاطئين، ويمهد لنا الطريق لملكوت السماوات.
خلال فترة الصوم الكبير تعلمنا الكنيسة المقدّسة من خلال قراءات العهد القديم، وقصص الأشخاص الذين كانوا صورة مسبقة للربّ يسوع، وكذلك من قراءات المزامير التي تتلى علينا. ولم يبقى سوى القليل حتى ندخل في الأسبوع العظيم، الذي تحتفل فيه الكنيسة بتذكار الأيام الأخيرة من الحياة الأرضيّة لربّنا ومخلصّنا يسوع المسيح.
أتمنى لكم جميعاً أن تكون أيام الأسبوع العظيم وقتاً تعيشون فيه آلام الربّ يسوع المقدّسة، التي ستعلن لنا من خلال قراءات الكتاب المقدّس وشخصياته. ويأخذنا الأسبوع العظيم إلى عيد الفصح المجيد ونقوم معه بقيامته. آمين."
دائرة الاتصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة
البطريرك
24.10.2024
05.05.2024