البروفيسور إيكونومو: " إن رسامة ايبيفانيوس غير قانونيّة، والأسرار التي يقوم بها باطلة "

البروفيسور خريستو إيكونومو هو رئيس كلية اللاهوت في جامعة نيقوسيا وعميد سابق لكلية اللاهوت في جامعة تسالونيك، دُعي للبرنامج التلفزيوني "في الصفحة الأماميّة" حيث أجرى مقابلة صحفية مع الصحفي أندراوس ديميتروبولوس. في هذه المقابلة الحصريّة تحدث السيد إيكونومو عن رأيه في قرار المجمع المقدس لكنيسة قبرص الأرثوذكسيّة بشأن اعترافها "بالكنيسة الارثوذكسية في أوكرانيا" وأكّد أقواله بالحجج العلمية واللاهوتية.

أشار البروفيسور إيكونومو إلى أن القرار الصادر من المجمع الأخير للكنيسة القبرصيّة الخاص بالقضية الأوكرانية، يتعارض مع قرارتها السابقة التي كانت تُتخذ بالإجماع.

في كلام البروفيسور عن قرار المجمع المقدّس الصادر في 18 شباط عام 2019 ركّز على أنه تم طرح عدة أسئلة واستفسارات خاصة حول القضية ولم يتم الإجابة عليها، وأيضاً بقيت دون جواب واضح حتى بعد دورة المجمع المقدّس في تشرين الثاني عام 2020.

على سؤال الصحفي ديميتروبولوس عن إلزامية ذكر الأساقفة لاسم ابيفانيوس في الخدم الكنسية، أجاب السيد إيكونوم أنه يجب ألا يُذكر اسمه من قِبَل الأساقفة الأخرين على أنه "رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا"، لأننا هنا نتعامل مع مسائل عقائدية ومسألة لها طابع عقائدي، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمفاهيم الأساسيّة في كنيستنا الارثوذكسية والحياة الكنسية ذات الطابع الخريستولوجي الخلاصي.

وأعطى مثالاً على ذلك المجامع الأربعة (وهي مجمع هيرارا ومجمع أفسس ومجمع القسطنطينية في 1344 كما أيضاً مجمع فلورنسا)، عندما تم إلغاء قرارات الأغلبية الخاطئة من قِبَل أقلية لم يوافقوا عليها، وتم "الوقوف على الحقيقة والحق" (منهم القديس ثيودوروس ستوديتي، القديس فلافيانوس القسطنطني، القديس غريغوريوس بالاماس، القديس مرقس الأفسسي).

ثم أكد البروفيسور على أن المجمع الماضي "نفذ ما طلب منه: أي قدم الدعم لرئيس أساقفة قبرص على الرغم من كون قراراته غير قانونيّة ومتعارضة مع نظام الكنيسة"، مع الأخذ بعين الاعتبار أن خلال دورة المجمع التي كانت في 23 تشرين الثاني من عام 2020، عبّر بعض الأساقفة عن رأيهم المعارض للبقية وأمام الجميع، وقالوا إن ضميرهم كأساقفة يمنعهم من التصويت للاعتراف "بالاستقلال الذاتي" للكنيسة الأرثوذكسيّة في أوكرانيا.   

وأخيرًا، علق حضرة البروفيسور على موقف متروبوليت بافوس: أن هذا فقط "مجرد" ذكرى، وشدد على أن " (ذكره) في القداس الإلهي مشروط بجوهر إيماننا وتعليم الكنيسة الأرثوذكسية حول سر الخلاص، ولا يمكننا تجاهل هذه الحقيقة المهمّة".

لا شك أن المجمع القبرصي المقدّس برئاسة رئيس الأساقفة المطران خريسوستموس ينظر إلى الأمر من وجهة عقائدية، لأن هذه المسألة متعلقة بشكل مباشر بموضوع الكهنوت وأسقفية ابيفانيوس، وكذلك " بواقع صحة رسامته والأسرار التي تؤدى تحت رئاسته". وبما أن رسامته تُعتبر غير قانونيةً، فإن كل الأسرار التي يقوم بها خالية من نعمة الروح القدس. 

والأشخاص الذين يشاركون في أسرار باطلة المفعول لا ينالون من خلالها مغفرة الخطايا والحياة الأبدية، بالتالي فإن مواقف رئيس الأساقفة المطران خريسوستوموس والميتروبوليت بافوس لا يمكن قبولها لأنها غير متوافقة مع التعليم اللاهوتي المسيحاني والخلاصي للكنيسة الأرثوذكسيّة. 

جاء ذلك بوضوح في قرار المجمع المقدّس، الذي تم تبنيه بالإجماع والمنعقد في قبرص بشهر شباط عام 2019 جاء فيه "اجتمع اليوم المجمع المقدّس للكنيسة القبرصيّة في يوم الاثنين الواقع في الثامن عشر من شهر شباط عام 2019، وخلال الاجتماع الاستثنائي برئاسة غبطة رئيس أساقفة قبرص خريزوستوموس ناقش بالتفصيل مسألة استقلال الكنيسة في أوكرانية، وهذه مسألة لاقت تطوراً كبيراً وتأثيراً واضحاً على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة".

السؤال الذي يتعلق بوحدة الكنيسة الأرثوذكسيّة الجامعة كما في هذه الحالة، بالطبع هو من النوع العقائدي. أكّد المجمع المقدّس لكنيسة قبرص برئاسة رئيس أساقفة قبرص المطران خريزوستوموس بشكل واضح جداً البعد العقائدي للموضوع بقوله: "حتى لو أنه من الممكن تحقق الوحدة في ظل القيادة الجديدة (الكنيسة في أوكرانيا تحت رئاسة إيبيفانيوس)، فلا يزال يتعين على البطريركية المسكونية أن تجد طريقة لتهدئة ضمائر المؤمنين وتوضح لهم صلاحية رساماتهم والأسرار التي تقوم بها هذه القيادة ".

من الواضح أنّ الموقف الوارد أعلاه، أي عدم اعتراف بقانونية رسامة إيبيفانيوس، يتوافق تمامًا مع موقف الكنائس العشر الأخرى المستقلة.

المقالة مترجمة من الصفحة " Orthopraxia.gr"