أوردت "المجلّة الروسيّة" تعليق ممثّل قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة حول موضوع اضطهاد مسيحيّي أفريقيا

في التاسع من كانون الأوّل 2021، نشرت "المجلّة الروسيّة" مقالاً جديدًا عن الاضطهادات الجاريّة ضدّ المسيحيّين التي تحدث حاليًّا في عدد من البلدان الأفريقيّة. تلقي المقالة الضوء، بشكل خاصّ، على كلام الأمين العامّ لمجلس الأديان في روسيا ومدير سكرتاريّة العلاقات بين الأديان المختلفة في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو قدس الأب ديميتريوس (صافونوف)، الذي استعرض خلال مؤتمر "نحفظ المستقبل" الأرقام الرهيبة، فقال: يقتل المتطرّفون، في جميع أنحاء العالم، مسيحيًّا واحدًا كلّ دقيقة بسبب إيمانه، وأمّا في أفريقيا، فأكثر من 10 مسيحيّين.

ووفقًا لملاحظته، فالدول الأكثر تعرّضًا لمظاهر الإرهاب ضدّ المسيحيّة هي نيجيريا والكونغو ومالي وبوركينا فاسو وإثيوبيا.

"للأسف، لا يُعلَن عن هذه المشكلة في الغرب فيما نرى، اليوم، ارتفاع حجم الجرائم والعنف اللذين لم يسبق لهما مثيل، وما هذا في الواقع إلّا إبادة جماعية حقيقيّة. تُحرق قرى بأكملها وتدمّر بسكانها، وفي الأماكن حيث تقوم المنظمات الإرهابيّة أو القوّات المتطرّفة من السكّان المحلّيّين بنشاط ملحوظ، فإنّ السلطات تحاول أحيانًا التصدّي لها، ولكن كردّ فعل ظاهريّ فقط.

فعلى سبيل المثال، في نيجيريا، تمحو قبائل الفولاني قرى بأكملها كلّ يوم، وإن أردنا اعتبار هذا العمل كأنّه حرب للحفاظ على الأراضي، ولكن الواقع يؤكّد أن لا شيء يحدث بهذا الاعتبار. بالطبع، هم يستولون على الأراضي ولكن بهدف تقويض المسيحيّة.

في العام الماضي، تمّ انشاء مجلس عامّ تابع للأمانة العامة لمنتدى الشركة بين روسيا وأفريقيا. والآن أصبح هذا الموضوع على مستوى دولة روسيا كلّها من أجل فتح الحوار العام مع إفريقيا، وتدعمنا في جهودنا وزارة الخارجيّة الروسيّة، لأنّ حجم الاضطهاد أصبح  تخيّله متعذّرًا.

ذكر الأب ديميتريوس، بخاصّة، أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وقادة الديانات الأخرى في البلاد تقترح "إدخال هذه المشكلة في جدول الأعمال الدوليّ". ثمّ أورد مثالًا يؤكّد ضرورة تبنّي هذا الاقتراح، وهو تعليق المساعدة الدوليّة للبلدان الأفريقيّة التي تتغاضى سلطاتها عن الإبادة الجماعيّة للسكّان المسيحيّين.

وأشار، أيضاً، إلى الزيادة المطردة في مظاهر الإرهاب ضدّ المسيحيّة في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك في دول أوروبا. ووفقًا لكلام الأب ديميتريوس، فإنّ التقرير النهائيّ الذي أصدره مؤخَّرًا في العام 2020 الصندوق الكاثوليكيّ الدوليّ "مساعدة الكنيسة عند الحاجة" يلاحظ "النموّ غير المسبوق" في السنوات الأخيرة للإجراءات المناهضة للمسيحيّة وحالات التخريب في الدول الأوروبيّة. يقوم المخرِّبون بكسر الصلبان التذكاريّة، ويحاولون إضرام النار في الكنائس المسيحيّة، وإتلاف النقوش الجداريّة، ومهاجمة الكهنة. وقال أخيرًا: "لم يلاحَظ، سابقًا، مثل هذا الارتفاع الكبير للجرائم في الدول الأوروبيّة "، معربًا عن أمله في تخصيص قسم خاصّ لمشكلة اضطهاد المسيحيّين خلال المنتدى القادم "نحفظ المستقبل".

دائرة الاتّصالات في قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة

وفقاً لمعلومات "المجلّة الروسيّة"