أقام المطران هيلاريون قداس إلهي في عيد القديس نيقولاوس في باري




















بتاريخ 19 كانون الأول 2020 ميلادية في يوم عيد القديس نيقولاس رئيس أساقفة ميرليكيا الصانع العجائبي، قام رئيس قسم العلاقات الخارجية الكنسيّة في بطريركية موسكو المطران هيلاريون بزيارة عمل إلى مدينة باري وخدمة القداس الإلهي بمناسبة العثور على رفات قديس الله في الكاتدرائية المخصصة له.
شارك في الخدمة رئيس المجمع البطريركي للقديس نيقولاس العجائبي في باري ورئيس الكهنة فياتشيسلاف باتشين ورئيس أبرشية القديس ماثيو في مدينة ساليرنو الأرشمندريت أوغسطين (موروزوف).
بعد الصلاة أقام المطران هيلاريون ابتهال وطلبات لوقف انتشار الوباء الضار.
وفي نهاية الخدمة توجه رئيس الأساقفة للمؤمنين بالكلمة التالية:
"أيها الآباء
والاخوة والاخوات الأعزاء
أهنئكم جميعًا من القلب في يوم ذكرى القديس نيقولاس رئيس أساقفة ميرليكيا.
كما في السنوات السابقة وعلى الرغم من الظروف الصعبة، جمعنا الرب هنا اليوم في هذه الكنيسة المقدسة حيث ترقد رفات القديس نيقولاس العجائبي لقرون عديدة.
هذا هو القديس الذي يحترمه العالم كله، يوقر في الشرق وفي الغرب وفي الشمال وفي الجنوب، من جميع أنحاء الأرض يتوجه الناس بصلاتهم إلى القديس نيقولاس وبطريقة عجيبة يتلقون شهادة أنه يسمع هذه الصلوات ويستجيب لها. أعتقد أنه في حياة كل من يجتمع هنا وكل من يحتفل اليوم بذكرى القديس نيقولاس العجائبي، هناك أحداث أظهرت بوضوح أن القديس نيقولاوس حاضر في حياته، هناك معجزات كبيرة ومعجزات صغيرة، هذه هي الطرق التي يستجيب فيها القديس نيقولاوس لطلباتنا في يومنا، هذه قصص كثيرة وكثيرة جدًا إذا بدأت في وصفها فوفقًا لكلمات الإنجيل "إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة " (يوحنا 21 : 25).
أحضر ربنا يسوع المسيح إلى هذا العالم القداسة، إن القديسين الذين اتبعوا طريق وصايا الرب لقرون نظروا إلى مثاله المقدس واقتدوا به وأصبحوا قاعدة الإيمان وصورة الوداعة، لقد أعلنوا بلا خوف الإيمان الأرثوذكسي، وعندما نشأت البدع قاتلوا ضد هذه البدع وعندما حلت الظروف الصعبة والانشقاقات على الكنيسة، كرسوا كل جهودهم لحماية وحدة الكنيسة. لكنهم في نفس الوقت ظلوا وديعين ومتواضعين على مثال السيد الذي قال عن نفسه "تَعالوا إليّ يا جميع المُتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم" (متى 11:28-29).
عندما نتوجّه إلى ربنا يسوع المسيح بصلاة توبة أو شكر وعندما نأتي لنشترك في أسرار المسيح المقدسة في القداس الإلهي فإننا نتلقى جسد نقي ودم صادق في داخلنا ونشعر كيف يدخل هذا العالم الإلهي قلوبنا ويملأها.
عندما نصلي للقديس نيقولاوس العجائبي نشعر بوجوده في حياتنا بطريقة خاصة، ونرى كيف يساعدنا فهو قاعدة الايمان وصورة الوداعة ومعلم الصوم، يساعدنا في كل شؤون حياتنا وفي أعمالنا. نصلي للقديس نيقولاوس العجائبي من أجل أنفسنا ومن أجل أحبائنا، نصلي له من أجل شعوبنا وبلادنا، وفي هذه الأيام والأشهر الصعبة التي تمر على بلادنا، عندما يمرض الكثير من الناس ويموت البعض الغير قادرين على مواجهة المرض الذي يصيب البشرية كلها "بسماح من الله" هو اختبار خاص، نوجه صلواتنا إلى القديس نيقولاس العجائبي ونطلب منه الخلاص لنا والحياة الأبدية والتضرع إلى الرب لمنحنى رحمته لوقف هذا الوباء الذي حل بسماح منه عن العالم والبشرية جمعاء.
نصلي إلى الرب وقديسيه ونسأله أن يبقينا في سلام وخشوع وطهارة، نصلي إلى الرب من أجل راحة كل أولئك الذين انتقلوا إلى العالم الآخر، نسمع كل يوم أخبارًا عن المزيد والمزيد من الموتى الجدد ونصلي للرب أن يضعهم حيث يستريح قديسيه حيث لا يوجد مرض ولا حزن ولا رثاء بل حياة لا فناء لها.
لقد منحنا الرب رغم كل القيود والصعوبات اليوم، بركة الوصول إلى هذا المكان المقدس من أجل الصلاة على رفات القديس نيقولاوس العجائبي.
لم نصل هنا اليوم باسمنا فقط ولكن أيضًا نيابة عن جميع الذين يرغبون في القدوم إلى هنا ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب الظروف.
نصلي اليوم من أجل أحبائنا ومن أجل شعوبنا ومن أجل بلادنا ومن أجل العالم أجمع.
الآن وبعد أن أكملنا القداس الإلهي سننزل إلى القبو إلى رفات القديس نيقولاس العجائبي لنقدم له صلاة صادقة مرة أخرى ونطلب رحمته ومساعدته لنا.
أتمنى في المرة القادمة التي يتم فيها الاحتفال بذكرى القديس نيقولاوس العجائبي أن نكون قادرين على الحضور جميعاً إلى هنا بالحشود المعتادة كما في السنوات السابقة لتقديم الصلاة للقديس العجائبي.
دعونا نصلي الآن عند رفاته ليكون شفيعنا الكريم ويساعدنا في التغلب على كل الأحزان والإغراءات في حياتنا القادمة وأن يقودنا في طريق ملكوت السماوات".
بعد ذلك في سرداب كاتدرائية القديس نيقولاوس تم التبرك من رفات القديس، وفي الختام وجه رئيس الكنيسة القس جيوفاني ديستانتي إلى المطران هيلاريون كلمة تحية وسلمه إناءً فيه طيب من رفات القديس نيقولاس العجائبي.
بعد شكره له على الترحيب الحار، قال المطران هيلاريون: "أود أن أعرب عن امتناني الصادق للأب جيوفاني وإخوة دير الدومينيكان الذين يعتنون منذ قرون عديدة برفات القديس نيقولاس، ففي العقود الأخيرة فتحت أبواب هذه الكنيسة للحجاج الأرثوذكس من روسية وأوكرانيا وبيلاروسيا ومولدوفا ودول أخرى تأتي إلى هنا لتكريم القديس الموقر. أتمنى لكم أيها الإخوة الأعزاء أن تنتهي التجربة التي حلت بنا جميعًا في أقرب وقت ممكن".
وفي ذات اليوم سافر المطران هيلاريون إلى موسكو.
مكتب اتصالات قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة